سميحة أيوب في حوار خاص مع “البوابة نيوز”:
“مفيش نص يستاهل أنزله من بيتي”..
أرى نفسي في الجميلة حنان مطاوع ..
الجيل الحالي يلهث وراء "الفلوس" أكثر من الفن..
"عشاق المسرح" انشغلوا عنه..
حافظ الأسد منحني لقب سيدة المسرح العربي..
الضوء الشارد أقرب الأعمال إلى قلبي..
تعرضت للخيانة من كل أزواجى ..
في عالم الفن الذي لا يتوقف عن التغيير، تظل الفنانة الكبيرة سميحة أيوب رمزاً حياً للتفاني والإبداع، مع مسيرة فنية تمتد لعقود من الزمن، نجحت سيدة المسرح العربي في ترك بصمة لا تُمحى على الساحة الفنية، مقدمةً العديد من الأعمال التي صقلت تاريخ المسرح والدراما والسينما.
ومؤخراً، كانت سميحة أيوب محط أنظار الجميع في مهرجان المسرح القومي، حيث حملت الدورة السابعة عشرة اسمها تكريماً لمسيرتها الحافلة، مما أتاح فرصة نادرة للتحدث معها عن مسيرتها وتجربتها الفنية والشخصية.
وبهذه المناسبة أجرت “البوابة نيوز” حوارًا معها فتح دولاب الذكريات وخرجت عن المألوف، وإلي نص الحوار:
في البداية طمئني جمهورك علي صحتك بعد الأزمة الصحية التي ألمت بك مؤخراً؟
الحمد لله صحتي الآن أفضل بكثير عن ذي قبل فقد كنت أعاني من آلام الظهر والانزلاق الغضروفى ولكن مع الأدوية والعلاج الطبيعي بدأت في تحسن كبير.
ماذا يمثل لك تكريمك هذا العام من مهرجان القومي للمسرح وأن تحمل الدورة اسمك؟
أنا سعيدة للغاية بأي تكريم لي ولكن هذا التكريم له مكانة خاصة لدي وشعرت بتقدير كبير وأعتبره تاجا علي رأسي لأنه من مهرجان القومي للمسرح والدورة تحمل اسمي وإنني أعجبت للغاية بحفل الافتتاح الذي شهد تناول سيرتي الفنية.
ما تقييمك للدورة الحالية لمهرجان القومي للمسرح ؟
هذه الدورة جيدة للغاية وتشهد العديد من الفعاليات والأنشطة هناك الكثير من الفعاليات والبداية مبشرة، والحكم النهائي لي ليس الآن ولكن سيكون بعد نهاية الدورة كي يكون تقييمي بموضوعية واحتراف.
صرحتي إنك لن تقفين علي المسرح مرة أخري ما حقيقة ذلك ؟
أنا لم أقل هذا الكلام وبهذا الشكل ، إنني قدمت العديد من الأعمال المسرحية الهامة علي مدار رحلتي الفنية واستعرضت قضايا هامة للمجتمع والجمهور وأعتبر نفسي من الفنانات المحظوظات لأنني تواجد في فترة ازدهار المسرح وكل ما أقصده أنني لم أقدم أي عمل أقل مما قدمت وهقولها بالمعني الدارج كل ما أعنيه "لو ألاقي نص يخليني أنزل من بيتي مش هتردد لحظة أعمل مسرح وبروفات لكن مفيش حاجة تثير شهيتي".
من وجهة نظرك ما الحل لعودة ازدهار المسرح المصري مرة أخري ؟
كل ما ينقُص المسرح كي يعود إلي رونقه وازدهاره أنه ينقصه الحب وعشاق المسرح ومن الواضح أن العشاق مشغولون عن المسرح فأقول لصناعه، جددوا حبكم للمسرح ويعود المسرحيون الذين يؤمنون به ويبذلون كل طاقتهم فيه من أجل المسرح كي يعود من جديد ويرتقي وينهض.
أعلم أنه عرض عليك أكثر من عمل في الدراما والسينما ماذا عنهم؟
بالفعل قد عرض علي كثير من الأعمال خلال الفترة الماضية لكني لم أجد نفسي في أي عمل عرض علي ولم يعجبني لأنني أجده غير ملائم لي ولتاريخي فأنا لا يهمني التواجد بقدر الحفاظ علي تاريخ الفني الطويل .
قدمتي مسيرة حافلة من أعمال الدراما والسينما والمسرح ما أقرب الأدوار إلي قلبك؟
قدمت العديد من الأدوار التى تظل علامة فارقة فى تاريخ الفن المصرى ولكن يظل مسلسل “الضوء الشارد” من أقرب الأعمال إلي قلبي وأيضاً دورى فى الإنسان الطيب عالقا فى ذهنى وتأثرت به كثيرا لأنه يقول إن الإنسان الطيب زيادة عن الحدود "ينداس".
ما رأيك في الأعمال الدرامية الاجتماعية المنتشرة علي الساحة الفنية مؤخراً؟
تقديم مسلسلات تناقش وتتناول القضايا الاجتماعية شىء هام للغاية وفي صالح الدراما المصرية لأنها تخاطب المجتمع ومشاكله وتتحدث مع عقل المشاهد بكل أعماره وذلك قد يُسهم في حالة حراك وازدهار مثل ما قدمت في مسلسل " أجازة مفتوحة" الذي حقق ردود أفعال واسعة للغاية.
مَن من الفنانات التي تري سميحة أيوب امتدادا لها ومن يعجبك من الجيل الجديد؟
أري نفسي في الجميلة حنان مطاوع فهي فنانة موهوبة ومبدعة ولديها حضور وذات موهبة ثقيلة للغاية فهي امتداد لي والجيل الجديد هناك كثير فيهم رائعون لكن أكثر ما يعجبني منهم هي حنان ورسالتي للجيل الجديد أن الفن يحتاج إلى صبر والجيل الحالى يلهث وراء "الفلوس" فالأمل كان فى جيلى كان عبارة عن دور أو عمل جيد نقدمه أما الآن فالأمل مادى أكثر.
هل لقب "سيدة المسرح العربي" يعد من أقرب الألقاب إلي قلبك ؟
أعتز بهذا اللقب كثيراً ولكن أنا لم أعط أي لقب لنفسي فالرئيس حافظ الأسد هو الذي أعطاه لي و قاله لى لأول مرة وهو يعطينى وسام الاستحقاق ، نادانى على المسرح وقال تقدمى يا سيدة المسرح العربى، كى يعطينى الوسام، وبعدما غادرت القصر الجمهورى في سوريا، أصبح كل من يراني في الشارع من الجمهور سواء المصري أو العربي يقولون لى يا سيدة المسرح العربى. وبالنسبه لي لا يفرق معي الألقاب فأنا سميحة أيوب فقط وهذا يكفيني.
بعد تاريخك الكبير والحافل لمن تهدى باقة نجاحك؟
أهديه إلى أمى الحبيبة رحمة الله عليها فهى كانت الإنسانة الوحيدة التي أثرت في حياتي الشخصية والمهنية، فهى كانت لها طريقتها المختلفة والمتميزة فى تناولها للموضوعات
وتأثيرها بحنانها وعنفها الشديد فى آن واحد، فهى كانت صارمة للغاية وعلاقتى بها كانت لا تسمح أن آخذ أمامها قرارا وأناقشها فيه.
سيدة المسرح العربى غنية عن التعريف برصيدها الفنى والحافل والكبير، ولكن سميحة الإنسانة لا يعرفها كثيرون، ماذا عنها؟
بالفعل أنا أيقونة مغلقة وحياتى الشخصية خط أحمر لا أحد يعلم عنها شيئا، فأنا كتاب مفتوح للآخرين بعملي فقط، والدتى عمود أساسى فى تربيتي، وهى العامل الأساسى فى تكوين شخصيتي، وكانت سببا رئيسيا فى تكوين سميحة أيوب، فى حى شبرا هذه المنطقة العريقة عشت طفولتي، وهى من أقرب المناطق إلى قلبي، وقد تركت بصمتها عليّ، إضافة إلى المنزل الذى ولدت وتربيت فيه، فأنا إنسانة قوية للغاية وأعشق البساطة.
ماذا عن الأشخاص الذين أثروا فى مشوارك سواء على المستوى المهنى أو الشخصى؟
للأسف الشديد ليس هناك أشخاص أثروا فى مشوارى أو تركوا بصمة فى حياتى سوى الحياة بتجاربها ومواقفها معي سوي أمي مثل ما تحدثت، وجدث أشخاصا كثيرين يريدون الأذى بى وأنا كنت أواجههم بنجاحى فقط فى عمل، وهذه هى حربى الوحيدة لهم بأننى أرد عليهم بشغلى فقط لأننى إذا كنت نظرت إليهم لحظة كنت سأقع، وبالفعل قد تعرضت لحروب شديدة وعنيفة من أشخاص داخل الوسط الفنى نساء ورجالا وكانت بداية الأزمات مع العنصر النسائى، أما بعد دخولى فى الجهة الإدارية فى المسرح فأصبحت مشكلاتى مع الرجال أكثر ولا أريد ذكر أسمائهم، أما المخرجون فلم أتعرض لأى حروب من جانبهم وكانوا لديهم أمل كبير فى منذ صغرى وكل مخرج عملت معه تعلمت منه الكثير وساهم فى إخراجى بأفضل صورة ممكنة فى كل عملت شاركت فيه، ورغم أننى عملت مع نجوم كثيرين فإننى ليست لدى ذكريات معهم تظل علامة عندى ومن أقرب أصدقائى من الوسط نادية لطفى وسميرة عبدالعزيز وأمل بكير.
- ما أكثر أزمة تعرضت لها سيدة المسرح العربى «سميحة أيوب» وما زالت عالقة فى ذهنها؟
لقد تعرضت للعديد من الحروب والأزمات ولكن أقصى أزمة تعرضت لها فى حياتى عندما قامت بعض من الفنانات بإرسال جوابات سرية لزوجى للوقيعة بينى وبينه وبأننى على علاقات غرامية مع أحد من الأشخاص وكنت آنذاك أمكث أنا وزوجى ونظل نضحك على تلك المهاترات الفارغة وكان هو بصراحة شديدة مثالا للاحترام والرجل المتفهم الواعى وعلى دراية بتلك الأفعال الخادعة وكنت أنا أعى جيدا بتلك الفنانة التى تقوم بذلك وبالتأكيد من المحال ذكر اسمها لأن أخلاقى لا تسمح لى بذلك.
في تلك الفترة وأثناء تواجدك في المنزل وعدم مشاركتك في أي أعمال فنية .. كيف تقضي سميحة أيوب يومها؟
أنا مثل أى امرأة مصرية بسيطة ولا أفضل السهرات فأعمالى محدودة للغاية وإذا خرجت فى المساء تكون سهراتى مع أشخاص قريبين مني وأقضى يومى فى أقل من العادى وعلى سبيل المثال من الممكن ألا أذهب للسوبر ماركت أو الكوافير شهرا كاملا إلا للضرورة ويتردد على بعض من الصديقات وأحب القراءة ولكن أقرأ على حسب مزاجى ولكن أتابع الأخبار اليومية بكل شغف.
يعتبر الرجل ليس شيئا أساسيا فى حياة سميحة أيوب رافعة شعار «عملى وفنى فوق كل شىء" هل سميحة أيوب تعرضت للخيانة من رجل وأثر فيها؟
بالنسبة لى رغم تعدد زيجاتي لم أتأثر برجل مهما كان وأعترف بأننى تعرضت للخيانة من قبل أزواجى وشعرت بكل صراحة بالوجع من الخيانة للحظات ولكن لم تدمرنى ولكن على مستوى حياتى معهم هم أناس شرفاء للغاية فأنا طوال حياتى أختار الرجل بعقله ويهمنى سلوكه معى ومع الآخرين.