باق من الزمن أيام قليلة لتنطلق أعمال الدورة ٧٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط أجواء مشحونة بالتوترات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وذلك بحضور معظم قادة العالم ووزراء الخارجية.
بالرغم من اهتمام القوى العظمى، وخاصة الولايات المتحدة وأعضاء حلف الناتو بالملف الأوكراني الروسي، إلا أن القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها، تظل دائما أم القضايا، لما لها من مكانة فى قلوب العالمين الإسلامى والمسيحى، واللذان يعتبران القدس عاصمة للتاريخ وأما لكل القضايا.
وتشهد مدينة نيويورك التى بدأت تتزين منذ أكثر من أسبوع وتشحذ همتها باستدعاء قرابة ٦٥ ألفا من رجال الأمن ليشاركوا فى تأمين المنطقة الخضراء المتاخمة للمقر الدائم للامم المتحدة، خلال جلسات المناقشة العامة للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ الثلاثاء 24 سبتمبر، وتستمر حتى السبت 28 سبتمبر، وتختتم المناقشة العامة يوم الاثنين 30 سبتمبر 2024، حيث يلتقى ما يزيد عن ٦٥ رئيس وملك ورئيس حكومه وما يقارب١٧٠ وزيرا للخارجية لمناقشة أهم القضايا المدرجة على جدول أعمال هذه الدورة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: إن نساء ورجال الأمم المتحدة مصممون فيما نبذله من جهود في سبيل التصدي لسيل الأزمات المندلعة في الوقت الحاضر والسير بالبشرية على الطريق الذي يفضي بها إلى السلام والاستقرار والازدهار، فى الوقت الذى تشير فيه توقعات المهتمين الى حدة المناقشات، خاصة حول الملفين الفلسطيني والأوكراني، فى الوقت الذى تستعد فيه جماعات حقوقية وطلابية وشعبية للخروج بمظاهرات للمطالبة بوقف نزيف الدم الفلسطينى، فى وقت تخشى فيه السلطات الأمريكية والأوساط الموالية لإسرائيل من أن تتطور الأوضاع وتنزلق الأقدام إلى ما يجري فى الساحة الانتخابية الأمريكية كنتيجة لنية المرشحين فى سباق الانتخابات الأمريكية طلب لقاءات مع عدد من قادة العالم المشاركين فى اجتماعات الأمم المتحدة. وهو الأمر الذي قد ينذر بصدامات بين المتظاهرين فى مدينة لا تنام، تزخر بتعددية عرقية ووجود كبير لكل من جانبي الملفات الثلاثة الساخنة، سواء المرشحين وهى: الانتخابات الأمريكية أو طرفى الصراع الروسي الأوكرانى أو طرفى الحرب فى قطاع غزة.
كما تشهد الأمم المتحدة يومي ٢٢ و٢٣ سبتمبر فعاليات قمة المستقبل، بمشاركة الشباب فى ظل تواجد قادة الدول وصنع القرار لمناقشة المستقبل الرقمي المشترك وتعزيز الابتكار الشامل والتعاون لسد الفجوات الرقمية، حيث تلقى الوفود بياناتها داخل قاعة الجمعية العامة ويتاح للشباب فرصة الحوار داخل قاعة المجلس الاقتصادى والاجتماعى بالأمم المتحدة.
وفى ظل استمرار قادة العالم إلقاء بياناتهم داخل قاعة الجمعية العامه فسوف تستضيف الأمم المتحدة الحوار الرفيع المستوى بشأن معالجة التهديدات الوجودية التي يفرضها ارتفاع مستوى سطح البحر يوم الأربعاء ٢٥ سبتمبر، والاجتماع العام رفيع المستوى للاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية يليه الحوار رفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات الخميس 26 سبتمبر.
ومن المقرر أن تختتم جلسة المناقشة العامة للدورة التاسعة والسبعين فى الثلاثين من سبتمبر كى تبدأ مناقشات أهم القضايا التى طرحت من قبل الدول الأعضاء وعدد ١٩٣ دولة لها حق التصويت على قرارات الجمعية العامة.