تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحت رعاية البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية احتواء أبنائها من الأقباط عن طريق أنشطتها التي تطلقها من حين لآخر، ومن أبرز الأنشطة إطلاق الكنيسة مؤتمر "لوجوس" الذي يُقام كل عام حيث يسعى إلى احتواء أقباط المهجر من الشباب والشابات وغرز الجذور المصرية في وجدانهم، ولفظ لوجوس يعني "الكلمة" وهى أشهر المصطلحات في الفكر الكنسي حيث تشير إلى أقنوم الابن أي المسيح.
انطلق مؤتمر لوجوس في نسخته الرابعة “ التمتع بالجذور” بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون تحت شعار "خد خطوة" ويشارك في المؤتمر أكثر 200 من الشباب ينتمون لـ35 إيبارشية من إيبارشيات الكرازة المرقسية من كافة أنحاء العالم، ومن المقرر أن يستمر المؤتمر لمدة أسبوع كامل. وتحتضن ملتقيات لوجوس للشباب منذ بدايتها عام ٢٠١٨، شباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من جميع الإيبارشيات من خارج وداخل مصر، تحت شعار "العودة إلى الجذور" للشباب من خارج مصر بينما تحمل ملتقيات شباب الداخل شعار "التمتع بالجذور".
تقول الكنيسة عبر موقعها الرسمي إن المؤتمر يهدف إلى تأصيل روح الفرح بصورة حيّة مُعاشة في نفوس الشباب، الذين يعدون مستقبل الكنيسة، وتدريبهم على التلامس مع محبة المسيح وسط الضغوط والمشغوليات التي تواجههم في حياتهم اليومية، إلى جانب نتمتع بجذور كنيستنا وبلدنا مصر.
يناقش ملتقى لوجوس الرابع هذا العام أربعة محاور، تحت عنوانه، وهي "خد خطوة"
- نحو الله
- نحو نفسك وفهمها
- نحو مجتمعك ومسئوليتك تجاهه
- نحو هويتك القبطية
يقول البابا تواضروس الثاني عن فكرة إنشاء ملتقيات لوجوس للشباب: “في عام 2014 قمت بأول زيارة إلى كندا بعد تجليسي بنحو عامين، وقضيت هناك شهرًا كاملًا في زيارة كنائسها ومعالمها".
وتابع: “في زيارة إحدى الكنائس وقف كورال الأطفال - أولاد وبنات في العاشرة من عمرهم- ينشدون بعض الترانيم الجميلة ومن بينها ترنيمة قالوا فيها (يا رب بارك أشجار كندا.. ونجوم كندا.. وأنهار كندا.. وشوارع كندا)، ولم يذكروا أي شىء عن مصر، وقتها استشعرت خطرًا أن هذه البراعم الصغيرة سوف تنسى مصر الأرض التى نشأت عليها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وليس هم فقط ولكن أيضًا خدامهم وخادماتهم، وعندما عدت إلى مصر فكرت كثيرًا ماذا نعمل لأجل هذه الأجيال من دول كثيرة وإيبارشيات عديدة”؟
أضاف البابا تواضروس الثاني: “بدأنا التنفيذ بإنشاء مركز لوجوس للمؤتمرات بالمقر البابوي في أحضان دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في مصر، وراعينا أن يكون مركزًا متكاملًا في خدماته وإمكانياته، وأيضًا على أعلى درجة من الضيافة والإقامة ويستوعب حوالي مائتي فرد، وافتتحناه أوائل عام 2016".
واشار الى انه: “في نهاية عام 2017 بدأنا مجموعة من الآباء والخدام والخادمات التخطيط الدقيق لإقامة الأسبوع العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي تم في أغسطس 2018 تحت شعار العودة للجذور وكان أسبوعًا ناجحًا، وفاق ما كنا نتوقع".
أوضح البابا تواضروس الثاني أنه تكونت أسرة شبابية قبطية عالمية من قارات العالم الخمس ومن حوالي ثلاثين إيبارشية قبطية خارج مصر قوامها مائتا شاب وشابة في تواصل وتعارف ومحبة روحية تشملهم جميعًا وعلى أرض مصر التي انبهروا بها، وارتبطوا بنا كآباء وخدام وخادمات، ثم جاء معظمهم مرة ثانية في 2019 وقضوا أسبوعًا في خدمات عديدة، وصارت مصر وكنيستها هي وجهتهم وما يشغلهم واشتياقهم الدائم للارتباط بها بكل صورة ممكنة".
بدأ الملتقى في اليوم الأول بكلمة افتتاحية لقداسة البابا تواضروس الثاني، رحب في بدايتها بالآباء الأساقفة والكهنة وبالشباب المشاركين في الملتقى وقدم الشكر لكل من تعبوا في الإعداد للملتقى وللآباء أساقفة المهجر الذين أوفدوهم لتمثيل إيبارشيتهم في الملتقى، شارك في حفل الافتتاح عدد من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة.
كما شارك قداسته إحدى مجموعات العمل للشباب ضمن البرنامج، وتعد المجموعة التي التقاها قداسة البابا واحدة من الخمس مجموعات المكونة لأعضاء الملتقى. وحدثهم قداسته عن الكنيسة القبطية في مصر وانتشارها الحالي خارجها، استمع للعديد من أسئلتهم في مختلف القضايا والموضوعات التي تشغلهم، ومن المقرر أن يلتقي قداسة البابا باقي المجموعات الخمس على مدار أيام الملتقى.
علي هامش اللقاء أعرب الأنبا ميخائيل أسقف إيبارشية حلوان والمعصرة وتوابعها ، عن سعادته بالمشاركة في الملتقي والحديث مع الشباب وعن مقدار وعيهم .
وقال : سعدت أيضا بالحياة الروحية التي يحياها شباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.