تسبب انهيار سد أربعات في السودان في أزمة إنسانية مروعة تشرد على أثرها 50 ألف شخص، وسط الفيضانات الناتجة عن انهيار السد واستمرار الأمطار الغزيرة.
ويعمل الشركاء الإنسانيون والسلطات السودانية على نشر المزيد من الفرق لتقييم الأضرار ومعالجة الاحتياجات العاجلة لنحو 50 ألف شخص تضرروا من الفشل الكارثي لسد أربعات، على بعد 38 كيلومترًا شمال غرب بورتسودان، السبت الماضي.
وقد أكدت السلطات السودانية حتى الآن مقتل 30 شخصًا، ومع ذلك، فإن عدد الضحايا قد يكون أعلى من ذلك بكثير، حيث تشير بعض الأرقام إلى 130، بحسب ما أورده راديو دبنقا السوداني.
وفي تقرير صدر مساء الاثنين، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن السلطات السودانية نشرت فريقًا لإجراء عمليات البحث والإنقاذ.
ويقول تقرير أوتشا: "هناك حاجة ماسة إلى طائرة هليكوبتر للمساعدة في التقييم الجوي حيث أصبحت بعض المناطق غير سالكة بالطرق بسبب الفيضانات".
وأضاف أنه "سيتم استخدام نفس المروحية لتعزيز جهود البحث والإنقاذ حيث ورد أن بعض السكان محاصرون في الجبال حيث فروا بحثًا عن الأمان، بينما لا يزال آخرون عالقين بسبب مياه الفيضانات".
وأشارت أوتشا إلى أنها تتواصل مع الشركاء، بما في ذلك اليونيسف ومجموعة المياه والصرف الصحي والسلطات لنشر فرق لدعم التقييمات وتنسيق الاستجابة اليوم.
ويعد سد أربعات، هو المصدر الرئيسي لمياه الشرب في بورتسودان، وتعرض لأضرار جسيمة نتيجة للأمطار الغزيرة غير العادية، وتسبب هذا في إفراغ خزان السد بالكامل، مما تسبب في موجة من الموت والدمار لما لا يقل عن 20 قرية جرفتها المياه باتجاه مجرى النهر ومن المتوقع أيضًا أن يؤثر فشل السد على إمدادات المياه في بورتسودان.
وتسلط تقارير أوتشا الضوء على أن الضرر الذي لحق بشبكة الاتصالات جعل من الصعب جمع معلومات أكثر دقة عن الوضع.
في غضون ذلك زار ممثلين من حكومة ولاية البحر الأحمر، وإدارة الطوارئ بوزارة الصحة السودانية، ومفوضية المساعدات الإنسانية الحكومية، المناطق الواقعة إلى الغرب من السد أمس، حيث أصبحت المناطق الواقعة إلى الشرق غير قابلة للوصول بسبب قطع الطرق.
وتحاول فرق الإنقاذ على الأرض فتح هذه الطرق، وفقًا للسلطات.
وأفاد وفد الحكومة بأن نحو 70 قرية حول السد تأثرت بالفيضانات المفاجئة، حيث دُمر 20 قرية منها.
ومن بين 13 ألف أسرة (65 ألف شخص) تعيش إلى الغرب من السد، دُمر أو تضررت منازل نحو 10 آلاف أسرة (50 ألف شخص) ويحتاج المتضررون بشكل عاجل إلى المياه والغذاء والمساعدات في مجال المأوى. وأفاد الوفد أيضًا بأن 30 شخصًا لقوا حتفهم بسبب الفيضانات، لكن الأرقام الفعلية من المرجح أن تكون أعلى من ذلك بكثير؛ كما انهار 84 بئرًا؛ وفقد 10 آلاف رأس من الماشية؛ وتضرر أو دُمر 70 مدرسة، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن عشرات الأشخاص في عداد المفقودين أو النازحين.
وقد أدت مياه الفيضانات، التي تحمل كميات كبيرة من الطمي، إلى تدمير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية المدنية في المناطق المتضررة. وذكرت التقارير أن بعض سكان القرى الواقعة أسفل السد أجبروا على الفرار إلى الجبال بحثًا عن الأمان، بينما تم إجلاء آخرين بعد أن دمرت مياه الفيضانات منازلهم وغمرت المناطق المتضررة.