الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

مصر والصومال.. تحالف استراتيجي نحو آفاق أرحب لتعزيز العلاقات

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فيما يبدو أنه صفعة على وجه إثيوبيا.. شهدت القاهرة ميلاد تحالف استراتيجى مصرى صومالي، لينطلق نحو آفاق أرحب وأوسع ليشمل كل المجالات وعلى رأسها المجال العسكرى والأمنى والسياسى والاقتصادي.
وجاء لقاء القمة المصرية الصومالية بين الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود والرئيس عبد الفتاح السيسى الأسبوع الماضى ، تكليلا لجهود مشتركة حثيثة لدعم وتعزيز التعاون، وتأكيدا على عمق العلاقات الثنائية والمصير المشترك بين البلدين وخاصة بعد التطورات الأخيرة بالمنطقة والمتمثلة فى الأطماع الإثيوبية فى المياه الإقليمية الصومالية وأزمة سد النهضة وتعمد إثيوبيا إلحاق الضرر بالمصالح المائية لمصر فى مياه النيل بعد بدء الملء الخامس لسد النهضة وتفاقم المخاطر والتهديدات الأمنية فى البحر الأحمر.
‎ناقشت الزيارة العديد من الملفات الثنائية والإقليمية والدولية وتعمقت المباحثات حول التعاون السياسى والأمنى والاقتصادى والثقافى وتم توقيع مذكرة تعاون عسكرية من شأنها رفع قدرات الجيش الصومالى من حيث التدريب والجاهزية القتالية لدحر حركة الشباب الإرهابية التى تعد العقبة الرئيسية لاستقرار الصومال والتعافى الاقتصادى والازدهار والرخاء الاجتماعي.
علاقات وطيدة
‎ تتميز العلاقات الثنائية بمساراتها المتعددة سواء المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعيةـ خاصة التعليمية والصحية والثقافية فى ضوء تشابك المصالح المتبادلة والأهداف المشتركة بين البلدين الشقيقين.
‎ترتكز العلاقات الصومالية المصرية على ثوابت الترابط التاريخى والوشائج والصلات الاجتماعية بين البلدين والتى تضرب جذورها فى التاريخ، وكان لمصر دور مشرف فى النضال الوطنى ضد الاحتلال حيث استشهد كمال الدين صلاح فى سبيل نيل الصومال استقلاله؛ واليوم تطورت العلاقات بين البلدين وأضحت علاقة عضوية ومآل مشترك وتعاون غير مسبوق فى كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الدكتور حسن شيخ محمود.
‎تتجلى العلاقة المتميزة والتعاون الوثيق بين البلدين بكون الوجهة الخارجية الأولى لوزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطى كانت لمقديشو وجيبوتى لتدشين خط مصر للطيران والتى ستسهل تنقل الأفراد والبضائع وتقوى التبادل التجارى والثقافى بين البلدين؛ وانتقال السفارة المصرية من نيروبى لتباشر عملها من مقديشو بالتزامن مع زيارة الرئيس الصومالى للقاهرة.
‎ساندت مصر الصومال فى كل المحافل ودعمت الحق الصومالى بكل قوة ورمت كل ثقلها الدبلوماسى للوقوف إلى جانب الصومال بعد إبرام إثيوبيا مذكرة تفاهم غير قانونية مع إقليم صوماليلاند الذى هو جزء لا يتجزأ من أراضى جمهورية الصومال.
‎ انتصرت الدبلوماسية الصومالية على المطامع الإثيوبية ودوافعها الاستيطانية لمحاولة استقطاع شريط ساحلى وإقامة قاعدة عسكرية عليها وحولت الانتهاك إلى فرصة بفضل التضامن العربى والإقليمى والدولى وكان لمصر دورا حاسما فى الوقوف مع الصومال لتحقيق هذه المكاسب فى المحافل الدولية والإقليمية حتى رضخت أثيوبيا للضغط الدولية وطلبت الوساطة من كينيا وقطر وتركيا بعد أن أصبحت معزولة دبلوماسيا، وبعد عقد جولة مفاوضات غير مباشرة فى نيروبى وجولتين فى أنقرة لا زالت إثيوبيا تراوغ وترفض التنازل عن مذكرة التفاهم غير القانونية وتحاول أن تعطى للعالم انطباعا خادعا بأنها تحترم سيادة الدول.
و‎يعتبر التبادل التجارى بين الصومال ومصر ضعيفا فى المرحلة الراهنة وذلك لما تمر به الصومال من ظروف عصيبة فى العقود الأخيرة ولكن مع تحسن الأوضاع فى الصومال تدريجيا؛ فإن هناك مؤشرات مشجعة لزيادة التبادل التجارى بين البلدين وحسب بيانات الجهازى المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى مصر  ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى الصومال لتصل إلى ٥٤  مليون دولار خلال الـ١١ أشهر الأولى من عام ٢٠٢٣ مقابل  ٤٢.٣ مليون دولار خلال نفس الفترة من عام ٢٠٢٢ بنسبة ارتفاع قدرها ٢٧.٧ ٪؛ وبلغت قيمة الواردات المصرية من الصومال ٢.٢ مليون دولار خلال الـ١١ أشهر الأولى من عام ٢٠٢٣ مقابل ٢.٢ مليون دولار خلال نفس الفترة من عام٢٠٢٢ . كما أظهرت البيانات ارتفاع قيمة التبادل التجارى بين مصر والصومال لتصل إلى ٥٦.٣ مليون دولار خلال الـ١١ أشهر الأولى من عام ٢٠٢٣ مقابل ٤٤.٥ مليون دولار خلال نفس الفترة من عام ٢٠٢٢ بنسبة ارتفاع قدرها  ٢٦.٥٪.؛ ويسعى البلدان لزيادة هذه الأرقام فى الفترة القادمة لتصل إلى الحجم الذى يليق بمستوى العلاقات كشريك اقتصادى بعد تدشين خط طيران مباشر بين البلدين وخاصة بوجود اتفاقيات ثنائية فى مجال التجارة والصناعة تحتاج فقط وضعها فى موضع التنفيذ.
‎وأكد المسئولون الصوماليون أن الصومال قادر عن الدفاع عن سيادته واستقلاله حتى فى أحلك الظروف التى مر بها وهو اليوم أقوى مما كان عليه فى بداية التسعينيات توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين الصومال ومصر ترسل رسائل عديدة مفادها أن الصومال ليس لوحده وإنما له أشقاء وأصدقاء يعتمد عليهم؛ وهو قادر على توظيف هذه التحالفات لحماية مصالحه والرد على أى خطوة متهورة تستهدف استقاله وسيادته. 
يأتى ذلك فى الوقت الذى أشاد فيه السفير على عبدى أوارى سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، بمخرجات القمة المصرية الصومالية التى عقدت بالقاهرة بين الدكتور حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية و الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية ، والتى شهدت توقيع اتفاق دفاعى مشترك بين مصر والصومال ، موجها الشكر للرئيس السيسى لدعمه المتواصل لبلاده فى مواجهة التحديات الراهنة .