في إطار الاهتمام العالمي لمواجهة تحديات التغير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة، تكثف مصر جهودها لتنفيذ مشاريع رائدة تهدف إلى تعزيز قدرتها على التكيف مع تأثيرات تغير المناخ، وخاصة في المناطق الساحلية ذات الأهمية الاستراتيجية، من أبرز هذه المشاريع هو "مشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ، الذي يتم تنفيذه بالتعاون بين وزارة الموارد المائية والري وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
التوسع في استخدام المواد الصديقة للبيئة
وأعلنت وزارة الموارد المائية والري موخرا أن الدولة تدرس التوسع في استخدام المواد الصديقة للبيئة في مشروعاتها المختلفة، مع التركيز على تأهيل الترع، ويعد هذا التوجه يأتي ضمن استراتيجية الوزارة لتعزيز الاستدامة البيئية وتقليل الأثر البيئي السلبي للمشروعات الكبرى التي تنفذها، بالإضافة إلى ذلك، يتم دراسة إطلاق مرحلة ثانية من "مشروع تعزيز التكيف" بهدف الاستفادة من الخبرات المكتسبة في المرحلة الأولى وتوسيع نطاق استخدام المواد الطبيعية منخفضة التكلفة.
تفقد مواقع حماية الشواطئ في دمياط
وقد تفقدت الحكومة المصرية، برفقة نائب الأمين العام للأمم المتحدة، وممثلين عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، مواقع حماية الشواطئ المنفذة ضمن "مشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ" في محافظة دمياط. شملت الجولة مواقع متعددة، من بينها أعمال الحماية المنفذة أمام محطة كهرباء غرب دمياط، وأعمال حماية الشواطئ في مدينة دمياط الجديدة.
أهمية المشروع على المستوى العالمي
يمثل مشروع "تعزيز التكيف مع تغير المناخ" نموذجًا رائدًا على المستوى العالمي في مجال حماية الشواطئ، حيث يستخدم تقنيات مبتكرة تعتمد على مواد طبيعية منخفضة التكلفة وصديقة للبيئة، يتميز المشروع بمشاركة المجتمع المحلي، وخاصة السيدات، في تنفيذه، مما يساهم في استدامته وضمان قبوله من قبل السكان المحليين، هذا النهج يعكس تكامل المشروع مع البيئة المحلية ويعزز من فعاليته على المدى الطويل.
ووفقا لما ذكرته منظمة الفاو في 15 أغسطس أنه تم تنفيذ أعمال حماية للشواطئ بطول 69 كيلومترًا في شمال الدلتا، شملت خمس محافظات: البحيرة، وكفر الشيخ، والدقهلية، ودمياط، وبورسعيد. استخدمت في هذه الأعمال مواد طبيعية قليلة التكلفة وصديقة للبيئة، بما يساهم في حماية الشواطئ من مخاطر التآكل والغمر نتيجة التغيرات المناخية. كما تم وضع خطة متكاملة لإدارة المناطق الساحلية على البحر المتوسط، بهدف إدارة المخاطر على المدى الطويل وتحقيق التنمية المستدامة في هذه المناطق الحيوية.
مشاركة المجتمع المحلي في المشروع
كما ذكر الموقع الرسمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ان مشاركة المجتمع المحلي في هذا المشروع تعد أحد العوامل الرئيسية لنجاحه. حيث تم تطوير طرق الحماية المستخدمة بناءً على معرفة محلية وتقنيات بسيطة تم تعلمها من الأهالي. هذه الطرق تم تطويرها لتكون أكثر فعالية في مواجهة تحديات ارتفاع منسوب مياه البحر، مع الحفاظ على تكلفتها المنخفضة وصديقتها للبيئة.
كما أنه من ضمن الخطط المستقبلية للمشروع يتم دراسة إطلاق مرحلة ثانية من المشروع، وهذه المرحلة ستستفيد من الدروس المستفادة من المرحلة الأولى وستركز على تعزيز استخدام المواد الصديقة للبيئة في مشاريع أخرى، مثل تأهيل الترع، مما يعكس التزام الوزارة بمواصلة الابتكار في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
تطوير نماذج رياضية لإدارة المخاطر
من بين الإنجازات الرئيسية للمشروع، تم إنشاء نماذج رياضية متطورة لتحليل مخاطر الغمر والنحر والترسيب الناتجة عن التغيرات المناخية والعوامل البحرية، وهذه النماذج توفر معلومات دقيقة تساعد في التخطيط واتخاذ القرارات المناسبة لحماية المناطق الساحلية، علاوة على انه تم إعداد مقترح للإطار المؤسسي للإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية على البحر المتوسط، مما يسهم في تعزيز التعاون بين الجهات المختلفة وتحسين فعالية الإدارة الساحلية.