في عام ٢٠١٩، كان السائق التركي بارش أوزر يعيش حياة بسيطة في مدينة أنطاليا، حيث عرف بأمانته العالية وحرصه على إعادة الأمانات المفقودة لأصحابها. أحد هذه المواقف حدث عندما نسي راكب في حافلته مبلغًا ماليًا كبيرًا. لم يتردد أوزر لحظة في إعادته، وأصبح بفضل هذا التصرف حديث وسائل الإعلام المحلية، التي أثنت على نزاهته.
لكن الأمور أخذت منحى غير متوقع. خلال مقابلاته مع وسائل الإعلام، ردّ بارش على مدونين في مواقع التواصل الاجتماعي وصفوه بـ"السائق الأحمق" لعدم احتفاظه بالمبلغ. لم يكن يعلم أن خوارزمية جوجل ستلتقط هذه العبارة وترتبط باسمه إلى الأبد.
منذ ذلك الحين، أصبح البحث عن "السائق الأحمق" باللغة التركية يقود مباشرة إلى اسم بارش أوزر، ليجد نفسه محاصرًا بوصمة لم تكن يومًا جزءًا من شخصيته. كل محاولاته لتغيير هذا الارتباط باءت بالفشل، حيث ظلت خوارزمية غوغل تصر على ربط اسمه بتلك الجملة السلبية.
هذه المشكلة الرقمية أضرت بسمعة أوزر، الذي يعرف في مجتمعه بأمانته وصدقه. وعلى الرغم من محاولات خبراء التقنية الأتراك مساعدته، عبر ربط اسمه بصفات إيجابية، إلا أن الجملة المسيئة ظلت تلاحقه في فضاء الإنترنت.
اليوم، يواجه بارش أوزر تحديًا فريدًا من نوعه؛ فهو رجل أمين تُلاحقه وصمة غير عادلة بسبب خوارزمية لا ترحم. ورغم كل ما تعرض له من ظلم رقمي، يبقى رمزًا للنزاهة في أنطاليا، يتحدى الظروف بكرامة وإصرار.