"رامبو خالد منصور" يُعيد السينما المصرية لـ"الموسترا" بعد 12 عامًا
في العام الماضي، أدت الإضرابات المستمرة لنقابة ممثلي الشاشة ونقابة الكتاب الأمريكيين إلى انخفاض كبير في عدد النجوم المشاركين بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الـ80، وهو الأمر الذي وضع القائمين على الحدث الإيطالي الأعرق في أزمة طاحنة، كون الإضراب حرم الممثلين من الترويج لأفلامهم، فخلت السجادة الحمراء من نجوم الصف الأول، وأصبح "الموسترا" واحدًا من أكبر ضحايا الإضراب.
وعقب انقشاع سحابة الإضرابات، ستشهد نسخة العام الحالي الـ81 (28 أغسطس – 7 سبتمبر) عودة كبرى لنجوم الصف الأول في هوليوود، والمتعطشين بقوة لعرض أحدث مشاريعهم السينمائية والتي يشكل مهرجان فينيسيا منصة انطلاق مهمة لها خلال ماراثون موسم الجوائز الكبرى.
ومن المتوقع أن يتواجد في "الليدو" أسماء كبيرة من هوليوود، بما في ذلك: جورج كلوني، وأنجلينا جولي، ونيكول كيدمان، ودانيال كريج، وكيت بلانشيت، وبراد بيت، وخواكين فينيكس، وليدي جاجا.
من جانبه، قال مدير مهرجان فينيسيا السينمائي ألبرتو باربيرا، خلال حوار مع مجلة "فارايتي": "أعتقد أن هذا العام سيكون لدينا أطول قائمة من المواهب التي ستسير على السجادة الحمراء على الإطلاق. لقد تعافينا من إضرابات العام الماضي، وسيحضر جميع طواقم العمل لكل فيلم وسيسيرون على السجادة الحمراء".
وأضاف باربيرا: "كان الجميع حريصين للغاية على عدم تفويت ذلك الحدث. ونمى إلى علمي أن بعض الممثلين الذين لم تتم دعوتهم من قبل شركات الإنتاج قرروا الحضور بأنفسهم، حيث اشتروا التذاكر واستأجروا الغرف حتى يتمكنوا من الترويج لأفلامهم. إنه أمر لا يصدق".
سجادة حمراء مرصعة بالنجوم
تأمل كبرى استديوهات هوليوود أن يتمكن مهرجان فينيسيا من إطلاق عدد من العناوين المهمة هذا العام، مثل: "Joker: Folie à Deux" للمخرج تود فيليبس، و"Queer" للمخرج لوكا جواداجنينو، وأول فيلم روائي باللغة الإنجليزية للمخرج بيدرو ألمودوفار "The Room Next Door"، وضمان وصولها إلى قلوب وعقول المصوتين على الجوائز.
ففي العام الماضي، أطلق فينيسيا كلاً من "Maestro" و"Poor Things" في سباق الجوائز، بالإضافة إلى عدد من الأفلام الناطقة بلغة أجنبية "Io Capitano" و"Society Of The Snow"، حيث وصل كلاهما لترشيحات جوائز الأوسكار في النهاية.
يفتتح مهرجان فينيسيا السينمائي يوم الأربعاء المقبل، بعرض فيلم الرعب "Beetlejuice Beetlejuice" للمخرج تيم بيرتون، بطولة مايكل كيتون، ووينونا رايدر، وجينا أورتيجا، وويليم دافو، ومونيكا بيلوتشي.
وتدور أحداث الفيلم، الذي يُعرض خارج المنافسة، حول وقوع حادث عائلي مأساوي، يتسبب في اجتماع ثلاثة أجيال من عائلة (ديتز) للمنزل العائلي في وينتر ريفر والذي يحرسه الشبح (بيتلجوس)، وسرعان ما يقع حادث يتسبب في فتح بوابة العالم الآخر وتنقلب الأمور.
وصرح بيرتون، أنه متحمس لعرض فيلمه بمهرجان فينيسيا السينمائي. مشيرًا إلى أن هذا التواجد يعني له الكثير. وقال ألبرتو باربيرا: "يمثل فيلم Beetlejuice Beetlejuice العودة التي طال انتظارها لواحدة من أكثر الشخصيات شهرة في سينما تيم بيرتون.
واستدرك قائلا: لكنه أيضًا تأكيد على الموهبة غير العادية والإدراك الماهر لواحد من أكثر المخرجين إثارة للاهتمام في عصره. إنه عمل يتميز بتأرجح مفاجئ للخيال الإبداعي وإيقاع هلوسة قوي".
أما المسابقة الرسمية، التي تترأس لجنة تحكيمها الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، فتشهد منافسة محتدمة بين عدد من العناوين المهمة، يأتي في مقدمتها فيلم الدراما والإثارة “Joker: Folie à Deux” للنجم خواكين فينيكس، والذي نفدت تذاكره فور طرحها للحجز المسبق عبر الموقع الرسمي للمهرجان، وذلك قبل عرضه العالمي الأول في الرابع من سبتمبر المقبل.
ومن المثير للاهتمام أن الجزء الأول من "Joker"، شهد عرضه العالمي الأول بمهرجان فينيسيا السينمائي قبل 5 سنوات، ونال جائزة الأسد الذهبي، لتنطلق بعدها مسيرته في موسم الجوائز وصولاً لتتويجه بجائزتي أوسكار، ويصبح أكثر الأعمال إثارة للجدل عام 2019.
وخلال حوار مع مجلة "فانتي فير"، قال باربيرا ردًا على إذا ما كان الجزء الثاني سيحظى بنفس مكانة الأول: “إذا كنت تتوقع جزءًا ثانيًا فقط من الجزء السابق، بنفس النوع من السرد والموقف وما إلى ذلك، فأنت مخطئ، لأن الموضوع أكثر قتامة بكثير".
وأضاف المدير الفني لمهرجان فينيسيا السينمائي: “إنه أكثر إبداعًا من كل وجهة نظر، إنه غير متوقع تمامًا. أعتقد أنه فيلم جريء للغاية وشجاع ومبدع وأصلي بشكل لا يصدق".
تدور الأحداث حول آرثر فليك، الذي يواصل رحلته في مدينة جوثام المليئة بالفساد سجينًا داخل المصحة النفسية في أركام، ويقابل هارلي كوين فتنشأ العديد من المتاعب. وتلعب (ليدي جاجا) دور شخصية "هارلي كوين"، التى ظهرت لأول مرة في فيلم "Batman: the Animated Series" الصادرة عام 1992.
وتم تصوير الشخصية في قصص (باتمان) المصورة كطبيب نفسي لشخصية (جوكر)، حيث تقع في حبه وتنضم إليه في نشاطه الإجرامي حول مدينة جوثام، وقد تركت الشخصية في السنوات الأخيرة علاقتها المسيئة مع المهرج خلفها لصالح الخروج كشرير مستقل بعد أن قدمته النجمة مارجوت روبى في فيلمين منفصلين.
وعلى مدار سنوات، ارتبط اسم المخرج التشيلي بابلو لارين، بمهرجان فينيسيا السينمائي. ففي السنوات الأخيرة، انجز لارين اثنين من أهم أفلامه المقتبسة عن قصص سيرة ذاتية، هما: "Jakie" من بطولة ناتالي بورتمان في دور زوجة الرئيس الأمريكي كينيدي، و"Spencer" من بطولة كريستين ستيوارت في دور الأميرة ديانا، وكلاهما انطلقت عروضه الأولى من بوابة فينيسيا وصولاً للأوسكار.
في فيلمه الجديد "Maria"، الذي يشهد عرضه العالمي الأول بالمسابقة الرسمية لفينيسيا، يتعمق لارين في دراسة شخصية مكثفة وعاطفية لحياة واحدة من أعظم مغنيات الأوبرا في العالم، وهى ماريا كالاس (أنجلينا جولي)، خلال أيامها الأخيرة في السبعينيات في باريس.
وخلال حواره مع مجلة "فانتي فير"، وصف لارين "Maria" بأنه خاتمة لثلاثية أفلام السيرة الذاتية التي قدمها عن نساء تاريخيات شهيرات. حيث يحددن جميعهن بدقة لحظات الضيق الداخلي العميق، بينما يراقب العالم كل تحركاتهن.
وبالحديث عن أنجلينا جولي، التي قضت 6 أشهر في التحضير للشخصية، قال لارين: "إن نهج جولي لشخصيتها مفجع وغير منتظم ومهيب في نفس الوقت، حيث يُظهر نوعًا من الفهم ليأس شخصية ماريا كالاس لاستعادة نفسها قبل فوات الأوان.
ويضيف لارين: "هذه هى أعظم نجمة في القرن العشرين، ومن يستطع أن يلعب هذا الدور؟". لذلك "لم أكن أرغب في العمل مع شخص لا يمتلك هذه الموهبة بالفعل. كنت بحاجة إلى ممثلة تستطيع أن تلعب دورها بشكل طبيعي أو بدون أن تفشل في تحقيق ذلك".
وينافس فيلم "Queer" للمخرج الإيطالي لوكا جواداجنينو، على جائزة الأسد الذهبي، بقصة سيرة ذاتية مثيرة من بطولة النجم دانيال كريج. وعن اختيار الفيلم يقول مدير المهرجان ألبرتو باربيرا: "إنه ليس فيلمًا سهلاً، إنه جريء للغاية، إنه مقتبس عن رواية قصيرة للكاتب ويليام بوروز، نُشرت في عام 1985 بعد وفاته مباشرة".
وتتبع القصة حياة بوروز عندما كان مدمنًا للمخدرات ورجلًا مثليًا، وأُجبر على مغادرة تكساس. ليذهب إلى مدينة مكسيكو، ويبدأ يتجول في الحانات والمطاعم محاولًا العثور على رفيق.
ويضيف باربيرا: "الفيلم رائع. أعتقد أنه أفضل فيلم قدمه لوكا جواداجنينو حتى الآن، كما أن أداء داني كريج كان رائعًا للغاية. أعتقد أنه أفضل أداء قدمه في حياته. إنه ممثل رائع للغاية، وهو يخاطر ببعض الأشياء بالطبع، لأن هذا لا يتماشى مع أفلامه السابقة".
وأوضح باربيرا أنه كان هناك ثلاث نسخ من الفيلم. كانت النسخة الأولى أطول من ثلاث ساعات، والثانية كانت ساعتين ونصف الساعة، والنسخة النهائية كانت مدتها ساعتان و15 دقيقة. "لم أشاهد النسخة الأخيرة، لكن النسختين اللتين شاهدتهما كانتا مذهلتين حقًا.
أعاد لوكا بناء مدينة مكسيكو في سينيشيتا بروما، لذا فإن الصورة مجردة تمامًا، وليست واقعية. إنها شخصية للغاية، وأصلية للغاية، وجميلة من وجهة نظر بصرية. وجميع العروض كانت رائعة". وفق تصريح مدير المهرجان.
ويعود المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار، إلى الموسترا بفيلم "The Room Next Door" من بطولة الممثلتين الحائزتين على جائزة الأوسكار جوليان مور وتيلدا سوينتون. شارك ألمودوفار في المسابقة الرسمية لفينيسيا قبل 3 سنوات بفيلم "Parallel Mothers"، وفازت عنه بينلوبي كروز بجائزة أفضل ممثلة.
وتدور أحداث فيلم "The Room Next Door" حول إنغريد ومارثا، اللتين كانتا صديقتين مقربتين في شبابهما، عندما عملتا معًا في نفس المجلة. أصبحت إنغريد لاحقًا روائية قصصية ذاتية، بينما أصبحت مارثا مراسلة حربية. في النهاية، ظروف الحياة حالت بينهما. وبعد سنوات من الانفصال، التقيا مرة أخرى في موقف غريب ولكنه لطيف.
وعن مشروعه السينمائي الأول باللغة الإنجليزية، قال ألمودوفار: "اختفى شعوري بعدم الأمان بعد أول جلسة قراءة مع الممثلات، مع تبادل الإشارات الأولى. لم تكن اللغة لتمثل مشكلة، وليس لأنني أتقن اللغة الإنجليزية، ولكن بسبب استعداد فريق العمل بالكامل لفهمي وتسهيل فهمي لهم".
ويضيف المخرج الإسباني المخضرم: "يتحدث الناس كثيرًا في أفلامي. ومن بين جميع عناصر السرد، فإن الممثلين هم من يروون القصة حقًا. في الفيلم تحمل تيلدا سوينتون وجوليان مور ثقل العمل بأكمله على أكتافهما، وهما رائعتان.
لقد كنت محظوظًا لأن كل منهما قدمت رواية حقيقية. في بعض الأحيان أثناء التصوير، كنت أنا وفريق العمل على وشك البكاء أثناء مشاهدتهما. لقد كان التصوير مؤثرًا للغاية".
ومن بين 21 فيلمًا يتنافسون على جوائز المسابقة الرسمية، يشارك صُناع 10 أفلام للمرة الأولى بمهرجان فينيسيا السينمائي. تضم القائمة مشاركة أولى للمخرج جاستن كورزيل "The Order" من بطولة جود لو ونيكولاس هولت.
وكذلك المخرجين لودوفيك وزوران بوخيرما بفيلم "And Their Children After Them"، والمخرجة الجورجية ديا كولومبيجاشفيلي، بفيلم "April". كما تتواجد المخرجة هالينا راين، بفيلم "Babygirl" من بطولة النجمة نيكول كيدمان.
وتشارك المخرجة الأمريكية الشابة جوليا لويز ستيجر والت، بفيلم " Diva Futura". ويخوض المخرج الأرجنتيني لويس أورتيجا المنافسة بفيلم " El Jockey"، بجانب الأختين دلفين وموريل كولين بفيلم " The Quiet Son". كما يشارك المخرج فابيو جراسادونيا بفيلم "Iddu"، والمخرج سيو هوا يو بفيلم "Mo Shi Lu"، والمخرجة مورا ديلبيرو بفيلم "Vermiglio".
"رامبو" و"معطر بالنعناع".. رحلة البحث عن منفذ للحرية
وتعود السينما المصرية لمهرجان فينيسيا السينمائي بعد غياب دام 12 عامًا، منذ فيلم إبراهيم البطوط "الشتا اللي فات"، والذي شهد عرضه عام 2012، بمسابقة آفاق. ويشارك فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" من بطولة عصام عمر، ضمن قسم "آفاق اكسترا" والمهتم بعرض أحدث الاتجاهات في السينما العالمية من المواهب الناشئة.
الفيلم من إخراج خالد منصور، في أولى تجاربه الروائية الطويلة. ومن إنتاج محمد حفظي ورشا حسني، في أولى تجاربها الإنتاجية الروائية الطويلة أيضًا. يتتبع "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" قصة حسن، رجل في الثلاثينيات من عمره، يعيش مع والدته ورامبو، كلبه وصديقه المقرب، في حي فقير.
يكره الحصول على وظيفة ثابتة، لكن والدته تضغط عليه للاحتفاظ بوظيفة حتى يتمكن من مساعدتها في نفقاتهم اليومية. وبعد أن تهدده والدته بقطع القليل من المال الذي تعطيه له، يقرر حسن العودة إلى وظيفته القديمة، كبائع شطائر.
وخلال إحدى الليالي، وفي طريق العودة إلى المنزل، يدخل حسن في شجار مع كارم، جاره الميكانيكي. يتعرض حسن لضربة قوية، وفي دفاعه، يهرع رامبو إلى كارم ويصيبه بشكل بالغ. لتبدأ بعدها رحلة محفوفة بالمخاطر في العثور على منفذ لهروب رامبو.
كما اختير أيضًا الفيلم المصري "معطر بالنعناع" للمخرج محمد حمدي، ضمن أفلام مسابقة أسبوع النقاد. وفي وصفها لاختيارها، قالت بياتريس فيورنتينو، المندوبة العامة لأسبوع النقاد بمهرجان فينيسيا، إن الأفلام تمثل مجموعة واسعة من الأعمال التي تضم "السينما الفنية والنوعية" وتستخدم "أسلوبًا واقعيًا ووثائقيًا وساخرًا في بعض الأحيان"، أو "غالبًا ما تستخدم مجازيًا منظور الواقعية السحرية".
تدور أحداث فيلم "معطر بالنعناع" حول علاء، طبيب يبلغ من العمر 30 سنة، يزوره في عيادته صديقه القديم مهدي، المصاب بظاهرة غريبة، حيث ينمو النعناع على جسده.
علاء ومهدي من وسط اجتماعي متواضع، تجذب رائحة النعناع أخطارا تلاحقهما في شوارع المدينة المتهالكة. هل سيجد الصديقان اللذان تطاردهما ذكرى الخسارة طريقة للخروج من هذا الكابوس؟ أم سيتم التخلي عنهما، وسيضطران للانتظار والاستخفاء في الشوارع التي كانا يعيشان فيها بأمان؟
يُعتبر المشروع أولى تجارب محمد حمدي الإخراجية في مجال الأفلام الروائية الطويلة. وسبق أن فاز حمدي بجائزة البرايم تايم إيمي كأفضل مصور سينمائي لعمل وثائقي تليفزيوني، عن فيلم "الميدان" إنتاج 2014، وإخراج جيهان نجيم.