في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، يتعرض قطاع الزراعة في مصر لتحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بمحاصيل أساسية مثل الذرة الشامية ويعد هذا المحصول من المحاصيل الاستراتيجية التي تعتمد عليها العديد من الصناعات الغذائية والعلفية للتصدي لهذه التحديات.
وقال الدكتور خالد جاد، وكيل معهد المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، إن وزارة الزراعة أصدرت تعليمات بإطلاق قوافل إرشادية للمزارعين تجوب كل المحافظات خلال الموسم الحالي لحصد محصول الذرة الشامية، نظرا لشدة ارتفاع درجات الحرارة هذا العام، مشيرا إلى إيجابية النتائج وتجاوز فترة الخطورة الناتجة عن التأثير السلبي للتغيرات المناخية.
وأضاف جاد خلال تصريحات تلفزيونية، أن الدولة اهتمت بتعديل موعد زراعة الذرة الشامي لعروتين، إحداهما مبكرة والأخرى متأخرة، مشيدا بالدور الكبير الذي لعبته الوزارة في دعم المزارعين ما أدى إلى تجاوز مرحلة الخطر والوصول إلى موسم الحصاد دون خسائر.
أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية
وأوضح أن مركز البحوث التابع لوزارة الزراعة كان له دور كبير على مدار السنوات الماضية في استنباط أصناف جديدة من المحاصيل تتحمل التغيرات المناخية والآثار السلبية الناتجة عنه، لافتا إلى أن الفاكهة والخضراوات أكثر المحاصيل غير القادرة على تحمل التغير في درجات الحرارة، ولكن كان للوزارة دور مهم في توعية المزارعين وتعديل المعاملات الزراعية التي تقلل من التأثير السلبي على المحاصيل.
عملية الحصاد
وفي هذا السياق يقول حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب الفلاحين، يعتبر حصاد محصول الذرة الشامية من أهم المراحل في زراعة هذا المحصول الحيوي الذي يُستخدم بشكل واسع في العديد من الصناعات الغذائية والعلفية ويختلف توقيت الحصاد وفقاً لنوع الذرة (ذرة بيضاء أو صفراء) وظروف النمو مثل التربة والطقس ويتم حصاد الذرة الشامية في أواخر الصيف أو بداية الخريف.
وأضاف أبو صدام، ان هناك عدة مراحل لحصاد الذرة الشامية، بداية من النضج الفسيولوجي حيث تبدأ عملية الحصاد عندما يصل النبات إلى مرحلة النضج الفسيولوجي، حيث تتحول الحبوب إلى لون مميز يدل على اكتمال نموها. يكون هذا عادة بعد حوالي 100-120 يومًا من الزراعة.
وتابع ابو صدام، يمكن حصاد الذرة بطريقتين يدوياً وهي الطريقة التقليدية حيث يتم قطع أكواز الذرة يدوياً، ثم يتم فصل الحبوب عن الأكواز لاحقاً، وآلياً باستخدام الحصادات الميكانيكية التي تقوم بقطع السيقان وفصل الحبوب مباشرةً، وبعد الحصاد، يتم تجفيف الحبوب لتقليل الرطوبة وضمان عدم تعرضها للتلف أو التعفن أثناء التخزين، وبعد التجفيف، تُخزن الحبوب في صوامع مخصصة لتبقى جاهزة للاستخدام أو التصدير.
العوامل المناخية
و يقول الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي، هناك عوامل عديدة أثرت بالسلب علي محصول الذرة الشامية خلال الفترة الماضية منها العوامل المناخية حيث أثرت الظروف الجوية مثل الأمطار غير المنتظمة أو الجفاف على توقيت الحصاد وجودة المحصول، بالإضافة إلي الآفات الزراعية وبالأخص دودة الحشد والتي أثرت بأكثر من 30% علي محصول الذرة خلال العام الحالي.
وأضاف صيام، تختلف إنتاجية محصول الذرة الشامية باختلاف المنطقة الزراعية، حيث يعتمد الإنتاج على عدة عوامل منها خصوبة التربة، وتوافر المياه، واتباع التقنيات الزراعية الحديثة، وأوضح صيام تُعد الذرة الشامية من المحاصيل الإستراتيجية، حيث تدخل في العديد من الصناعات مثل إنتاج الأعلاف الحيوانية، الدقيق، والزيوت، مما يجعلها ذات أهمية كبيرة للاقتصاد الزراعي ولا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال.