الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

مقاومة الدمار والحصار بالأمل.. مهندسة فلسطينية تبتكر جهازًا لتحلية مياه البحر

المهندسة إيناس الغول
المهندسة إيناس الغول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مقاومة الدمار والحصار بالأمل.. مهندسة فلسطينية تبتكر جهازًا لتحلية مياه البحر

إيناس الغول تحول مياه البحر المالحة إلى عذبة لمواجهة العطش في فلسطين

 

تحت شعار التمسك بالحياة والأمل، وفي ظل حرب إبادة تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي وظروف قاتمة السواد، قامت المهندسة الفلسطينية إيناس الغول بابتكار جهاز بسيط لتحلية مياه البحر وتحويلها بواسطة مواد أولية من الخشب والزجاج والجلد إلى مقطر شمسي صالح للشرب، للتمكن من الصمود وتوفير الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين للبقاء على قيد الحياة.

وتقول المهندسة إيناس الغول، ابنة خان يونس الحاصلة على ماجيستير في البيئة إنها ابتكرت جهازا يعمل على معالجة وتحلية مياه البحر لإنتاج مياه عذبة مقطرة تمكنهم من الصمود والاستمرار في الحياة، وذلك لمعالجة قضية كبرى وهي نقص المياه خلال الحرب، مشيرة إلى أن قطاع غزة يعاني منذ فترة كبيرة من ملوحة المياه وتملح مياه الآبار والمياه الجوفية، قائلة: "خلال عملي كمهندسة زراعية في وزارة الزراعة بفلسطين قمنا بدراسات كشفت أننا لن نتمكن من الحصول على المياه العذبة بعد سنوات قليلة نظرًا للسحب الجائر على الآبار".

وأضافت "الغول" أن السحب الجائر على الآبار في فلسطين سببه زراعة أنواع كثيرة من الزراعات مثل الفراولة والورد والقرنفل والتي تحتاج لمياه عذبة في زراعتها، وكل ذلك كان على حساب قطاع غزة، موضحة أنه خلال الحرب على قطاع غزة تم قصف عدة محطات تحلية مياه وفي محطات تعمل بصورة جزئية، وأصبح هناك ندرة في الحصول على المياه النظيفة بسبب دمار محطات التحلية، وفي حالة الحصول على مياه بعد عناء شديد نكتشف أن هذه المياه ملوثة وبها طحالب وطينة، وهو بطبيعة الحال سببه أن القطاع منكوب.

وأوضحت المهندسة إيناس الغول، أن فكرة الجهاز بسيطة جدًا وتعمل بشكل غير معقد، فهي قائمة على التقطير أو التبخير للمياه ثم إعادة تكثيفها مرة أخرى، فالجهاز لا يحتاج لفلاتر أو كهرباء أو ألواح شمسية ولا أي شيء مكلف، متابعة أنها استطاعت أن تستخدم مواد معاد تدويرها في بناء المقطر الشمسي، حيث استخدمت أخشاب المشاتيح والزجاج المكسر وكذلك الجلود، واستخدمت قطعا من الشوادر المتوفرة حتى تستطيع إنشاءه.

وأكملت، أن الجهاز عبارة عن صندوق خشبي مغلق مكسو من الداخل بالجلد، ويتم تثبيت الزجاج عليه، للمساعدة في عملية التقطير والتكثيف، ويحتوي على فتحات لدخول المياه وخروجها، حيث يتم وضع المياه المالحة فيه ويتم عمل تبخير وتكثيف للمياه، ويتصل الجهاز بإنبوتين ثم تدخل المياه الناتجة من مرحلتي التقطير والتكثيف إلى مرحلتين من التنقية بواسطة الفحم النشط الذي يعمل على تنقية المياه من الشوائب والكلس والأملاح وكل ما يعلق به، ثم الماء النازل من المبخر الشمسي يمر بمرحلتين للتصفية ثم التنقية، قبل أن يتجمع في خزان مربوط به طوافة يصل إلى قياس 250 سم ثم يتوقف عمل المبخر تلقائيا.

وأردفت، أن الجهاز يمكنه أن ينتج كميات من مياه عذبة تكفي عددًا من النازحين في المنطقة المنفذ فيها الجهاز، موضحة أن الجهاز مرن يمكن عمله لعوائل صغيرة أو كبيرة أو نازحين، حيث إنه تم تنفيذ الجهاز في أحد مراكز الإيواء التي تحتوي على 5000 نازح، وساهم في توفير المياه العذبة لهم.

وأكدت المهندسة إيناس الغول، أن نسبة الملوحة في الجهاز عقب عمليات التقطير والتكثيف كانت صفر% والمياه نظيفة بنسبة 100%، موضحة أن الجهاز عالج مشكلة جوهرية وهي نقص المياه الموجودة حاليًا وغلاء أسعارها وعدم توفرها وتلوثها وعدم وجودها في المناطق الريفية أو النائية أو البعيدة.

وأشارت الغول إلى أنها تناشد كل المؤسسات والجهات بأن يتم إيصال هذا الجهاز لكل مناطق قطاع غزة، وخاصة شمال القطاع، قائلة: "من حق الفلسطينيين شرب مياه عذبة نظيفة خالية من الأمراض وأعد أهل شمال قطاع غزة أنه في حالة تمويل الجهاز سيصلهم المشروع مُصنعا وجاهزا ليتمكنوا من شرب المياه العذبة"، مؤكدة أن ما يميز الجهاز أنه تمت صناعته بمواد صديقة معاد تدويرها وصديقة للبيئة وغير مكلفة.

وأوضحت، أن الجهاز مرن وبسيط ويمكن استخدامه لخدمة عوائل صغيرة وكبيرة وأماكن نازحين ومدارس، واستخدامه في المستشفيات التي تحتاج للمياه المقطرة لتنظيف الجروح أو العمليات أو لمرضى الغسيل الكلوي، نظرًا لأن هذه المياه نظيفة ومعقمة وخالية من الملوحة.

وأضافت، أنها قامت بصنع 3 نسخ من الجهاز لتحلية المياه أحدها على سطح منزلها، والآخرين في منطقة أخرى بجانبهم بشكل تجربة، وفي مركز إيواء يحتوي على 5 آلاف نازح، مؤكدة أن قطاع غزة أصبح مكانا غير صالح للحياة نهائيًا وأبسط مقومات الحياة وهي المياه أصبحت غير موجودة بجانب الطعام الشحيح، والجهاز يعد سابقة تاريخية لحل أزمة حقيقية في القطاع.

واختتمت المهندسة إيناس الغول حديثها، قائلة: "فلسطين بها عقول نيرة وفي الشدائد تظهر المرأة الفلسطينية لتقف وقفة رجل واحد ونساء فلسطين بألف رجل"، موضحة أن الفلسطينيين يمكنهم الصمود والوقوف أمام أي عدوان ومواجهة أي نقص أو شح المياه والأكل.