أعلنت الدورة الرابعة والستون للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 أغسطس اليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية من خلال اتخاذ القرار 64/35 بالإجماع في 2 ديسمبر 2009.
وتؤكد ديباجة القرار أنه "ينبغي بذل كل جهد ممكن لإنهاء التجارب النووية من أجل تجنب الآثار المدمرة والضارة على حياة وصحة الناس "، وأن" نهاية التجارب النووية هي إحدى الوسائل الرئيسية لتحقيق هدف إقامة عالم خال من الأسلحة النووية ".
معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
معاهدة عدم الانتشار هي محور الجهود العالمية الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية، والترويج للتعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتعزيز هدف نزع السلاح النووي ونزع السلاح العام والتام.
معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
وفُتح بابُ التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في عام 1968 ودخلت حيز النفاذ في 5 مارس 1970.
وفي 11 مايو 1995، تم تمديد المعاهدة إلى أجل غير مسمى، بمشاركة أكثر من 191 دولة طرفاً.
وتُعدُّ معاهدة عدم الانتشار الأكثر شيوعاً من حيث عدد المنضمِّين إليها في مجال عدم الانتشار النووي، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ونزع السلاح النووي. وبموجب هذه المعاهدة التزمت الدول غير الحائزة لأسلحة نووية بعدم تصنيع أسلحة نووية أو القيام على نحو آخر باقتناء أسلحة نووية أو أجهزة تفجيرية نووية أخرى، في حين التزمت الدول الأطراف الحائزة لأسلحة نووية بعدم مساعدة أو تشجيع أو حث أي دولة طرف في المعاهدة غير حائزة لأسلحة نووية بأيِّ حال من الأحوال على تصنيع أسلحة نووية أو القيام على نحو آخر باقتناء أسلحة نووية أو أجهزة تفجيرية نووية أخرى. وتعرَّف الدول الأطراف الحائزة لأسلحة نووية بموجب المعاهدة بأنها تلك التي صنعت وفجّرت سلاحاً نووياً أو أي جهاز متفجر نووي آخر قبل 1 كانون الثاني/يناير 1967. وهناك خمس دول أطراف في المعاهدة حائزة لأسلحة نووية.
دول خارج المعاهدة النووية
لم تنضم الهند وإسرائيل وباكستان أبدًا إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ومن المعروف أنها تمتلك أسلحة نووية.
اختبرت الهند لأول مرة جهازًا متفجرًا نوويًا فى عام ١٩٧٤، وقد حفز ذلك الاختبار باكستان على تكثيف العمل فى برنامجها السرى للأسلحة النووية. أظهر كل من الهند وباكستان علنًا قدراتهما فى مجال الأسلحة النووية من خلال جولة من التجارب النووية المتبادلة فى مايو ١٩٩٨.
لم تجر إسرائيل علانية تجربة نووية، ولا تعترف أو تنكر امتلاك أسلحة نووية، وتصرح بأنها لن تكون البادئة بإدخال أسلحة نووية فى الشرق الأوسط. ومع ذلك، يعتقد عالميا أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، رغم أنه من غير الواضح بالضبط كم عددها.
تستند تقديرات الترسانة التالية إلى كمية المواد الانشطارية - اليورانيوم عالى التخصيب والبلوتونيوم - التى يُقدر أن كل دولة أنتجتها. المواد الانشطارية هى العنصر الأساسى لصنع أسلحة نووية.
ويعتقد أن الهند وإسرائيل تستخدمان البلوتونيوم فى أسلحتهما، بينما يعتقد أن باكستان تستخدم اليورانيوم عالى التخصيب.
تمتلك الهند ما يقرب من ١٥٦ رأسًا نوويًا، بينما تمتلك إسرائيل: ما يقدر بـ ٩٠ رأسًا نوويًا، مع مواد انشطارية تصل إلى ٢٠٠، بينما تمتلك باكستان: حوالى ١٦٥ رأساً نووياً.
دول أعلنت انسحابها من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
انضمت كوريا الشمالية إلى معاهدة حظر الانتشار النووى كدولة غير حائزة للأسلحة النووية لكنها أعلنت انسحابها من المعاهدة فى عام ٢٠٠٣ - وهى خطوة لم تعترف بها الدول الأعضاء الأخرى فى معاهدة حظر الانتشار النووى.
أجرت كوريا الشمالية تجارب على أجهزة نووية وصواريخ باليستية ذات قدرة نووية. ولا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن عدد الأجهزة النووية التى جمعتها كوريا الشمالية. ولكن حتى يناير ٢٠٢١ يقدر ما تمتلكه كوريا الشمالية بحوالى ٤٠-٥٠ رأسا حربيا.
فى حين أن هناك درجة عالية من عدم اليقين فيما يتعلق بمخزون وإنتاج المواد الانشطارية فى كوريا الشمالية، خاصة فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. وتشير التقديرات إلى أن كوريا الشمالية لديها ٢٠-٤٠ كجم من البلوتونيوم و ٢٥٠-٥٠٠ كجم من اليورانيوم عالى التخصيب، كما أن الإنتاج السنوى المقدر من المواد الانشطارية يكفى لصنع ٦-٧ أسلحة.
وكشفت كوريا الشمالية النقاب عن منشأة للطرد المركزى فى عام ٢٠١٠، ومن المرجح أن بيونغ يانغ تستخدم تلك المنشأة لإنتاج يورانيوم عالى التخصيب للأسلحة، تشير المخابرات الأمريكية إلى وجود العديد من منشآت الطرد المركزى الإضافية فى كوريا الشمالية.
برامج نووية خارج إطار المعاهدة الدولية
إيران:
لا توجد أسلحة معروفة أو مخزونات كافية من المواد الانشطارية لبناء أسلحة، وهو ما خلصت له الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهى المؤسسة المكلفة بالتحقق من أن الدول لا تبنى أسلحة نووية بشكل غير قانونى، معلنة أنه فى عام ٢٠٠٣ أن إيران نفذت أنشطة نووية سرية لتأسيس القدرة على إنتاج المواد الانشطارية محليًا.
في يوليو ٢٠١٥ تفاوضت إيران وست قوى عالمية على اتفاقية طويلة الأمد للتحقق من قدرة إيران على إنتاج مواد للأسلحة النووية وتقليصها بشكل كبير. كجزء من هذا الاتفاق، اختتمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران تحقيقًا فى أنشطة إيران السابقة المتعلقة بالأسلحة النووية.
وخلصت الوكالة إلى أن إيران لديها برنامج منظم للسعى لامتلاك أسلحة نووية قبل عام ٢٠٠٣، واستمرت بعض هذه الأنشطة حتى عام ٢٠٠٩، لكن لم تكن هناك مؤشرات على أنشطة تسليح بعد ذلك التاريخ.
فى عام ٢٠٢٠، أطلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقًا جديدًا فى أنشطة إيران النووية المحتملة غير المعلنة.
وفى اجتماع مجلس المحافظين فى يونيو ٢٠٢٠، أصدرت الدول الأعضاء فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يدعو إيران إلى الامتثال الكامل للتحقيق الجارى فى أنشطتها النووية السابقة.
وتيرة التلويح باستخدام النووي
زادت وتيرة التلويح باستخدام السلاح النووى مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية والتى بدأت فى فبراير 2022، بشن روسيا عملية عسكرية ضد أوكرانيا، وشمل هذا تهديد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأن قوات الردع النووى لبلاده فى حالة تأهب قصوى حال استدعت الحرب لهذا.
وهو ما جعل المجتمع الدولى وخاصة العلماء المهتمين بخطر انتشار الأسلحة النووية يفكرون فى مصير الإنسان والبيئة من استخدام تلك الأسلحة أو تسرب إشعاع نووى خاصة وأن الدولتين محل الحرب «روسيا وأوكرانيا» تمتلكان مشروعا نوويا وتحدثه باستمرار بكل ما أوتيت به من قوة وسلاح وعلماء.
الشتاء النووى
وبحسب دراسة أعدها باحثون فى جامعة روتجرز الأمريكية عام ٢٠١٩ حول الشتاء النووي، حال اندلاع حرب نووية بين أمريكا وروسيا، فإن ضوء الشمس سوف يسخن الدخان، مما ينتج عنه تأثيرًا ذاتيًا لا يساعد فقط فى ارتفاع الدخان فى الستراتوسفير (فوق مستوى السحابة )، ولكن العمل على إبقاء الدخان فى الستراتوسفير لمدة ١٠ سنوات أو أكثر.