تصدر قريبًا طبعة مجمعة من كتاب "فصول مختارة من كتب التاريخ" ضمن إصدارات سلسلة "عيون الحكمة" التي تصدرها مؤسسة بيت الحكمة للثقافة. ويضم هذا الكتاب ثلاثة أجزاء تتحدث عن التاريخ العربي من العصر الجاهلي وحتى منتصف القرن العشرين، وهو عمل مهم للقارئ العام، ولكل من يدرس الثقافة العربية في أي عصر من عصورها.
يقول الناشر: إننا أمام سرد شامل وموجز لأهم وأبرز مراحل التاريخ العربي بتقديم طه حسين، وفيه يدعو القارئ للتعامل مع المرويات التاريخية بعقلية نقدية علمية تبحث عن تنوع وجهات النظر التي يختار أصحابها من الوقائع التاريخية ما يمكن أن يؤيد أفكارهم ومذاهبهم، وهذا التوجه من بعض المؤرخين يتطلب مراجعة وفهما لأسباب الاختيار وطرق العرض واللغة التي يمكن أن تأخذ فكر القارئ ناحية أيديولوجيا المؤرخ. وتعد هذه النظرة من طه حسين موقفا نابعًا من الوعي بالكتابة التاريخية الصادرة من أناس يمثلون اتجاهات بعينها، ويسعون لتأكيد رؤاهم باستخدام تقنيات أسلوبية يقع القارئ أسيرًا لها فيتشكل منظوره طبقا لما يريد المؤرخ نشره في المرجعية الحضارية.
أول المؤلفين هو الدكتور طه حسين، من أعلام الثقافة المصرية، له مشروع فكري كبير زاخر بمؤلفات أدبية وفكرية ذات لغة بديعة انسيابية. كان أول الدارسين في الجامعة المصرية عامَ 1908، وكان جوهر مشروعه هو التحرُّر الناقد والانفتاح الثقافي النافذ، مع الاعتزاز بالموروثات الحضارية القيِّمة؛ عربيةً ومصريةً. وبطبيعة الحال، اصطدمت تجديديةُ أطروحاته وحداثيتُها ببعضِ الأفكار السائدة، فحصدت كبرى مُؤلَّفاته النصيبَ الأكبر من الهجوم الذي وصل إلى حدِّ رفع الدعاوى القضائية ضده. وقد كان صاحب مشروع اجتماعي نتج عنه تحقيق مجانية التعليم الذي كان يراه حقًا لكل إنسان لا يجب أن يكون مقتصرًا على فئة بعينها في المجتمع.
المؤلف الثاني هو عبد السلام هارون، الذي يُعد من أشهر محققي التراث في القرن العشرين؛ إذ قضى ثلاثًا وستين سنة في تحقيق كتب التراث، عُيّن سنة 1950 أستاذًا مساعدًا بكلية دار العلوم، ثم أصبح أستاذًا ورئيسًا لقسم النحو بها سنة 1959 دُعي مع نخبة من الأساتذة المصريين سنة 1966 لإنشاء جامعة الكويت، وتولى فيها رئاسة قسم اللغة العربية وقسم الدراسات العليا، وفي أثناء ذلك اختير عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1969. وتتلخص آثاره العلمية في التحقيق حول العناية بنشر كتب الجاحظ، وإخراج المعاجم اللغوية، والكتب النحوية، وكتب الأدب، والمختارات الشعرية.
أما علي البجاوي، فهو مدرس ومحقق، وُلِدَ بالمنوفية، عُين مفتشًا للغة العربية بالمدارس الثانوية، ثم انتُدب للتدريس بدار العلوم والجامعة الأزهرية، كتب للمناهج الدراسية: "القراءة المختارة"، و"صفوة القراءة"، و"القراءة والنصوص الأدبية"، و"مقتطفات من كتب الأدب"، و"فصول مختارة من كتب التاريخ".
وإبراهيم الإبياري هو مؤلف ومؤرخ مصري، تخرج في دار العلوم، اشتغل بدار الكتب المصرية، وعين مديراً لإدارة إحياء التراث فمراقبًا عاماً لشؤون مجلس النواب والشيوخ ثم أصبح أستاذًا للعربية بمعهد الدراسات الإسلامية بمدريد، ثم مستشاراً للمؤسسة الثقافية بوزارة الثقافة المصرية. ألف «تاريخ القرآن»، «رسالة الشاعر» «شرح لزوم ما لا يلزم»، «مع الأيام»، «الموسوعة القرآنية الميسرة» بالاشتراك «نظرات في التاريخ الإسلامي» «معاوية الرجل الذي أنشأ دولة». من أعماله السينمائية فيلم "شهيدة الحب الإلهي".