في رحلتها للبحث عن حلول لمشكلة الكثافات الطلابية، أعلنت الحكومة في أكتوبر 2022، عن خطتها للتصدي لأزمة ارتفاع كثافة الفصول المدرسية، من خلال زيادة المخصصات الموجهة لقطاع التعليم، حيث وخصصت 15 مليار جنيه، لإنشاء وتنفيذ 25 ألف فصل جديد لخفض متوسط الكثافة الطلابية من 55 طالبا لكل فصل إلى 45 طالبا.
الأزمة مستمرة.. والحكومة تضع 4 تحديات لمنظومة التعليم
وبعد نحو عامين من الخطة الأولى، عادت الحكومة للبحث عن حلول جديدة للأزمة المستمرة للمنظومة التعليمية، والتي يأتي من ضمها الكثافات الطلابية، حيث أعلن وزير التعليم محمد عبد اللطيف، منتصف أغسطس الجاري، تحديد أربع تحديات تواجه العملية التعليمية.
وقال وزير التعليم خلال مؤتمر صحفي الأربعاء 14 أغسطس الجاري، إن مصر لديها أكبر نظام تعليمي في أفريقيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرًا إلى أن أكثر من 25 مليون طالب التحقوا بمدارسها في العام الدراسي الأخير، مشيرًا إلى احتياج الوزارة إلى ما يزيد عن 250 ألف فصل جديد، وما يقرب من 469 ألف معلم لسد عجز المعلمين الذي تعاني منه المدارس المصرية في مختلف الصفوف الدراسية.
محاور خطة التعليم لمواجهة أزمة الكثافات الطلابية
وأعلن وزير التعليم عن رؤية الوزارة لحل أزمات الكثافات الطلابية في الفصول، والتي من أبرزها نقل المدارس الثانوية للفترة المسائية والاستفادة منها في الفترة الصباحية للمرحلة الإعدادية، وحصر الفراغات التعليمية بمعاونة هيئة الأبنية التعليمية واستغلالها كفصول، وتعديل الأسبوع الدراسي واستخدام فكرة الفصل المتحرك على غرار المدارس العالمية.
وأشار وزير التربية والتعليم إلى حصر الفراغات التعليمية بواسطة هيئة الأبنية التعليمية، لاستغلال هذه الفراغات في إقامة فصول، لافتا إلى أن العام الدراسي الجديد سيشهد نقل المدارس الثانوية إلى الفترة المسائية، لتكون في الصباح مكانًا يمكن استغلاله للمدارس الإعدادية، والتي ستصبح هي الأخرى مستغلة من المدارس الابتدائية، على أن يكون في الأمر مرونة بحسب الإدارات التعليمية التي ستتعامل مع الأمر وفق احتياجاتها.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور حسن شحاته، الخبير التربوي إن أزمة الكثافات الطلابية في مدارس مصر هي أزمة متشعبة ولها العديد من الآثار المترتبة عليها والتي من أبرزها انخفاض التحصيل العلمي للطلاب نتيجة لانعدام التفاعل بين المدرس والتلميذ داخل الفصول بسبب كثرة الأعداد.
وأضاف "شحاته" في تصريحاته لـ"البوابة" إن أزمة الكثافات الطلابية أزمة نسبية وتختلف من محافظة لإخرى ففي الوقت الذي تعاني فيه مدارس القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية من تكدس طلابي في الفصول، وصل إلى حد الـ 80 طالب لكل فصل في بعض المناطق، في حين تشهد بعد المحافظات مدارس بعدد ضئيل طلاب مثل الوادي الجديد ومطروح، وغيرها من المحافظات قليلة السكان.
التعليم التفاعلي والتعاوني
وبسؤاله عن الحلول الجذرية لحل أزمة التكدس والكثافات الطلابية المرتفعة في الفصول، أشار "شحاتة" إلى أن التطور التكنولوجي سهل كثيرا من إيجاد وسائل تعليمية متطورة وفعالة، وأبرز الأمثلة على ذلك السبورة الذكية والتابلت، الأمر الذي يخلق بيئة تعليمية تفاعلية.
وتابع: "وهناك أيضًا العديد من الأساليب التعليمية الناجحة، والتي من أبرزها التعليم التعاوني، وهو نظام تعليمي يرتكز على تقسيم الفصل الواحد إلى مجموعات صغيرة لا تتعدى الـ 10 طلاب، وهذه المجموعات يتم اخيارها بعناية مع ضرورة اختلاف المستويات بين طلاب المجموعة الواحدة، وتركز العملية التعليمية على المنافسة بين المجموعات الأمر الذي يخلق نوع من التفاعل الإيجابي بين الطلاب والمعلمين، ورفع مستوى التحصيل العلمي إلى مستويات قياسية".