الجمعة 20 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"ميرولا ماجد.. عندما يحلق الحلم بأجنحة الشجاعة"

الكابتن .. ميرولا
الكابتن .. ميرولا ماجد اول فتاة تقود طائرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في عمق صعيد مصر، حيث تُصنع الأساطير وتُنسج القصص، خرجت فتاة شابة تحمل في قلبها إصرارًا لا يتزعزع وحلمًا يتجاوز حدود المألوف. ميرولا ماجد، من محافظة أسيوط، لم تكن فتاة عادية تعيش حياة روتينية. بل اختارت أن تحمل علم مصر في قلبها، وأن تعانق حلمها الذي تجذّر منذ طفولتها، متحديةً كل العقبات ومؤمنة بقدرتها على تحقيق المستحيل.

منذ طفولتها، كانت ميرولا تستمع إلى قصص الطيران التي ترويها لها والدتها، وكانت تصحبها إلى المطار ليتعرفا معًا على كل صغيرة وكبيرة في عالم الطيران. كان هذا الشغف ينمو يومًا بعد يوم، ليصبح حلمًا يتربع على عرش أحلامها، برغم الصعوبات والتحديات التي كانت في انتظارها.

لكن، الحياة لا تمنح أحلامنا هدية دون أن تختبر قدرتنا على الصمود. ففي مرحلة الثانوية العامة، واجهت ميرولا اختبارًا قاسيًا، حيث فقدت والدتها بسبب جائحة كورونا. كانت والدتها هي القلب النابض لحياتها، وسر طاقتها وإلهامها. وبرغم هذا الفقد الكبير، لم تستسلم ميرولا للحزن، بل حولت ألمها إلى دافع قوي لتحقيق حلمها، متسلحة بإيمانها بالله وبنفسها، وبالوصية التي تركتها لها والدتها: أن تحقق حلم الطيران.

بفضل دعم والدها وتشجيعه، التحقت ميرولا بكلية الإعلام تحقيقًا لرغبة والدتها، لكن الطيران ظل حلمها الأسمى. لم تكتفِ بالتحاقها بكلية واحدة، بل قررت أن تخوض تحديًا مضاعفًا، وأن تجمع بين كلية الإعلام وكلية الطيران، برغم الصعوبات التي كانت تدركها جيدًا.

سافرت إلى القاهرة، حيث واجهت تحديات متعددة، من بينها الغربة وصغر سنها، لكنها استطاعت التغلب على كل ذلك بفضل دعم والدها وأخيها. وفي كلية الطيران، بدأت رحلتها في تحقيق حلمها، برغم شعورها بالخوف والتوتر. واجهت أيضًا صعوبات اجتماعية، حيث لم يكن من المعتاد أن تقود فتاة طائرة في مجتمعها. لكن، بإصرارها وشجاعتها، استطاعت أن تتفوق على كل التحديات، وأن تحصل على ثلاث رخص طيران، لتبدأ رحلتها نحو السماء.

مع كل رحلة طيران ، كانت ميرولا تشعر بالفخر والاعتزاز، متجاوزة كل الصعوبات بفضل التنظيم والمثابرة. كانت أولى رحلاتها إلى روسيا وأوروبا، لكنها تحلم بأن تحلق إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأن ترفع علم مصر عالياً في سماء العالم.

تختم ميرولا قصتها برسالة لكل فتاة تحمل في قلبها حلمًا: "لا تستسلمي لأي عائق، وثقي في إيمانك بالله وبنفسك. وأوجه نصيحتي لكل أب وأم: تعرفوا على أحلام أبنائكم وادعموها، فالأحلام هي من تصنع المستقبل."

ميرولا ماجد، تلك الفتاة التي حلقت بأحلامها في سماء الطيران، تمثل اليوم رمزًا للشجاعة والإصرار، ووجهًا آخر للمرأة المصرية القوية التي لا تعرف المستحيل.