رأت صحيفة /وول ستريت جورنال/ الأمريكية أن إيران تواجه اختبارًا غير مسبوق في مدى اعتمادها على شركائها،وذلك مع اقتراب الشرق الأوسط من حافة صراع أوسع نطاقا.
وذكرت الصحيفة أنه في ضوء تزايد الضغوط على إيران مع تعقد الأوضاع الإقليمية وتعدد المصالح لدى حلفائها،تحتاج طهران إلى اتخاذ قرارات استراتيجية حاسمة لتجنب التصعيد الذي قد يتسبب في رد فعل قوي يستهدف أراضيها.
وذكرت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته اليوم "الثلاثاء"- أنه مع اقتراب الشرق الأوسط من حافة صراع أوسع نطاقا،سيُختبر مدى اعتماد إيران على شركائها كما لم يحدث من قبل.
وقالت "باعتبار إيران دولة معزولة وتخضع لعقوبات دولية،حاولت طهران التأثير من خلال بناء تحالف من الميليشيات التي تتماشى أيديولوجيًا مع أجندتها المعادية للغرب، وتصميم صواريخ وطائرات مسيرة منخفضة التكلفة تعوض عن ضعف دفاعاتها الجوية".
وأضافت أن هذه الميليشيات الحليفة تقاتل بشكل مباشر ضد إسرائيل والولايات المتحدة والمصالح الغربية الأخرى،مما يتيح لإيران تجنب تحمل المسئولية المباشرة التي قد تشجع على رد فعل يستهدف أراضيها.
واستدركت الصحيفة قائلة "الآن بدأت التصدعات تظهر في هذه الاستراتيجية"،موضحة أن إيران اتهمت إسرائيل بتنفيذ هجوم أسفر عن مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، ووعدت بالانتقام، مما جعل المنطقة بأسرها على حافة الخطر.
وأشارت إلى أن هذا الهجوم هو الثاني الذي تشنه إسرائيل على إيران مباشرةً؛حيث استهدفت إسرائيل نظام دفاع جوي بالقرب من منشأة نووية إيرانية رئيسية في أصفهان بعد أن أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار على إسرائيل منتصف أبريل الماضي.
والآن، ومع تقييم إيران لردها على مقتل هنية، يجب عليها أن تحدد كيف تضرب إسرائيل بما يكفي لإرساء مبدأ الردع دون تشجيع على رد فعل على أراضيها،وتتعدد مصالح الميليشيات الحليفة المختلفة، بما في ذلك تلك الموجودة في لبنان والعراق وسوريا واليمن، مما قد يعقد الأمور.
ورجحت الصحيفة الأمريكية في أن يتسبب هجوم على إيران في أضرار جسيمة،إذ كافحت طهران لإثبات أن دفاعاتها يمكنها الرد على اختراق مجالها الجوي.
وأعادت إلى الأذهان أنه في يناير الماضي، وبعد أن ضربت طهران أهدافًا في باكستان،ردت إسلام آباد بضربة جوية على المناطق الحدودية الإيرانية، ثم جاء هجوم إسرائيل على أصفهان.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، نشأ ما يسمى بمحور المقاومة في الثمانينيات بعد أن وجدت إيران، نفسها معزولة في حربها مع العراق،ومنذ ذلك الحين، قامت إيران بتمويل وتسليح الميليشيات في لبنان واليمن والعراق وسوريا، بالإضافة إلى هجوم قادته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر الذي أطلق سلسلة من الأحداث التي أوصلت المنطقة الآن إلى حافة الحرب.
وتوقعت أن المخاطر أو العواقب ستكون كبيرة بشكل خاص بالنسبة لحزب الله اللبناني في حالة حدوث حرب إقليمية،أما نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يعتمد بشكل كبير على إيران وميليشياتها، فقد أبلغ إيران أنه لا يريد الانجرار إلى حرب، وفقًا لمستشار حكومي سوري ومسئول أمني أوروبي،لقد كانت دمشق تعاني أزمة اقتصادية ناتجة عن سنوات من العقوبات،مما أدى إلى احتجاجات واستياء بين قطاعات كبيرة من سكانها، كما أن قيادتها فقدت السيطرة على مناطق واسعة في شمال وشرق البلاد.
غير أن الميليشيات المتحالفة مع إيران في العراق والحوثيين في اليمن يبدو أنهم يتطلعون إلى نهج أكثر عدوانية، ليس فقط تجاه إسرائيل ولكن أيضا تجاه القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة والمصالح الغربية الأخرى. وهذا يبدو أنه يزعج طهران.
ونسبت /وول ستريت جورنال/ إلى مسئولين حوثيين وأوروبيين، القول بأن الحوثيين في اليمن يرغبون في شن ضربات كبيرة على السفن الحربية الأمريكية والموانئ الإسرائيلية، ليس فقط انتقامًا لمقتل هنية، ولكن أيضًا بسبب ضربة إسرائيلية على ميناء رئيسي الشهر الماضي،وجاءت هذه الضربة الإسرائيلية بعد أن أطلق الحوثيون طائرة بدون طيار قتلت شخصًا في تل أبيب.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول أن إيران تواجه نفس التحدي مع حلفائها العراقيين،وهي قوات الحشد الشعبي،التي تركز بشكل أساسي على مهاجمة القواعد الأمريكية في العراق وسوريا حيث تسعى إلى طرد القوات الأمريكية من المنطقة، ويظل العثور على الرد المناسب على مقتل هنية أمرا حاسمًا، ليس فقط لتجنب انتقام من القوات الإسرائيلية الأكثر تجهيزًا، ولكن أيضًا للحفاظ على احترام حلفائها.