يثير انتشار فيروس جدرى القرود «مبوكس» مخاوف جديدة حول العالم، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عالمية للمرة الثانية خلال عامين بسبب هذا الفيروس، وبحسب ديبورا ماكنزى وفقا لما نشرته صحيفة الجارديان: إن كلمة «جائحة» كلمة مخيفة، ولكنها فى واقع الأمر تعنى وباء ينتشر على مستوى العالم ويؤثر على كثير من الناس.
فيروس جدرى القرود
كما أعلن المركز الإفريقى للسيطرة على الأمراض والوقاية، جدري القرود حالة «طارئة صحية عامة» وهو أعلى مستوى من التأهب، وجدري القرود مرض معد ناجم عن فيروس ينتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات المصابة ولكن يمكن أيضا أن ينتقل بين البشر عبر الاتصال الجنسي.
وذكرت الصحيفة أن السلالة الجديدة تظهر من الفيروس، التى ينتشر بشكل رئيسى عن طريق الاتصال الجنسي، وله قدرة أكبر على الانتشار من ذى قبل، مما يثير مخاوف من انتشار واسع، خاصة فى ظل تراجع معدلات التطعيم ضد الجدري، ويظهر فى أماكن بعيدة مثل كينيا والسويد، وسوف يكون هناك المزيد.
فى عام ٢٠٢٢، أصابت السلالة الثانية من الفيروس، التي تنتشر بشكل أساسي عن طريق الاتصال الجنسي، حوالى ١٠٠،٠٠٠ شخص فى ١١٦ دولة، مما أدى إلى وفاة ٢٠٨ أشخاص.
السلالة الأولى من الفيروس
الآن، تثير السلالة الأولى من الفيروس، التى تنتقل بشكل تقليدي من خلال الحيوانات، قلقًا جديدًا، فقد لاحظ الخبراء انتشارًا سريعًا للفيروس فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، خاصة فى المناطق التى لم تكن تصاب بالفيروس من قبل، مما يدل على تغير سلوك الفيروس.
وأضافت الصحيفة أن انتشار الفيروس يثير مخاوف جديدة من عدم الاستعداد العالمى لمواجهة التهديدات الصحية العالمية، خاصة فى ظل الافتقار إلى اللقاحات فى العديد من الدول، خاصة الدول الفقيرة، والذي يعزز من خطر انتشار الفيروس.
منظمة الصحة العالمية
وبحسب الصحيفة البريطانية يشير الخبراء إلى أن إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عالمية يمكن أن يساعد فى تسريع وتيرة توفير اللقاحات، وتسهل الوصول إلى اللقاحات فى الدول الفقيرة.
هل هذه السلالة جديدة أكثر خطورة؟
تواجه أفريقيا انتشار سلالة جديدة من فيروس جدرى القرود تم اكتشافها فى جمهورية الكونغو الديمقراطية فى سبتمبر ٢٠٢٣ أطلق عليها اسم «كلايد آى بي» (Clade Ib) وهى أكثر فتكا وأكثر قابلية لنقل العدوى من السلالات السابقة.
لا يشير الخبراء إلى أن السلالة الجديدة من جدرى القرود أكثر فتكًا من السلالة القديمة، لكنهم يشددون على أن قدرة انتشار الفيروس تشكل خطرا جديدا، خاصةً فى ظل انتشاره السريع فى المناطق التى لم تكن تصاب بالفيروس من قبل.
جائحة كورونا
يؤكد الخبراء على أن تجربة جائحة كورونا أظهرت أن تجاهل التهديدات الصحية العالمية فى دولة ما يُمكن أن يهدد العالم بأكمله، ويُطالبون بضرورة التعاون الدولى لمواجهة التهديدات الصحية العالمية بفاعلية.
ويشدد الخبراء على ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة للحد من انتشار الفيروس، مثل توفير اللقاحات والتعاون الدولى وتبادل المعلومات بخصوص الفيروس وخطوات الوقاية منه.
وأشار الخبراء إلى أن التعلم من الأخطاء الماضية يمكن أن يساعد فى الحد من انتشار الفيروس ومواجهة التهديدات الصحية العالمية بفعالية فى المستقبل.
وقال نيك ديردن، مدير منظمة «العدالة العالمية الآن»: «لقد كان جدري القرود متوطّنا فى عدد من الدول الأفريقية لسنوات، ومع ذلك، على الرغم من امتلاك الأدوية لعلاجه، لم يتم اتخاذ أى إجراء جاد حتى شكل التفشى تهديدًا للغرب».
وأضاف: «لقد شهدنا نفس عدم المساواة هذا يتجلى خلال جائحة كوفيد، حيث تم التعامل مع الأرواح المفقودة فى الجنوب العالمى بشكل مخجل كأضرار جانبية فى سعى وراء المزيد والمزيد من الأرباح الدوائية، من الحتمي، إذن، أن تنخفض ثقة الجنوب العالمى فى الغرب بشكل كبير».
وقال ديردن إن شركات الأدوية «تواصل إعاقة الوصول العادل إلى اللقاحات سعيا وراء أرباح أعلى» ودعا الدول الغنية، بما فى ذلك المملكة المتحدة، إلى «الوقوف فى وجه شركات الأدوية الكبرى» ودعم الإجراءات فى مفاوضات معاهدة الجوائح «التى من شأنها وقف هذا الظلم العميق من التكرار مرارا وتكرارا».
وأشارت مسؤولة فى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن هناك حاجة إلى شحن المزيد من معدات التشخيص والعلاجات واللقاحات إلى أفريقيا حتى يتسنى التعامل بالشكل المناسب مع تفشي سلالة جديدة من فيروس جدري القرود هناك.