الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

«ذا هيل » الإسرائيلية: هل يجر نتنياهو الولايات المتحدة إلى الصراع مع إيران؟

رئيس وزراء إسرائيل يشعل الفتيل

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت صحيفة "ذا هيل" الإسرائيلية إن التهديد النووى الإيرانى كان المحرك الرئيسى لسياسة إسرائيل فى المنطقة على مدى العشرين سنة الماضية، وكذلك محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتأثير على الإدارات الأمريكية.

وأشارت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن تأمل فى ألا تؤدى الضربة الوقائية المحدودة التى شنتها القوات الجوية الإسرائيلية على أهداف تابعة لحزب الله فى وقت مبكر من صباح الأحد إلى إشعال حرب إقليمية؛ مشددة على أنه يجب عدم السماح لنتنياهو بالتأثير على قرارات السياسة الخارجية الأمريكية المتعلقة بإيران.

وأوضحت أن القيام بذلك يحمل خطر التورط الأمريكى فى صراع قد تكون له عواقب لا يمكن التنبؤ بها، حتى إلى حد جر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية مزعزعة للاستقرار يمكن أن تتحول إلى صراع عالمى مدمر.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو كان متشددًا تجاه إيران على مدى سنوات طويلة، وهو يرأس الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا على الإطلاق، مدعومة بجماعات دينية مسيحية تخضع لعقوبات دولية.

وأضافت أن هذه الحكومة قادت البلاد إلى أسوأ أزماتها، مثل التهديد الذى تتعرض له الطبيعة الديمقراطية لإسرائيل من خلال "الإصلاح القضائي" الذى بدأ فى أوائل العام الماضي، إلى جانب التهديد الأمنى الخطير الذى كشفت عنه عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر والحروب التى تلتها على جبهات متعددة.

ولفتت الصحيفة إلى أن معارضة نتنياهو للاتفاق النووى الإيراني، الذى تفاوضت عليه إدارة أوباما، لاقت صدى لدى بعض الفصائل فى واشنطن. وأوضحت أن هذه المعارضة أسهمت فى قرار إدارة ترامب بالتخلى عن الاتفاق وتحويل السياسة نحو زيادة الضغوط على إيران وعزلها، ما أتاح لطهران مسارًا مفتوحًا لتصبح دولة نووية.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يعترض حاليًا على خطة "اليوم التالي" للرئيس بايدن بشأن الحرب فى غزة، والتى تتضمن صفقة لإطلاق سراح الرهائن، ووقف الحرب.

وأشارت إلى أن نتنياهو "يخرب مرة أخرى المحادثات" لإطلاق سراح الرهائن، وفقًا لمصدر مشارك فى المفاوضات نقلته صحيفة "هآرتس"، مما يعزز ما يشتبه به العديد من الإسرائيليين منذ فترة طويلة.

وأكدت الصحيفة أن الطريق الوحيد الذى قد يؤدى إلى مزيد من الاستقرار فى المنطقة هو اتفاق إقليمى يضم تحالفًا أمنيًا يضم كل الأطراف الإقليمية المعتدلة، مثل المملكة العربية السعودية.

لكنها أشارت إلى أن نتنياهو يرفض مثل هذا النهج، لأنه يتطلب من إسرائيل اتخاذ خطوات قد تؤدى فى النهاية إلى إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر لا يستطيع نتنياهو الموافقة عليه فى ظل ائتلافه المتطرف الحالي.

وشددت الصحيفة على أن سياسة نتنياهو المتهورة، التى تهدف إلى إرضاء شركائه فى الائتلاف اليمينى المتطرف بدلًا من العمل نحو إقامة تحالف أمنى إقليمي، لا تتعارض فقط مع مصالح الولايات المتحدة، بل تتناقض أيضًا مع التوصية القوية والإجماعية لمؤسسة الأمن والدفاع الإسرائيلية.

ووصفت نتنياهو بأنه يتصرف كحاكم استبدادي، ويتجاهل هذه المؤسسة ويعرض الأسس الليبرالية والديمقراطية لإسرائيل للخطر.

وأن من الضرورى أن يكون واضحًا أن مصالح نتنياهو السياسية والشخصية لا ينبغى أن تتفوق على مصالح الولايات المتحدة فى تحديد أولويات سياستها الخارجية. وأضافت أنه يجب أيضًا أن يكون واضحًا أن إسرائيل ليس لديها حليف أقوى أو أكثر أهمية من الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه للمرة الثانية خلال خمسة أشهر، تعمل إدارة بايدن على تشكيل تحالفات عسكرية ودبلوماسية لمواجهة التهديد بهجوم إيرانى على إسرائيل، معلنة التزامها بالدفاع عن إسرائيل، بما فى ذلك إرسال حاملات طائرات وغواصات وطائرات مقاتلة إلى المنطقة.

كما نسقت الإدارة بيانًا مشتركًا صادرًا عن قادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، الذى دعا إيران إلى "التراجع عن تهديداتها المستمرة بشن هجوم عسكرى ضد إسرائيل" وناقش العواقب الوخيمة على الأمن الإقليمى فى حال وقوع مثل هذا الهجوم.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس بايدن يجرى الآن اتصالًا هاتفيًا مع نتنياهو فى محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح الرهائن، بينما يحاول أيضًا ردع إيران وحزب الله عن شن هجوم على إسرائيل.

وأضافت أنه يجب ألا نسمح لنتنياهو بتقويض هذه الجهود أو منع تبنى نهج قوى ودقيق تجاه إيران، والذى يمكن أن يؤدى إلى تهدئة التوترات مع إيران ووكلائها، مثل حزب الله وحماس والحوثيين.

واختتمت الصحيفة بالقول إن التصعيد العسكرى مع إيران، الذى قد يتورط فيه الولايات المتحدة وأوروبا فى غياب تحالف إقليمى مستقر، قد يُنظر إليه فى العالم العربى باعتباره حملة صليبية لإنقاذ إسرائيل، مما يعرض المصالح الإقليمية الأمريكية للخطر.

وأشارت إلى أن الحل يكمن فى تحالف إقليمى يضم الدول العربية المعتدلة، بدعم ضمنى من إسرائيل، والذى يمكن أن يؤدى إلى وقف إطلاق النار فى غزة، والإفراج عن الرهائن، وبدء عملية سياسية تدريجية بين إسرائيل والفلسطينيين.