الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإنترنت.. ونملة سيدنا سليمان!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نجد الآن في الإنترنت، الرجال يُظهرون شجاعات نادرة لم تشهدها الرجولة في أزمنة البشرية السابقة، كما تجد النساء أقمارًا وبدورًا ونجمات تفوق الجمال ذاته، يطلون علينا في أتم حال، يُنظرون ويختلفون ويقترحون.
في الإنترنت الكل فاهم على دراية تامة بكل شئ! وعندما ندقق، نكتشف أن صورة المتحدث غير مطابقة للصورة الحالية لأنها في مرحلة عمرية سابقة، أو أنها لا تطابقها تمامًا لأنها تنتمي لشخص آخر جميل الطلة أو قائد أو فنان مثل رشدي أباظة أو هندرستم أو نانسي عجرم!
وفي مواسم السياسة - كانتخابات مثلًا- تجد الكل على صرخة واحدة: الديمقراطية! الديموقراطية!، كيف تطالب بمثل هذه الأمور وأنت تكذب؛ فالصورة مستعارة والاسم مستعار ؟!
الآن في هذا الزمان الكل  ناقد عظيم، مُنظر لا يشق له غبار، بلسان مليح فصيح، أو بلسان قوم سيدنا نوح الذين لم يرق لهم ما يدعوهم إليه نوح عليه السلام، فكانوا يسخرون ويتهكمون دون أن يقول لهم ابنه: عيب، إنه شيخ كبير، إنه أبي وتلك وجهة نظره، نختلف برقي معه، ونحترم جهده وعرقه والسفينة التي يصنعها في الصحراء،هذا رأيه وتلك رؤيته من صميم خبرته العمرية التي ناهزت الألف عام!
إنني أسأل نفسي اليوم في عام ٢٠٢٤:
لو أن الإنترنت كان موجودًا في زمن سيدنا نوح وقومه وابنه، والذين رفضوا أفكاره ولم يركبوا معه في السفينة، هل كانوا سيؤثرون بهذا النمط من الإعلام البديل على الجميع، فلا يركب في السفينة إلا نوح وحده، وتكون النتيجة ألا يبقى من الطوفان إلا نوح والحيوانات وتضيع البشرية ؟!
أيها السادة: الإنترنت من عجائب هذا الراهن الحضاري، لا أجده مُستثمَرا بشكل صحي أو صحيح حتى الآن.
والله هناك من أقسم لي، أن هناك حالات كثيرة من بين الناس تفاجأوا بأن من يتسلون معهم ومعهن على النت بأسماء وصور مستعارة اكتشفت في النهاية أنه زوجها واكتشف أنها زوجته، ولا أقص عليكم صورًا أخرى ونماذج أخرى من جراء سوء استعمال الإنترنت.
في الإنترنت نجد من يشعلها نارًا، ومن يجعلها جنة، بتزيد وتزييف لا يقدم الحقيقة إلا من رحم ربي !
يقال في اليابان انتحر "روبوت"، من تبرمه من زيادة ساعات العمل عليه، ألقى بنفسه من شاهق!، لو صح هذا الموضوع، فإن الإنسانية عندئذ في خطر عظيم !
الذكاء الاصطناعي و"الهيومانويد" واستمطار السحب واستصناع الأعاصير والزلازل ورفع وخفض درجات الحرارة وغلبة سيطرة الإنترنت على حياتنا أمر يحتاج إلى مراجعة ذاتية وعالمية.
لا أفضل أن نتشاءم وأفضل أن نتساءل:
لو كان في الإنترنت كل هذا الخير الذي يظنه الناس، فلماذا لم يظهر في أي عصر من عصور النبوة والرسالات ؟!
أتفق مع من يقول: كل اختراع علمي له أوانه،ولكنني أخشى أن يجرفنا هذا الأوان ذات يوم بتحالف النت مع الشيطان إلى طوفان يشبه طوفان نوح، والآن ليس هناك سفينة نوح ولا عصا موسى ولا نملة سليمان.
بالمناسبة لو كان النت موجودًا آنذاك، ترى ما الذي كان سيتداولونه حول "هاشتاج" نملة سليمان؟!