حذر وزير المالية الألمانى كريستيان ليندنر، وزراء حكومة بلاده، من أنه سيرفض تقديم مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا، ما عرّض الحكومة لهجوم من قبل سياسيين من مختلف الأطياف السياسية، بينما قالت الحكومة، إن مزاعم خفض المساعدات «غير دقيقة».
انقسام في الحكومة
ووفق ما أوردته صحيفة «فاينانشيال تايمز»، فإن ليندنر كتب فى رسالة أرسلها إلى وزارة الدفاع ووزارة الخارجية فى ٥ أغسطس الجاري، قال فيها إن «الطلبات الجديدة للدعم العسكرى ترفضها وزارته ما لم يتم العثور على أموال إضافية»، مشيرا إلى الأصول الروسية المجمدة فى أوروبا كمصدر محتمل.
وقال ليندنر فى رسالته، التى نشرتها لأول مرة صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه»، إن «برامج المساعدات القائمة، التى تم تمويلها بالفعل، ستظل قائمة».
لكن الصحيفة الألمانية أشارت إلى أن المستشار أولاف شولتز، طلب من وزير ماليته إصدار تعليمات بهذا الشأن، وذلك وسط انقسامات فى الحكومة الائتلافية التى تتشاجر منذ أشهر بشأن ميزانيتها، ومع إصرار ليندنر، على الالتزام بقواعد صارمة بشأن الاقتراض.
ضغوط متزايدة
وفى الوقت نفسه، يتعرض شولتز لضغوط متزايدة لاسترضاء تيارات داخل حزبه الديمقراطى الاجتماعى SPD، الذين رفضوا توغل ألمانيا فى دعم أوكرانيا، إذ من المتوقع أن يخسر الحزب الديمقراطى الاجتماعى فى الانتخابات الإقليمية الشهر المقبل أمام تحالف السياسية سارة واجينكنيشت، اليسارى والذى له آراء قوية مؤيدة لروسيا.
فى المقابل، قالت الحكومة الألمانية، الاثنين، إن مزاعم خفض المساعدات «غير دقيقة» وأن المناقشات حول التمويل لا تزال جارية. وفى وقت لاحق، قالت وزارة المالية الألمانية، إن «ألمانيا تقف بحزم إلى جانب أوكرانيا وهى أكبر داعم لها فى أوروبا، مالياً واقتصادياً وعسكرياً». وأضافت أن «هذا الدعم سيستمر ما دام ذلك ضرورياً».
إشارة قاتلة
فى السياق ذاته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان الألمانى مايكل روث، إن القرار كان بمثابة «إشارة قاتلة»، مضيفاً: «لقد عاد الجيش الأوكرانى إلى الهجوم لأول مرة منذ شهور».
وتابع: «البلاد تحتاج الآن إلى الدعم الكامل من أهم حليف عسكرى لها فى أوروبا: ألمانيا. وبدلاً من ذلك، يبدو النقاش حول التمويل المستقبلى للمساعدات العسكرية وكأنه تنصل مقنع لألمانيا من المسئولية».
وأردف روث: «لا يمكننا أن نجعل أمننا يعتمد على قيود الميزانية»، فى حين قال رئيس المجموعة البرلمانية الألمانية الأوكرانية، السياسى من حزب الخضر روبن فاجنر: «لدينا انطباع بأن الأمر يتعلق بالتضحية بالسلام والحرية».
وقال رودريش كيسويتر، العقيد السابق والعضو الحالى فى لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية، إن القيود «تعنى بحكم الأمر الواقع التخلى عن أوكرانيا».
وأضاف فى تصريحات لمجلة «دير شبيجل» الألمانية: «هذه ليست الطريقة التى تتصرف بها أى دولة تعلن نفسها رائدة فى أوروبا».
المانح الأوروبي الأكبر
وتعد ألمانيا أكبر مانح عسكرى أوروبي لأوكرانيا وهي الثانية بعد الولايات المتحدة، من حيث الدعم، إذ ستقدم هذا العام حوالى ٧.٥ مليار يورو من المساعدات العسكرية إلى كييف، وتعنى ضغوط الميزانية أن هذا الرقم من المقرر أن ينخفض بالفعل، حيث تخصص مسودة خطط الإنفاق الحكومية لعام ٢٠٢٥، ٤ مليارات يورو.