عقدت مديرية أوقاف الفيوم اليوم الإثنين ندوة ثقافية كبرى بمسجد السلام التابع لإدارة بندر أول بالفيوم بعنوان: "فضل الإنفاق في أوجه الخير"، وذلك بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتورأسامة السيد الأزهري، وبرعاية كريمة من الدكتورمحمود الشيمي مدير المديرية،وبحضور كل من : الدكتور عبد المنعم مختار الأستاذ المتفرغ بجامعة الأزهر الشريف محاضرا، والدكتورسعيد محمد قرني أستاذ الدعوة والثقافة بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة محاضرا، والشيخ عبد الرحمن إمام المسجد مقدما.
وفيها أكد العلماء أن المال قوام الحياة، به تنتظم معايش الناس وتستقيم حياتهم، وهو ملك لله سبحانه وحده، استخلف فيه الإنسانَ، وجعله أمانة بين يديه؛ اختبارًا له، وامتحانًا لصدق إيمانه ويقينه، حيث يقول الحق سبحانه: {آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ).
والمؤمن الحق يدرك أن الله سبحانه جعل في المال حقوقًا ينبغي أن تؤدى، حيث يقول الحق سبحانه في صفات المتقين: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}، ويصف نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) أهلَ المنازل العالية بقوله: (عَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ).
فمن هذه الحقوق: زكاة المال، وهي ركن عظيم من أركان الإسلام، حيث يقول الحق سبحانه: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم ْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ واللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا معاذ بن جبل حين بعثه واليًا على اليمن: (…وأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ).
ولا شك أن الإنفاق في وجوه الخيرات حق المجتمع في المال؛ مما يعمِّق روح التكافل والتراحم والتعاون في المجتمع، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ؛ أُنْفِقْ عَلَيْكَ).