جدد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، التزامه الكامل من قبل حكومات الدول المشتركة في التحالف، بضرورة معاقبة عناصر داعش المتورطين في جرائم بشعة، وذلك بمناسبة مرور الذكرى العاشرة على مجزرة الشعيطات، التي ارتكبها التنظيم الإرهابي قبل عشر سنوات في دير الزور بسوريا.
وقال التحالف في بيان له، إنه يحيي الذكرى العاشرة لمجزرة الشعيطات في دير الزور التي تعرف بــ"مجزرة داعش المنسية" التي ارتكبها تنظيم داعش قبل عشر سنوات، وراح ضحيتها نحو ألف فرد من أبناء العشيرة السنية، مؤكدا أنه يقف متضامنا مع هذا المجتمع، عازمًا على تقديم داعش للعدالة.
وفي السياق ذاته، تجدد قوات سوريا الديمقراطية مطالبتها للمؤسسات الحقوقية والقانونية والأممية والتحالف الدولي بالقيام بمسؤولياتها واعتبار ما حدث بحق أهل الشعيطات مجزرة متكاملة الأركان والتعاون مع الإدارة الذاتية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة ومنع عودة داعش بأي شكل من الأشكال حفاظًا على حياة الأهالي ودرءًا لأية مخاطر على منطقتنا وسوريا والعالم برمته.
وفي وقت سابق، ثمن التحالف الدولي بادرة من محكمة ألمانية أدانت رجلا يدعى "رائد" بارتكابه جرائم ضد الإنسانية، قالت إنه اشترك في مجزرة التنظيم الإرهابي لعشيرة الشعيطات، حيث تمكنت المحكمة من توثيق مواقف مروعة عن تعذيبه لـ 3 أسرى، حيث قام الداعشي بتكبيل أيدي الضحايا، بمن فيهم طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، وتعليقهم في السقف، وضربهم بالسياط والأسلاك، وصعقهم بالكهرباء، وكانت السلطات الأمنية أعلنت عن إيقافه ومحاكمته في أبريل من العام 2022.
اشتباكات مؤخرا
وأصدرت قوات سوريا الديمقراطية بيانا أكدت فيه أنها تقف مع أبناء منطقة دير الزور التي تتعرض مؤخرًا لهجمات من قبل تنظيمات مسلحة موالية للنظام السوري.
وجاء في البيان، الذي صدر قبل أيام، أن زيارة وفد من قسد للمنطقة تأتي كدعم وتأكيد على الوقوف جنبًا إلى جنب مع شعب دير الزور، والرحمة للشهداء الذين قضوا نتيجة الاعتداءات من الميليشيات المرتبطة بالنظام.
وأضاف البيان، أنها أيضًا رسالة للمعتدين الذين يحاولون ضرب الأمن والاستقرار في الإدارة الذاتية الديمقراطية من بوابة دير الزور، وإن قوات سوريا الديمقراطية وشعب دير الزور وشيوخ عشائر المنطقة سيقفون بوجه كل هذه الاعتداءات ولن يسمحوا لأي أحد أن يتطاول على الإدارة الذاتية.
وتابع، أن الإدارة الذاتية عازمة على بناء مجتمع ديمقراطي تتحقق فيه العدالة رغم أنوف من يحاولون ضرب هذا المشروع والاعتداء على المنطقة، إننا ماضون وسائرون في مشروع الأمة الديمقراطية وبناء مجتمع ديمقراطي حقيقي تتحقق فيه العدالة والمساواة في جميع مناطق سوريا.
مجزرة الشعيطات
في يوليو من العام 2014، تراجعت القوة المكونة من الأهالي والسكان أمام زحف تنظيم داعش الإرهابي على قرى البوكمال الريفية، ولجأت عشيرة الشعيطات إلى عقد اتفاق مع التنظيم ما جعل بقية القرى تسارع في مبايعة داعش خوفًا من انتقامه، الأمر الذي أتاح للتنظيم الإرهابي حصار مدينة البوكمال قبل أن يدخلها دون مقاومة.
وتلقى تنظيم داعش قبل الهجوم على مدينة البوكمال وقراها دعما من مقاتلي التنظيم في العراق، وانضمام عناصر جديدة له من جبهة النصرة "التي غيرت اسمها إلى هيئة تحرير الشام" بالإضافة للمجندين من قبل المناطق الخاضعة لهم، وانهيار قوة عشيرة الشعيطات التي كانت تحمي المنطقة.
وقبل أن يتم استقرار التنظيم في قرى ومدن محافظة دير الزور، وقبل أن يُكمل شهرا في المناطق الخاضعة له، أثار التنظيم غضب الشعيطات بعد مقتل أحد أبنائها، حيث قامت معارك بين الأهالي والتنظيم، جعلت الأخير يستقدم عناصر جهادية وتعزيزات عسكرية من مناطق قريبة لتأديب تمرد وثورة الأهالي.
وفي العاشر من أغسطس 2014، هاجم التنظيم الإرهابي قرى الشعيطات وارتكب بحقهم مجزرة بشعة، حيث ذبح الشباب، وهجَّر الكثير من المواطنين إلى البادية السورية فلقى المزيد منهم الموت نتيجة انعدام الطعام والماء.
وكشفت بيانات المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل أكثر من 700 مواطن غالبيتهم العظمى من المدنيين، في بادية الشعيطات وفي بلدات غرانيج وأبو حمام والكشكية التي يقطنها مواطنون من أبناء "عشيرة" الشعيطات"، كما أن نحو 100 من هؤلاء هم من أبناء العشيرة المسلحين، في حين أن الباقين هم من الرجال المدنيين.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن "العدد الأكبر من القتلى سقطوا إثر الهجوم الثاني لتنظيم داعش على هذه البلدات"، مشيرًا إلى أن "نحو 1800 من أفراد العشيرة لا يزالون مجهولي المصير".
يشار إلى أن عنف التنظيم الإرهابي ضد عشائر الشعيطات أدى لانتفاضة كبيرة ضد مقار التنظيم الواقعة خارج حدود العشائر، نتج عنه مقتل عناصر التنظيم وحرق مقراته في بلدات سويدان الجزيرة والطيانة وحدود الباغوز ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة داعش.
وتفيد التقارير أن المزيد من شباب العشيرة انضموا بالفعل لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، من أجل لعب دور مهم في مطاردة التنظيم الإرهابي والثأر لأهاليهم.