يتم تداول مصطلح التخاطر السنوات الماضية بشكل واسع بين البشر سواء كتب تتحدث عنه او على مواقع التواصل الاجتماعي، ويؤمن الكثير من الناس بالتخاطر وعمله وقوته التي تجعل البعض يشعر انه يقرأ افكار شخص اخر، والبعض الاخر يعتقدون ان التخاطر غير حقيقي والحديث عنه من الخيال والوهم، لذلك اقام العلماء الكثير من الدراسات حول التخاطر لاكتشاف امكانية تحقيقه في الواقع، وعرف العلماء التخاطر على أنه نقل المعلومات من شخص إلى آخر دون وجود تلامس جسدي أو استخدام أي حواس كاللمس والرؤية وغيرها من أساليب الاستجابة.
اتجه الكثير من العلماء في أغلب الأحيان لاعتبار التخاطر علم زائف فقد فشلت الأبحاث على سنوات طويلة في ايجاد دليل مقنع يثبت أن التخاطر موجود وتعددت نظريات العلماء المنتشرة حول التخاطر، لتفسير كيف يمكن ان يحدث وفقا لعدة دراسات اجريت على عدد من الأشخاص ونشرت في مجلات مختلفة.
*نظرية الخلايا العصبية المرآتية وتشير إلى أننا لا نبالغ عند قولنا أنه يمكننا معرفة نوايا ومشاعر الأشخاص الآخرين المتواجدين بالقرب منا تلقائيًا فقد أظهرت العديد من الدراسات وجود خلايا عصبية تعمل بمثابة مرايا آلية تمكننا من قراءة عقول الآخرين، وأجريت دراسة على 30 متطوع نشرت في "مجلة الطب النفسي البيولوجي"، حيث وجدت أن الأوكسيتوسين وهو هرمون يزيد الثقة وسلوك النهج الاجتماعي ويعزز القدرة على تفسير الإشارات الاجتماعية الدقيقة، كما أنه يحسن القدرة على استنتاج الحالة العقلية للآخرين من خلال الإشارات الاجتماعية لمنطقة العين.
*نظرية الاتصال بعيد المدى وهي عكس نظرية الخلايا العصبية المرآتية، تشير إلى إمكانية التواصل من دماغ إلى دماغ آخر عبر الإنترنت، وذلك وفقا لدراسة نشرت في مجلة بلوس ون حيث نجح العلماء خلال هذه التجربة بنقل تيارات من البتات بنجاح من دماغ إلى آخر بين أفراد بشريين مفصولين بمسافة كبيرة، مع الحرص على ضمان عدم مشاركة الأنظمة الحسية أو الحركية في عملية تبادل هذه المعلومات.
*تعد تجربة تأثير جانزفيلد أكثر أنواع التجارب شيوعًا لاختبار التخاطر، ويمكن تفسير تأثير جانزفيلد من مبدأ أنه عند الحرمان من التحفيز الحسي الذي تسببه المناظر والأصوات التي تملأ الحياة اليومية سيحاول العقل فهم ما يحدث، وسيمتلأ الدماغ بالفجوات مما يسبب هلوسة بصرية وسمعية، بالإضافة إلى حالة متغيرة من الوعي أو الإدراك ليس لها علاقة بالحواس، واستخدم هذا المبدأ لاختبار التخاطر، حيث يوجد في هذه التجربة مرسل يحاول إرسال الرسالة عن طريق التخاطر، ومتلقي يحاول تلقي هذه الرسالة، ويكون كلًا منهما معزولًا، إذ يوضع الشخص المتلقي في غرفة، ويتم عرض مقطع فيديو أو صورة ثابتة للمرسل، ويطلب منه محاولة إرسال تلك الصورة ذهنيًا إلى جهاز الاستقبال في أي مكان من 20-40 دقيقة، وتعرض 4 صور على الشخص المتلقي، ويطلب منه اختيار أي من الصور لتكون الصورة المرسلة، ولكن مع أن علماء التخاطر يدعون أن الصورة الصحيحة يتم اختيارها بنسبة 34% من الحالات، وهي نسبة أعلى من نسبة 25% التي يمكن توقعها بالصّدفة وحدها، إلا أن لا شيء يثبت قطعيًا أن التخاطر أمر حقيقي.
*وفقًا لملاحظات العلماء يمكن أن يكون التخاطر العاطفي بين الأشخاص على بعد مسافات كبيرة ظاهرة محتملة الوجود، وعلى الرغم من أن التخاطر الذي يقصد به انتقال الأفكار قد لا يكون موجودًا، فقد جاء هذا الاستنتاج من الملاحظات المشتركة حيث يشعر الشخص بالسعادة قليلاً، عند التواجد في غرفة مليئة بالأشخاص السعداء على الرغم من عدم وجود سبب يجعله سعيدًا إلى هذا الحد، بينما يشعر بالضيق بعض الشيء عند التواجد في غرفة مليئة بالأشخاص الكئيبين أو الغاضبين.
ويشعر الشخص بحالة عقلية أكثر استرخاء عند التواجد في غرفته الخاصة أو في مكان منعزل، بينما بسبب اختلاف التعبيرات العاطفية من الأشخاص عند التواجد في مكان مزدحم يشعر الفرد بالدوار ويشعر الشخص بحالة عقلية أكثر استرخاءً عند التواجد في غرفته الخاصّة أو في مكان منعزل، بينما بسبب اختلاف التعبيرات العاطفية من الأشخاص عند التواجد في مكان مزدحم يشعر الفرد بالدوار.