الكثير من الوظائف تعتمد على نظام المناوبات في العمل وهو اختلاف مواعيد العمل للموظف الواحد كل يوم على حسب جدول بالتبادل مع زملائه حيث يعمل بجدول غير ثابت او منتظم، واتضح ان هذا النظام له مخاطر صحية كبيرة تهدد العاملين بنظام المناوبات، وذلك بسبب انهم قد يعملون خلال الليل بالكامل وينامون بالنهار، وفي يوم اخر يتم تبديل الوضع مما يؤثر على نظام النوم والدماغ والصحة العامة ويختلف نظام تناول الطعام وتتأثر العلاقات الاجتماعية، لذلك ينصح الاطباء بعدم اتباع هذا النظام في العمل ومن اضرار هذا النظام.
-مخاطر المناوبات في العمل على الصحة:
*اضطراب الساعة البيولوجية
وهي الساعة الداخلية للجسم التي تتضمن العمليات الجسدية والعقلية والسلوكية على مدار 24 ساعة، التحدي الصحي الأكبر الذي يواجه العاملين بنظام المناوبات وتتأثر الساعة البيولوجية بشكل رئيسي بالضوء والظلام، والعمل بنظام المناوبات يعطل عملها، ويخل بتوازن أنظمة الجسم التي تتحكم بها، بما في ذلك دورة النوم/الاستيقاظ ويؤثر اختلال الساعة البيولوجية في وظائف الخلايا الداخلية في الجسم، إذ يمكن أن يتداخل مع إصلاح الحمض النووي (DNA) فيها، ودورة حياتها وموتها، مما قد يؤدي في النهاية إلى السرطان في حال استمرار هذا الاختلال لفترة طويلة، حسب تقارير نشرها برنامج السمية الوطني، وحتى مع الحصول على قسط كافٍ من النوم، يمكن أن يؤثر تغير نمط التعرض للضوء والظلام الذي يعيشه العاملون بنظام المناوبات سلباً في إنتاج وإفراز الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم، ونتيجة لذلك، فإن الحرمان من النوم العميق يمنع الخلايا من أداء وظائفها بشكل صحيح، ويقلل من قدرتها على إصلاح نفسها، ويضعف قدرتها على تثبيط نمو الأورام، وهذا يؤدي إلى تراكم الأضرار في الحمض النووي، ويزيد من خطر تطور السرطان بسهولة أكبر.
*يزيد العمل لساعات طويلة أو غير منتظمة عند عمال المناوبات من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وذلك يعزى إلى العوامل التالية "التوتر المزمن الناجم عن العمل لساعات غير منتظمة، ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالعمل لساعات طويلة، زيادة عوامل الخطر الأيضية، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم (BMI) المرتفع والتدخين"، ووجدت إحدى الدراسات أن خطر الوفاة من جميع الأسباب وأمراض القلب والأوعية الدموية أعلى لدى النساء اللواتي عملن بنظام المناوبات الليلية المتناوبة لمدة 5 سنوات أو أكثر مقارنة بالنساء اللواتي لم يعملن أبداً في المناوبات الليلية.
*الأشخاص الذين يعملون في نظام المناوبات أكثر عرضة للإصابة بمشاكل هضمية.
منها "آلام البطن، الإمساك، الإسهال، ومتلازمة القولون العصبي"، وقد يكون هذا بسبب الحرمان من النوم المرتبط بالشفتات الليلية، بالإضافة إلى نوعية الأطعمة التي يتناولها العاملون، إذ يتناول العديد من عمال المناوبات نفس عدد السعرات الحرارية مثل غيرهم، لكن نظامهم الغذائي غالبًا ما يحتوي على الأطعمة المصنعة، والتي يمكن أن تغير ميكروبيوم الأمعاء.
*الاضطرابات النفسية
فالعمل بنظام المناوبات يجعل من الصعب البقاء على تواصل مع الآخرين، وبناء علاقات اجتماعية، ويمكن أن يؤدي إلى العزلة، كما أن الأشخاص الذين يعملون ليلاً أو بساعات غير منتظمة أكثر عرضة للإجهاد والمشاكل النفسية مقارنة بالأشخاص الذين يعملون في ساعات النهار الاعتيادية، ففي دراسة شملت أكثر من 175,000 شخص، وجد الباحثون أن العمل بنظام المناوبات مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق وكلما زاد عدد ساعات العمل في المناوبات، زاد الخطر.
*الاضطرابات الأيضية
هي الحالات الصحية التي تتطور نتيجة اضطراب عملية الأيض داخل الجسم (عملية تحويل الطعام إلى طاقة)، بما فيها السمنة، والمتلازمة الأيضية، والسكري من النوع الثاني ويزداد خطر الإصابة باضطراب الأيض لدى العاملين في نظام المناوبات نتيجة هذه العوامل "مؤشر كتلة جسم أعلى من العاملين بنظام العمل النهاري، واختلال الهرمونات التي تنظم عملية الأيض، مما يؤثر في الشهية، وتناول الطعام، والوزن"
*يتسبب في خيارات نمط حياة غير صحية تتعلق بالتدخين، والحمية الغذائية، والرياضة.
*العمال الليليين أكثر عرضة بـ 3 مرات للإصابة باضطراب النوم المرتبط بالعمل مقارنة بأولئك الذين يعملون صباحاً وقد يساعد التعرف على العلامات والحصول على علاج لاضطراب النوم في تجنب المشكلات الصحية الجسدية والعقلية المرتبطة به.
*تتضمن علامات اضطرابات النوم المرتبطة بالعمل "النعاس أثناء النهار، وهو عرض من أعراض اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية، الأرق (صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم)، أنماط نوم غير منتظمة، بما في ذلك النوم في أوقات غير معتادة، والتي يمكن أن تشير أيضًا إلى النوم القهري، وهو اضطراب النوم الذي يسبب النعاس المفرط".
-نصائح للحد من مخاطر العمل بنظام المناوبات:
*عادات الأكل الصحية.
*النوم بشكل أفضل التي تتوافق مع احتياجاتك الفردية وجدول العمل وبيئة المنزل.
*الحفاظ على العلاقات.
*طلب المساعدة.
*ممارسة الرياضة.
*تغير الوضع فورا في حال تاثر الحالة الصحية والجسدية.