أعلن البيت الأبيض عن قرب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس فى قطاع غزة، ولكن حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق، فمن غير المرجح أن تمتد الهدنة إلى ما بعد الأسابيع الستة من المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من ثلاث مراحل، ما يعنى أن الإدارة الأمريكية القادمة ستلعب دورا كبيرا فى إدارة التوترات فى منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما ذكرت إذاعة "صوت أمريكا".
ومنذ أن أصبحت المرشحة عن الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، حاولت نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، تحقيق توازن بين إعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل والدعوة إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ما يشير إلى استمرار سياسات الرئيس الأمريكى جو بايدن بشأن عدوان الاحتلال الإسرائيلى على غزة، وعلى نطاق أوسع، الشرق الأوسط.
ولخصت هاريس موقفها فى خطاب قبولها كمرشحة ديمقراطية للرئاسة فى مؤتمر الحزب فى مدينة شيكاجو الأمريكية.
وقالت: "أنا والرئيس بايدن نعمل على إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، بحيث تكون إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح الرهائن، وأيضا إنهاء المعاناة فى غزة، وتمكين الشعب الفلسطينى من الحصول على حقه فى الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير".
وأشارت الإذاعة إلى أن الديموقراطيين متحمسون بشأن هاريس، على الرغم من أنها لم تضع سياساتها الخاصة بعد. وعلى عكس بايدن، الذى كان عضوا منذ فترة طويلة فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، معظم خبرة هاريس فى السياسة الخارجية جاءت من خلال فترة عملها كنائبة للرئيس.
وقالت الباحثة فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ناتاشا هول، فى تصريحات نشرتها "صوت أمريكا"، إن عدم وجود سياسة خارجية محددة لهاريس قد يفيدها فى نظر الناخبين الديمقراطيين.
وأشارت هول إلى أنه فى أكتوبر ٢٠٠٢، كان بايدن واحدا من ٧٧ عضوا فى مجلس الشيوخ أعطوا الرئيس الأمريكى آنذاك جورج دبليو بوش سلطة استخدام القوة فى العراق، وهو القرار الذى أصبح فى النهاية عبئا على بايدن، بقدر ما أصبح دعمه القوى لإسرائيل هو الأكثر إثارة للانقسام فى حزبه.
وأوضحت هول أن أولئك الذين يتطلعون لمعرفة ما إذا كانت سياسة هاريس فى الشرق الأوسط ستختلف عن سياسة بايدن يمكنهم النظر إلى مستشارها للأمن القومى فيليب جوردون، الذى من المتوقع أن يظل فى المنصب إذا تم انتخابها.
وسيكون جوردون المستشار الرئيسى لهاريس فى جميع قضايا الأمن القومي، بما فى ذلك السياسة الخارجية. وأضافت أن جوردون يفضل السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية.
وكان جوردون ضد الإطاحة بالرئيس العراقى آنذاك صدام حسين من السلطة فى عام ٢٠٠٣. وقد عبر عن رفضه لسياسة بلاده الإطاحة بالقادة فى الشرق الأوسط فى كتابه الذى صدر فى عام ٢٠٢٠، بعنوان "خسارة اللعبة الطويلة: الوعد الكاذب بتغيير النظم فى الشرق الأوسط."