يصادف اليوم 22 أغسطس من كل عام اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف الديني أو المعتقد، وأقرت الأمم المتحدة هذا اليوم، بهدف تسليط الضوء على معاناة يتعرض لها ملايين الأشخاص حول العالم بسبب تقييد معتقداتهم الدينية، وتكريم ضحايا هذا العنف، ودعم الناجين منهم، وتعزيز التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات، ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في عام 2023، تنامى الهجمات بنسبة 30% سنويا، مما أدى إلى مقتل المئات وتشريد الآلاف.
عنف يفاقم الصراعات
من جانبه قال الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير عام مركز يافا للدراسات والأبحاث في القاهرة، إن العنف الديني يمثل انتهاكًا صارخا لحقوق الإنسان الأساسية، وتؤدي إلى تفاقم الصراعات والنزاعات، وتعرقل التنمية المستدامة و يهدف هذا اليوم إلى تحقيق أهداف رفع الوعي بتوعية الرأي العام بخطورتها وآثارها المدمرة بوسائل الإعلام والدراما والقوة الناعمة، و التضامن الحقيقي والواقعي مع ضحايا هذا العنف ودعمهم نفسياً واجتماعياً، ودعم الناجين بتقديم الدعم اللازم للناجين لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم، وتعزيز التسامح وتشجيع الحوار والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات، وبناء مجتمعات أكثر تسامحاً واحترامًا للآخر، ومنع العنف والعمل على منع تكرار مثل هذه الأعمال من خلال سن القوانين وتفعيلها وتطبيقها، وتعزيز دور المؤسسات غير الدينية والدينية في نشر قيم السلام والتسامح.
تنوع وتعدد العنف الديني
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": أن العنف الديني يتخذ أشكالاً متعددة ومتنوعة، منها:القتل والتشريد والتمييز والتطرف انتشار خطاب الكراهية والتطرف الديني الذي يحرض على العنف وتدمير الممتلكات الدينية وتدمير المساجد والكنائس والمعابد وغيرها من الأماكن الدينية.
المواجهة
وفى نفس السياق يقول الدكتور محمد حسين أبو العلا، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس، إنه يحمل المجتمع بتساهله فى ترك التمدد والتطرف لينتشر، ويبذل المجتمع الدولي جهوداً متواصلة لمواجهة العنف الديني، من خلال سن القوانين الدولية التى تجرم التمييز والعنف على أساس الدين، وإنشاء آليات الحماية للأقليات الدينية والتحقيق في جرائم العنف الديني، ودعم المجتمع المدني ودعم المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان والتسامح، وتشجيع الحوار بين الأديان والثقافات لبناء جسور الثقة والتفاهم.
الدور المجتمعى
وأردف "ابو العلا" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": أنه لا يقتصر دور مواجهة العنف الديني على الحكومات والمنظمات الدولية، بل يتطلب تضافر جهود الأفراد والمجتمعات من خلال نشر ثقافة التسامح والاحترام المتبادل بين مختلف الأديان والثقافات، ومكافحة خطاب الكراهية والتصدي للتطرف الديني، وتعزيز التعليم الديني السليم الذي يركز على قيم السلام والمحبة، ونشر ثقافة التعاون مع الآخرين من ديانات وثقافات مختلفة لبناء علاقات إيجابية.
وقال، يظل العنف الديني أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم. ومع ذلك، فإن التكاتف والتعاون الدولي يمكن أن يسهم في القضاء على هذا العنف وبناء عالم أكثر سلاماً وتسامحاً ,يجب على الجميع أن يتحمل مسؤوليته في مكافحة هذا العنف، وأن يعمل على نشر قيم السلام والمحبة والاحترام المتبادل.