أيَّما سعادة تواتينا!... طفَح الكيل!!
خبِّروني عن معنى السعادة!..
محطَّات عابرة من غيابات الأنين
ممرَّاتٌ من بسمات مصطنعة ترتجي الحنين
زوراقُ نجاة والوسطاء يمتنعون لأنهم صاغرين
اجترار ذكريات عهودٍ حينذا تراقصت زهور تشرين
هكذا رُمت دروباً من زهور النسرين
ثمَّ أطرقتُ كشحرور حزين
هلِّي بقلبٍ من حبور ليحلَّ محلّ العجين.
غزوات من حيفٍ تدفعني لسعادة مكذوبة من رايات
لا تدركُ حُسناً في درابيزَ الأكوان سوى كلمات
ووسائل ما بين مشروع ومُباح تبرُّرها غايات
ألوية الحق قد طُمسَت والباطل يزهو بروايات
مأفولٌ من يكشف زيف التاريخ وسطَ مغارات الضحكات
الغيْث أوله قطرة والنصرُ صمودٌ لنهايات
لا يُمكن أبداً أن تتوسَّد سماواتي أناشيد ناقوس الأموات
ستعود عنادل أقماري.. طبشَوري سيرسمُ رجعات
َوجيادي ستصهلُ وسترهبُ من قضّ سلام حياةَ
ُوقصيدي سيلهب تنّورَ بيادر كافورٍ ويبدد ظلمات
وسأعلنُها ها هنا: رؤايَ تحدُّثني إنَّه لآت..
وسنطوي جميعاً تلك الصفحات
ريْثما تنبو جذور أرضي السرمديّة بملاحم وبطولات
طفَح الكيْلُ لمَّا برحَت تروس السعادة أراضينا
وتمغزَلت موائِل الزَّهو والخُيلاء بمرابض أعادينا
وضيق الحال ومراقد الأحزان قضَّت مآقي غافينا
لمَّا غابَت زقزقة العصافير ونُهامُ يمامٍ يجافينا
لمَّا نفضت أشجار الصنوبر ينعٍ يورقُ ورافاً فينا
فاض الكيل!!...
لمَّا أبَت المحاجر رسمَ أحلام لسلام يكفينا
لمَّا انفطر الوَجيب من أهوال وويلات وفينا ما فينا
لمَّا رُمنا زوارق هجرة الأوطان وماعادَ كنفٌ يحمينا
لمَّا رمضَت سماوانا بأتون تنُّورٍ وأمطار مُزنٍ لم توافينا
لمَّا خلَت صهوة الجياد من الفرسان...
وزمجَرت سنابك غيلان الوغى المُطهمة تنادينا
لمَّا تصحَّرَت ينابيع وَكناتنا وذهبَت أمواه وادينا
لمَّا تُقنا للنجاة برحيلٍ من مقاصل معاول الأزمان..
وبانَ عوسجُ ضمائرٍ وأوركيدَ روعٍ يُهادينا
لكنِّي على الرُّغم من ذلك يخالل جذوتي يقينا..
بأنها لحظات عابرة نعيشها ونبكي مَجداً ضيَّعناه..
وستعود نباريس عبير الحرية وقيامة يخضور روابينا.