في حادثة غير معتادة أثارت الذعر بين أهالي قرية أبو صير في مركز ومدينة البدرشين، عُثر على تمساح صغير يتجول في مياه ترعة الشبرامنتية. هذا الاكتشاف الغريب لفت الأنظار على الفور، وخلق حالة من الخوف بين السكان، الذين هرعوا لإبلاغ الجهات المختصة للتعامل مع الوضع بشكل سريع وفعّال.
في ضوء هذه التطورات، تحركت محافظة الجيزة بسرعة للسيطرة على الموقف وضمان سلامة الأهالي. كلف المحافظ المهندس عادل النجار بتشكيل لجنة طوارئ مكونة من ممثلين عن مركز ومدينة البدرشين، الطب البيطري، الري، ومركز الشرطة. كانت المهمة الأساسية لهذه اللجنة هي التحقق من صحة البلاغ الذي تداوله الأهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات الفورية لمنع التمساح من الهروب أو الانتشار في مناطق أخرى قد تشكل خطرًا على حياة المواطنين.
بدأت اللجنة عملها بإغلاق جميع المداخل والمخارج الخاصة بالترعة لضمان عدم هروب التمساح إلى مناطق أخرى. واستُخدمت معدات مدينة البدرشين لشفط المياه وتجفيف مسار الترعة في أحد القطاعات، مما أسفر عن العثور على التمساح مختبئًا في مصرف أبو صير. بلغ طول التمساح المكتشف حوالي متر واحد، مما يشير إلى أنه لا يزال في مرحلة النمو، وكان من الواضح أنه بحاجة إلى رعاية خاصة لضمان سلامته وسلامة من حوله.
بعد الإمساك بالتمساح، تقرر نقله إلى مكان آمن حيث يمكن مراقبته وتقديم الرعاية اللازمة له. تم تسليمه إلى حديقة حيوان بني سويف، حيث استقبلته الدكتورة هبة أحمد، مديرة الحديقة. وأكدت الدكتورة هبة أن التمساح يبلغ عمره حوالي سنتين، وهو من نوع التماسيح النيلية التي تتغذى بشكل أساسي على اللحوم، مثل الأسماك، الطيور، الضفادع، والقشريات، كما يمكنه التهام الحيوانات الصغيرة مثل الجرذان والفئران.
بمجرد وصول التمساح إلى الحديقة، تم تشكيل لجنة طبية مختصة لتقييم حالته الصحية وضمان سلامته. ولأنه لا يزال صغير السن مقارنةً بالتماسيح الأخرى الموجودة في الحديقة، تقرر وضعه في بحيرة صغيرة بعيدًا عن البحيرة الرئيسية التي تحتوي على تماسيح كبيرة الحجم. كان الهدف من هذا العزل هو حماية التمساح الصغير من أي أذى قد يتعرض له إذا تم دمجه مع التماسيح الأكبر سنًا وقوةً.
من الجدير بالذكر أن عملية نقل التمساح إلى حديقة الحيوان لم تكن سهلة. كان التمساح ملفوفًا بلاصق بلاستيكي حول جسده لتقييد حركته خلال عملية النقل، وتم إزالة هذا اللاصق بمجرد وصوله إلى الحديقة لضمان راحته. وبفضل التدابير المتخذة، استقر التمساح في بيئته الجديدة بأمان، حيث يخضع الآن لفترة ملاحظة دقيقة من قبل الفريق الطبي في الحديقة.
تم منع تصوير التمساح أو عرضه للجمهور في الوقت الحالي، وذلك لحين انتهاء فترة الملاحظة البيطرية وإصدار التصريح اللازم من الهيئة العامة للخدمات البيطرية. بعد الانتهاء من هذه الإجراءات والتأكد من جاهزية التمساح للاندماج مع أقرانه، سيتم نقله إلى البحيرة الرئيسية حيث يوجد تماسيح أخرى. لكن هذا الأمر لن يحدث إلا بعد التأكد من أن التمساح الصغير قادر على التكيف مع البيئة الجديدة دون التعرض لأي مخاطر.
هذا الحدث الفريد من نوعه في مصر يسلط الضوء على أهمية التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة في التعامل مع المواقف الطارئة وضمان السلامة العامة. وقد أثارت هذه الواقعة أيضًا تساؤلات حول كيفية وصول التمساح إلى تلك الترعة في المقام الأول، مما قد يؤدي إلى إجراء تحقيقات أعمق حول التجارة غير القانونية للحيوانات البرية أو إطلاقها في بيئات غير ملائمة. في النهاية، التمساح الصغير الآن في مكان آمن، وينتظر أن يصبح جزءًا من معروضات حديقة الحيوان بعد انتهاء فترة المراقبة.
