بعد أن أصدرت محكمة جنايات مستأنف القاهرة قرارها اليوم الخميس، فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"حبيبة الشماع" وتعديل حكم أول درجة "محكمة الجنايات" وتخفيف الحكم على المتهم بمعاقبتة بالسجن لمدة 5 سنوات في تهمة تعاطي المخدرات وبراءته في تهمة الشروع في الخطف ليصبح الحكم نهائيا وباتا.
ويعد الحكم الصادر من محكمة جنايات مستأنف هو الحكم النهائي بالقضية ولكن مازال هناك مرحلة أخرى فى التقاضى وهى الأخيرة عن طريق الطعن بالنقض أمام أعلى هيئة قضائية التى من المقرر أن تصل أوراق القضية إليها خلال الفترة المقبلة بعد إيداع المحكمة حيثيات الحكم الصادر اليوم.
وكفل القانون طرق للطعن على الأحكام أمام محكمة النقض من أطراف عديدة لهم حق أصيل للطعن ابرزها المتهم لتخفيف عقابه، والنيابة العامة ممثلة عن المجتمع فمن حقها الطعن على هذا الحكم أيضا أمام محكمة النقض بايداع كلا من الطرفين مذكرات الطعن بالنقض وتحديد جلسة لنظرهم وفق ما اكدته مصادر قضائية لـ"البوابة نيو" .
وتضمن الحكم الصادر اليوم بتخفيف الحكم على المتهم بمعاقبته بالسجن لمدة 5 سنوات في تهمة تعاطي المخدرات وبراءته في تهمة الشروع في الخطف، وبعد صدور هذا الحكم غادر والد المجنى عليها حبيبة الشماع القاعة والتى ظهرت عليه ملامح الحزن .
محاكمة المتهم في قضية حبيبة الشماع
وأودعت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار عاطف رزق حيثيات حكمها في القضية رقم 1016 لسنة 2024 جنايات الشروق والمقيدة برقم 240 لسنة 2924 كلي القاهرة الجديدة، والمعروفة إعلاميا بقضية حبيبة الشماع، بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد 15 سنة.
وقالت المحكمة في حيثياتها إنها استقرت في يقينها، واطمأن إليها وجدانها، وأرتاح لها ضميرها، مستخلصة من سائر أوراقها، وما تم فيها من تحقيقات، وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في أنه بتاريخ 2024/2/21 استخدمت المجني عليها حبيبة أيمن عدلي الشماع التطبيق الإلكتروني لنقل الأشخاص (أوبر)، لتوصيلها من مسكنها الكائن بمدينتي إلى مدينة الرحاب، فحضر إليها المتهم محمود هاشم محمود عبد المعطي وركبت معه سيارته، غير عالمة بما يخفيه لها القدر، وانطلق بها بسرعة كبيرة في طريق السويس اتجاه القاهرة، حال كونه متعاطياً لمادة الحشيش المخدر، ولم يلتفت إلى طلبها خفض ضجيج الأغاني التي كان يسمعها أثناء الرحلة، مما آثار انزعاجها وارتيابها في أمره.
ثم أغلق نوافذ السيارة، ففتحت بابها وألقت بنفسها في نهر الطريق غير عابئة بسرعة السيارات من حولها أو السرعة التي سار بها المتهم بمركبته، فأدركها أحد الأشخاص كان يستقل سيارة في ذات الطريق ، وسألها عن أسباب قفزها من العربة التي كانت تركبها، فأخبرته بأن المتهم الذي استأجرته عن طريق تطبيق (أوبر) لتوصيلها حاول خطفها ثم غابت عن الوعي ، فتم نقلها إلى المستشفى حتى توفيت بتاريخ 14 مارس 2024.
ودفعت حياتها ثمناً لما أقترفه المتهم الذي فر هارباً بفعلته من مسرح الحادث غير مبال بما جنت يداه بعد أن ألغى الرحلة، وتوجه إلى مسكنه وأخذ في تعاطي مخدر الحشيش.
وأمرت النيابة العامة بإحالة المتهم بمحاولة خطف المجني عليها حبيبة الشماع، إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبته بتهم الشروع في خطفها بطريق الإكراه، وحيازته جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانونًا، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعًا تحت تأثير ذلك المخدر.
حيث ثبت من تحقيقات النيابة العامة أنه بسؤال أول من شاهد المجني عليها -محاولًا إسعافها- بعد أن ألقت بنفسها من سيارة المتهم، أنها ذكرت له أن المتهم أراد خطفها، وقالت نصًا: "أوبر كان عايز يخطفني"، وأن الممثل القانوني لشركة "أوبر" شهد أن المتهم قد أُغلق حسابه عبر تطبيق الشركة من قبل، لكثرة شكاوى مستخدمي التطبيق ضده، إلا أنه أنشأ حسابًا آخرًا عن طريق استخدام رقم قومي آخر استطاع من خلاله إعادة استخدام التطبيق، وقد نسخت النيابة العامة صورة من الأوراق خصصتها لتحقيق واقعة التزوير تلك، كما طالعت الشكاوى المقدمة ضد المتهم بالشركة التي يعمل بها، فتبينت في واحدة منها شكوى لسيدة قررت أنه تحرش بها جسديًا.
هذا وقد كشفت التحقيقات أيضًا عن تعاطي المتهم لجوهر الحشيش المخدر وفق ما أسفر عنه تحليل عينتيْ الدم والبول المأخوذتيْن منه، على النحو الذي أثبته تقرير الطب الشرعي.