الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

«نيوزويك»: دراسة تحذر من تأثيرات القمامة والأمراض على النظم البيئية فى القارة القطبية الجنوبية

القمامة
القمامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على دراسة جديدة، تكشف عن تهديد محتمل قد تواجهه النظم البيئية فى القارة القطبية الجنوبية، وهو تهديد يتمثل فى الأنواع الغريبة التى قد تأتى من خلال القمامة العائمة من أستراليا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.

تكشف الدراسة، التى نُشرت فى مجلة "Global Change Biology"، عن أن ارتفاع درجة حرارة الكوكب وذوبان الجليد البحري قد يفتح المجال أمام الأنواع غير الأصلية لتغزو ساحل القارة القطبية الجنوبية، مما يؤدى إلى تعطيل الحياة البحرية الهشة هناك.

لطالما اعتقد العلماء أن الجزر النائية فى المحيط الجنوبى هى المصدر الرئيسى لإدخال الأنواع الجديدة إلى القارة القطبية الجنوبية. ومع ذلك، تظهر الدراسة الجديدة، التى أجراها فريق من الباحثين من جامعة نيو ساوث ويلز فى سيدني، والجامعة الوطنية الأسترالية، وجامعة أوتاجو، وجامعة جنوب فلوريدا، أن الأجسام العائمة مثل عشب البحر والأخشاب الطافية وحتى البلاستيك يمكن أن تصل إلى القارة الجليدية من مسافات أبعد.

وأوضحت الدكتورة هانا داوسون، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن زيادة القمامة فى المحيطات تتيح مزيدًا من الفرص لهذه الأنواع للوصول إلى القارة القطبية الجنوبية.

وقالت: "كنا نعلم أن عشب البحر يمكن أن ينتقل إلى القارة القطبية الجنوبية من الجزر الواقعة جنوب القارة، ولكن دراستنا تشير إلى أن الأجسام العائمة يمكن أن تصل إلى القارة من أماكن أبعد إلى الشمال، بما فى ذلك أمريكا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا وجنوب أفريقيا".

ولم يكن هذا التهديد مجرد نظرية؛ فقد استخدم الباحثون نماذج حاسوبية متقدمة لمحاكاة تيارات المحيط وتتبع حركة الحطام العائم من مختلف الكتل الأرضية الجنوبية على مدى فترة ١٩ عامًا.

وأظهرت النتائج أن الحطام يمكن أن يصل إلى ساحل القارة القطبية الجنوبية سنويًا، حيث تصل بعض العناصر فى غضون تسعة أشهر فقط.

ويثير القلق هنا أن ارتفاع درجات الحرارة وتقلص الجليد البحرى قد يسهل على هذه الأنواع غير الأصلية البقاء والاستقرار فى القارة القطبية الجنوبية. وأوضحت الدكتورة داوسون قائلة: "الجليد البحرى يعمل كحاجز للعديد من الأنواع غير الأصلية، ولكن مع التراجع الأخير فى جليد البحر، قد تجد الكائنات الحية العائمة على السطح أو الملتصقة بالحطام صعوبة أكبر فى استعمار القارة".

وأشار الباحثون إلى أن أحد المخاوف الكبرى هو تأثير الأعشاب البحرية الكبيرة مثل عشب البحر الجنوبى وعشب البحر العملاق. قال البروفيسور كريد فريزر من جامعة أوتاجو: "إن عشب البحر الجنوبى وعشب البحر العملاق كبيران جدًا، وغالبًا ما يتجاوز طولهما ١٠ أمتار، ويشكلان موطنًا يشبه الغابات للعديد من الحيوانات الصغيرة، التى يمكن أن تحملها فى رحلات التجديف الطويلة إلى القارة القطبية الجنوبية. إذا استعمروا القارة القطبية الجنوبية، فقد تتغير النظم البيئية البحرية هناك بشكل كبير".

وأظهرت الدراسة أن معظم الحطام العائم والأنواع الغازية المحتملة من المرجح أن تصل إلى طرف شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، وهى منطقة تتميز بدرجات حرارة محيطية دافئة نسبيًا وغالبًا ما تكون خالية من الجليد البحري، مما يجعلها الأكثر عرضة لاستقبال الأنواع غير الأصلية.

وقالت الدراسة إن "هذه العوامل تجعل هذه المنطقة من المرجح أن تكون موطنا لأول أنواع غير أصلية، وهو ما قد يكون له تأثيرات كبيرة على النظم البيئية". مع ضعف الدفاعات الطبيعية فى القارة القطبية الجنوبية، قد يؤدى وصول أنواع غريبة إلى تغيير أنظمتها البيئية بطرق لا يفهمها العلماء بالكامل بعد.

ودعا العلماء إلى زيادة اليقظة والبحث لمنع هؤلاء الغزاة المحتملين من تحويل إحدى آخر البيئات البكر على وجه الأرض إلى ساحة معركة من أجل البقاء.

تشير التقارير إلى أن الجليد البحرى فى القارة القطبية الجنوبية قد تقلص فى السنوات الأخيرة ليصل إلى أدنى مستوياته القياسية فى عام ٢٠٢٤. فى فبراير/شباط من هذا العام، غطى الجليد ٧٦٨ ألف ميل مربع فقط، وهو أقل بنسبة ٣٠ فى المئة من المتوسط بين عامى ١٩٨١ و٢٠١٠.

كانت هذه ثانى أقل كمية من الجليد تسجلها الأقمار الصناعية منذ عام ١٩٧٩، والسنة الثالثة على التوالى التى ينخفض فيها الجليد إلى أقل من ٢ مليون ميل مربع. ووفقًا للباحثين فى هيئة المسح البريطانى للقطب الجنوبي، فإن التراجع فى الجليد البحرى كان من الممكن أن يكون حدثًا نادرًا يحدث مرة واحدة كل ٢٠٠٠ عام دون أزمة المناخ، لكن احتمالية حدوثه الآن تزيد أربع مرات بسبب تأثيرات تغير المناخ.