نجحت مصر في تحقيق تقدم ملحوظ في قطاع السياحة، وذلك في ظل التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط منذ أواخر العام الماضي، حيث تشير التوقعات إلى تجاوز أعداد السياح الوافدين حاجز الـ 15 مليون سائح بحلول نهاية عام 2024، ويعكس هذا الإنجاز الجهود المبذولة من قبل الهيئة العامة لتنشيط السياحة، التي تستمر في تطوير استراتيجياتها رغم الظروف الصعبة التي أثرت على الحركة السياحية في المنطقة.
وأعلن عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنشيط السياحة، أن مصر تتوقع استقبال أكثر من 15 مليون سائح بنهاية عام 2024، بناءً على الحركة السياحية التي شهدتها البلاد خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، بالإضافة إلى نسب الحجوزات الحالية والمستقبلية، موضحًا أن هذا الرقم يُعد إنجازًا كبيرًا خاصة في ظل تقليص بعض الدول لرحلاتها إلى منطقة الشرق الأوسط منذ بداية العام الجاري بسبب التوترات الجيوسياسية التي تعصف بالمنطقة منذ أكتوبر الماضي.
وأكد القاضي أن تجاوز حاجز الـ15 مليون سائح يعكس نجاحًا غير مسبوق لمصر في استقبال السياح خلال عام واحد، رغم أن الهيئة كانت تهدف إلى زيادة أعداد السياح الوافدين بنسبة تتراوح بين 25% و30% مقارنة بالعام الماضي، إلا أن الظروف الراهنة في الشرق الأوسط حالت دون تحقيق هذه الزيادة.
كما أشار إلى أن إلغاء مكاتب الهيئة بالخارج لن يؤثر على تدفق السياحة إلى مصر، مؤكدًا أن الأهم هو كيفية الوصول إلى السائحين في الدول المستهدفة، وهو ما تم تحقيقه بنجاح في الوقت الحالي.
التسويق السياحي المكثف
قال الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي، إن جميع المؤشرات تشير إلى احتمال زيادة أعداد السياح خلال الفترة المقبلة، وذلك نتيجة لعدة عوامل منها تحسن الوضع الأمني لأنه مع استقرار الأوضاع الأمنية في العديد من الوجهات السياحية، تزداد الثقة لدى السياح في زيارة هذه البلدان، موضحًا أنه لابد من العمل على التسويق السياحي المكثف لأن هناك عدد من الدول تعمل على تعزيز حملاتها الترويجية للسياحة من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات ومعارض دولية، ما أدى إلى جذب عدد كبير من السياح إلى تلك الدول.
وطالب النحاس، بتقديم عروض سفر مخفضة وأسعار تنافسية في قطاع الطيران والفنادق مما يساعد ويشجع على زيادة الإقبال السياحي خاصة وأن السياحة المصرية لها أهمية كبيرة للغاية في جذب العملة الصعبة وتوفيرها في ظل ارتفاع سعر الدولار وكسر حاجز الخمسين جنيهًا إلى جانب أن السياحة المصرية تعمل بشكل كبير على تقليل نسب البطالة وتوفير فرص العمل للشباب.
جهود متواصلة
وقال أحمد عامر الخبير الأثري والسياحي، إن التركيز على السياحة المستدامة، التي تحافظ على البيئة والموروث الثقافي، يساهم في استقطاب السياح الذين يهتمون بالقضايا البيئية والمجتمعية، موضحًا أن زيادة السياح تتطلب جهودًا متواصلة ومتنوعة من الحكومة والقطاع الخاص، والمجتمع المحلي لتحقيق النمو المستدام في هذا القطاع الحيوي، وتابع عامر لابد من تدريب العاملين في قطاع السياحة على أفضل الممارسات في خدمة السياح، وإتقان اللغات الأجنبية، وفهم الثقافات المختلفة، يعزز من تجربة السياح ويشجعهم على العودة مرة أخرى.
وأضاف عامر، أن السياحة في مصر تشهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث تم تسجيل زيادة كبيرة في عدد السياح الوافدين من مختلف أنحاء العالم موضحًا أن ذلك النمو يعود إلى عدة عوامل، من بينها الجهود الحكومية لتطوير البنية التحتية السياحية، تحسين خدمات النقل الجوي والبحري، وتكثيف الحملات الترويجية في الأسواق العالمية، ورغم هذه الزيادة، لا تزال هناك تحديات تواجه قطاع السياحة في مصر والوصول بها لأعلى معدل ممكن.
