الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

تكتيك الانقلابيين.. لماذا اتجهت ميليشيا الحوثي إلى إغراق السفن في البحر الأحمر؟

غرق سفينة
غرق سفينة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اتجهت ميليشيا الحوثي الانقلابية خلال الأشهر القليلة الماضية إلى اتباع نهج قائم على إغراق السفن في البحر الأحمر خاصة الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بعد أن كانت تكتفي باستهداف السفينة، بدأت في إطلاق المقذوفات عليها وإشعال النيران بها، لمزيد من رفع حدة الأوضاع وإجبار القوى الأوروبية على الضغط من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

يأتي هذا في سياق ما أعلنه المتحدث العسكري باسم الميليشيا الحوثية، يحيى سريع، في 21 أغسطس 2024، بأن قوات الميليشيا استهدفت سفينة «سونيون» النفطية في البحر الأحمر  بعدة مقذوفات، لأنها تابعة لشركة تتعامل مع إسرائيل وانتهكت قرار حظر الدخول إلى الموانئ الإسرائيلية، ومضيفاً «أصيبت السفينة إصابة دقيقة ومباشرة أثناء إبحارها في البحر الأحمر وهي معرضة للغرق».

خطر ملاحي

وهذا الإعلان دفع المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر «أسبيديس» للتحذير من ذلك في بيان لها في 22 أغسطس 2024، قائلة بأن  ناقلة النفط التي ترفع علم اليونان «سونيون» أصبحت تمثل الآن خطراً ملاحياً وبيئياً، بعد تعرضها لهجوم بمقذوفات عدة قبالة السواحل اليمنية من قبل ميليشيا الحوثي، وهو ما أدى إلى اندلاع ثلاثة حرائق على متن الناقلة، وأضافت بأن حمولة الناقلة تبلغ 150 ألف طن من النفط الخام، وتم إجلاء طاقمها بعد الاستهداف.

تكتيك حوثي

يشار أن هذه العملية تدل على اتباع الميليشيا تكتيك عسكري جديد قائم على إغراق السفن المرتبطة بإسرائيل وإحراقها، وذلك بعد نجاحها منتصف يونيو 2024 في استهداف السفينة التجارية «توتور» ، وهو ما أسفر وقتها عن مقتل بحار وإغراق السفينة، إضافة لإغراق السفينة «روبيمار» في فبراير 2024، لكن إغراق السفينتين كان تهديداً أقل للبيئة لأنهما كانتا تحملان بضائع سائبة جافة، وليس النفط الضار بالبيئة. وهو ما يدل على تركيز الحوثيين على استهداف السفن الداعمة لإسرائيل وذات التأثير على دول العالم أجمع وفق ما أعلنه «عبدالملك الحوثي» بشأن حرص قواته على توسيع نطاق الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن وذلك باتباع أساليب وتكتيكات جديدة.


 

التإثير على الملاحة

ويذكر أن الحريق اندلع في محركات سفينة النفط اليونانية في البحر الأحمر، من دون تدخل من قبل تحالف «حماية الازدهار» الذي تقوده أمريكا، إلا أن «أسبيدس» تمكنت من إرسال وحدة لإنقاذ طاقم السفينة المكون من 25 شخصا (23 فيليبيني وروسيان) ونقلتهم إلى جيبوتي، ولكن بعد حدوث أضرار هائلة بالناقلة جعلها تشكّل خطراً على البيئة.


 

وهو ما تسعى إليه الجماعة الانقلابية دفع عملياتها للتأثير بشدة على حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية ومحاولة إثبات فشل أمريكا في التصدى لهجمات الميليشيا البحرية أو على الأقل التقليل من فعالياتها، خاصة أن «سونيون» تعد ثالث سفينة تديرها شركة «دلتا تانكرز» ومقرها في أثينا تتعرض لهجوم في البحر الأحمر خلال أغسطس 2024، كما أنها ستكون ثالث سفينة يحتمل غرقها قبالة المياه اليمنية منذ مطلع العام 2024 بعد غرق سفينتين في فبراير ويونيو 2024.