ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بعد أسابيع من التشاؤم، تم تجنب نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، على الأقل في الوقت الحالي، إذ عاد الجانبان أمس إلى مواجهات أكثر احتواء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، لكن على الرغم من التأجيل الواضح لحرب إقليمية أكبر، إلا أن صراعات إسرائيل الطاحنة مع حزب الله في لبنان وحماس في غزة لا تزال بلا نهاية تلوح في الأفق.
وقالت الصحيفة - في تعليق أوردته اليوم الثلاثاء - إن نتنياهو يدفع من أجل وقف مؤقت للأعمال "العدائية"؛ من شأنه أن يسمح لإسرائيل نظريا بمواصلة محاربة حماس بعد بضعة أسابيع، ومن ثم استرضاء أنصاره الذين يعارضون إنهاء الحرب قبل تدمير حماس تماما. وعلى النقيض من ذلك، يريد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وقف إطلاق نار دائم، حتى لو انهار في غضون بضعة أشهر، سيعطي حماس فرصة أكبر لإعادة بناء ترسانتها والاحتفاظ بالسلطة في غزة.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه في ظل غياب اتفاق بشأن غزة، تعهد حزب الله بمواصلة ضرباته على طول الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، حيث لا يزال أي خطأ مفاجئ في التقدير أو الخطأ يهدد بتحويل قتال محدود نسبيا إلى صراع أكبر يشمل إيران.
ومضت الصحيفة تقول إنه في الوقت الحالي، تراجعت إسرائيل وحزب الله عن "حافة الهاوية"، بعد يوم من تبادلهما بعض أكبر الهجمات منذ بداية معركتهما عبر الحدود التي استمرت عشرة أشهر. وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي - أول أمس - عن "أهمية تجنب التصعيد الإقليمي"، في حين قال زعيم حزب الله "يمكن للناس أن يتنفسوا الصعداء".. ومع ذلك، فإن معركتهما، لا تزال "عالقة"، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى أنه لا يزال مئات الآلاف من الناس في إسرائيل ولبنان نازحين بسبب القتال. لاسيما أن إيان لم ترد عسكريا على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهر الماضي في طهران.
ونسبت الصحيفة إلى شيرا إيفرون، المحللة في منتدى السياسة الإسرائيلية، وهي مجموعة بحثية مقرها نيويورك قولها: "من الناحية الاستراتيجية لم يتغير الوضع، ونحن حيث كنا".
وأضافت: "هذا يعني عمليا حرب استنزاف مستمرة، مع خطر مستمر للتصعيد دون نهاية تلوح في الأفق. وفي الوقت نفسه، لا يزال مئات الآلاف من الإسرائيليين وملايين الفلسطينيين يعانون وسط منطقة تتأرجح على حافة الهاوية".
ورأت الصحيفة أن الهدنة في لبنان تعتمد على الهدنة في غزة، والتي تظل احتمالا بعيدا؛ نظرا للأهداف المتناقضة لطرفي الصراع، بينما قال حزب الله إنه سيواصل معركته حتى توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار مع حماس في غزة. وقال زعيمه حسن نصر الله - في خطاب ألقاه أول أمس - إن الحزب يحتفظ بالحق في الهجوم مرة أخرى للانتقام لقتل إسرائيل لقائد كبير في حزب الله الشهر الماضي.
ولا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي يعارض البنود الواردة في اتفاق الهدنة المقترح والتي من شأنها أن تجعل من الصعب على إسرائيل استئناف المعركة بعد توقف دام أسابيع، بحجة أن مثل هذه الصفقة من شأنها أن تسمح لحماس بالبقاء على قيد الحياة في الحرب سليمة.
من جانبها فإن حماس، عاقدة العزم على البقاء قوة في غزة بعد الحرب، وقالت إنها ترفض أي وقف لإطلاق النار مؤقت ولا يضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.
وتعليقا على ذلك قال إبراهيم دلالشة، مدير مركز الأفق، وهي مجموعة بحثية فلسطينية في رام الله: "يُطلب من حماس قبول الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، كليا أو جزئيا". وأضاف أن "هذا شيء لن توافق عليه حماس أبدا".
ومضت الصحيفة تقول إن كل الأنظار تتجه - الآن - إلى قيادتي إسرائيل وحماس، في حال تغير رأي أي منهما، وقرر أن الصفقة ستخدم مصالحهما، ووافق على صفقة مكتوبة بقدر كاف من الغموض للسماح لهما بإخفاء خلافاتهما الأساسية، مؤقتا على الأقل.
وأوضحت الصحيفة أن قرار حزب الله بالحد من هجماته الأحد الماضي؛ يشير إلى أنه غير راغب في المخاطرة بمثل هذا التصعيد بسبب الدمار الذي قد يجلبه على لبنان.
بوابة العرب
نيويورك تايمز: إسرائيل تتجنب حربا شاملة مع حزب الله لكن صراعاتها الإقليمية لا تزال قائمة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق