في عالم الفن والإبداع، هناك من يتحدى الصعاب ليحقق ما يصبو إليه، ومن هؤلاء المبدعين تبرز "نهى الشناوي"، ابنة محافظة الدقهلية، التي صنعت لنفسها اسماً لامعاً في عالم الهاند ميد وصناعة منتجات الجلد الطبيعي.
منذ صغرها، كانت نهى تحمل شغفًا كبيرًا تجاه الفنون اليدوية. بدأت رحلتها مع الهاند ميد عندما كانت تصنع مشغولات الكروشية لابنتها، متعلمةً من خلال فيديوهات على الإنترنت. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الهواية مصدر إلهام لمشروعات أكبر. نالت منتجاتها إعجاب الأقارب والأصدقاء، مما شجعها على بدء مشروع صغير من منزلها، تقوم من خلاله بتسويق منتجاتها عبر الإنترنت.
كان عشق نهى للهاند ميد أكبر من أن يُحصر في مجرد هواية. تركت وظيفتها الحكومية وتفرغت بالكامل لهذا الفن، متوجهة نحو تعلم صناعة الجلد الطبيعي. ومع هذا التحول، فتحت ورشة صغيرة حيث بدأت في تصنيع شنط، أحذية، ومحافظ من الجلد الطبيعي، لتصبح فنانة متخصصة في هذا المجال.
لم يكن طريق نهى سهلاً، لكنها استفادت من البرامج التدريبية مثل "ابدأ مشروعك" و"صنعة"، والتي ساعدتها على تطوير مهاراتها وتوسيع نطاق عملها. دعم المجلس القومي للمرأة بالدقهلية كان له دور كبير في انطلاقتها، حيث وفر لها الفرص للمشاركة في معارض مجانية لعرض منتجاتها للجمهور، مما عزز من انتشار منتجاتها.
خلال هذه الفترة، لم تتوقف نهى عند حدود الكروشية أو المنتجات الجلدية فقط، بل واصلت تطوير مهاراتها وتوسيع نطاق منتجاتها لتشمل مشغولات مكرمية ومجسمات رمضانية مستوحاة من التراث، مثل الفانوس والمدفع وعربية الفول. رغم أن أزمة كورونا تسببت في توقف عملها مؤقتًا، إلا أنها عادت بقوة لتستأنف نشاطها بأسلوب جديد ومبتكر، يعكس شغفها المستمر وحبها للإبداع.
نهى الشناوي ليست مجرد فنانة هاند ميد، بل هي رمز للتحدي والإصرار، وقدوة لكل من يرغب في تحقيق النجاح من خلال العمل الدؤوب والشغف. قصتها هي شهادة على أن الإبداع والتميز يمكن أن ينطلقا من أبسط الأماكن ويصلان إلى أبعد الآفاق.