الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

تسمية 2025 "عام التبادل الثقافي بين كوريا ومصر".. العلاقات بدأت منذ الأربعينيات وتطورت عبر العقود الثلاثة الأخيرة

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعرب السفير كيم يونج هيون سفير كوريا الجنوبية لدى مصر، عن رغبته في تعزيز التبادلات الثقافية بشكل أكبر مع احتفال البلدين بالذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية في عام 2025.

كما استعرض الجانبان "المصري والكوري"، اليوم، فكرة تسمية عام 2025 "عام التبادل الثقافي بين كوريا ومصر" وناقشا التعاون في مجالات مثل حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالثقافة والمساعدات الرسمية للتنمية الثقافية (ODA). 

واتفق الجانبان على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي والتواصل بشكل وثيق لاستكشاف فرص التعاون المستقبلية.

فما هي التبادلات الثقافية والاقتصادية والدبلوماسية بين البلدين والتي تزداد بشكل مستمر في مختلف المجالات مثل اللغة، والثقافة، والسياحة، والرياضة.

العلاقات الثنائية منذ 2016

التقى، اليوم الإثنين،  سفير كوريا الجنوبية لدى مصر، كيم يونج هيون، بوزير الثقافة أحمد هنو، وتبادل الطرفان وجهات النظر حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال الثقافة. 

وهنأ السفير كيم الوزير على تعيينه، متمنيًا له فترة وزارية ناجحة، مشيدا بالتقدم الملحوظ في العلاقات الثنائية منذ إقامة الشراكة التعاونية الشاملة بين البلدين في عام 2016، مع تحقيق إنجازات بارزة في القطاع الثقافي على وجه الخصوص.

ما هي الموجة الكورية (هاليو)؟

وأكد السفير كيم، وفقا لبيان من السفارة الكورية اليوم، أن الموجة الكورية (هاليو) تحظى بحب كبير من قبل الشعب المصري، مشيرًا إلى أن التبادلات الثقافية بين البلدين تزداد بشكل مستمر في مختلف المجالات مثل اللغة، والثقافة، والسياحة، والرياضة. 
بحسب المركز الثقافي الكوري والذي يعرف ظهور مصطلح «هاليو» (الموجة الكورية) مع بداية انتشار المسلسلات التلفزيونية والموسيقى الشعبية الكورية في دول الثقافة الصينية منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي. 

وذلك نتيجة لدخول الأعمال الترفيهية الكورية والمطربين الكوريين وانتشارها في الصين بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين في عام ١٩٩٢،  وخاصةً بعد بث المسلسل التلفزيونيWhat Is Love?» » عبر قناةCCTV» » الصينية عام ١٩٩٧، والذي سجل نسبة مشاهدة عالية بلغت ٤٫٢٪، حيث شاهده حوالي ١٥٠ مليون مشاهد.

وتابع المركز الثقافي الكوري، عبر موقعه الرسمي، قائلا: كانت الموسيقى الكورية، وخاصةً الراقصة منها تلقى رواجًا كبيرًا بين الشباب بعد أن بدأ تقديمها عام ١٩٩٧ عن طريق البرنامج الإذاعي الذي يُبَث من بكين والذي يُسمى «Seoul Music Room». 

واستكمل: ولعل العرض الغنائي الذي قدمته فرقة الأيدولH.O.T» » في أحد الملاعب الرسمية بمدينة بكين في فبراير ٢٠٠٠ هو الذي لعب دورًا حاسمًا في انتشار الموجة الكورية في الصين. 

ومنذ ذلك العرض، بدأت وسائل الإعلام الكورية في استخدام مصطلح «هاليو» على نطاق واسع. وكانت هذه هي نقطة بداية إدراك الكوريين بأنفسهم بظاهرة الـ«هاليو» التي اعترفت بها صحيفة «Beijing Youth Daily» في مقال نشرته في نوفمبر عام ١٩٩٩.

انتشرت شعبية الـ«هاليو» بشكل كبير لتمتد إلى تعلم الثقافة التقليدية الكورية والطعام والأدب واللغة الكورية، كما يزداد عدد أعضاء نوادى معجبي الـ«هاليو» باستمرار في مختلف الدول الأجنبية. 

وتحتل نوادي معجبي الـ«كيبوب» الشريحة الغالبة من المنظمات ذات الصلة بالـ«هاليو»، ولكن يتم تشكيل نوادي للمعجبين تضم المهتمين بالدراما الكورية والطعام والسياحة، وغيرها من المجالات. 

واعتبارًا من ديسمبر ٢٠١٧، انضم ما مجموعه ٧٣٫١٢ مليون شخص في ٩٢ دولة إلى هذه النوادي في آسيا وأوقيانوسيا والأمريكتين وأوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وغيرها.

العلاقات المصرية الكورية

تمتد العلاقات المصرية الكورية إلى العام 1948 حين اعترفت مصر رسميا باستقلال جمهورية كوريا الجنوبية.

على الرغم من بعد مصر الجغرافي عن كوريا الجنوبية تظل دائما في ذاكرة الكوريين طوال العمر، حيث انطلق منها إعلان القاهرة الذي منح الاستقلال لكوريا في 27 نوفمبر 1943، وأُذيع على مسامع العالم عبر الراديو في 1 ديسمبر 1943.

بالنسبة للكوريين يمثل إعلان القاهرة أهمية خاصة لأنه أول وأحد أهم الإعلانات العامة التى تبنها المجتمع الدولى فى ذلك الوقت والذى لفت الانتباه إلى أن كوريا يجب أن تصبح حرة ومستقلة. وفى هذا الصدد يشير البيان إلى عزم القوى الثلاثة على إنهاء الاحتلال اليابانى لكوريا وأن تصبح حرة ومستقلة. 

وبالفعل استسلمت اليابان بدون شروط فى 15 أغسطس 1945، وأصبحت كوريا حرة من جديد وفق ما جاء فى إعلان القاهرة.

مراحل تطور العلاقات الدبلوماسية

في عام 1961، اتفقت البلدان علي إقامة علاقات قنصلية بينهما، حيث افتتحت جمهورية كوريا قنصليتها العامة في القاهرة في عام 1962، وافتتحت مصر كذلك قنصليتها العامة في العاصمة الكورية سول في عام 1991، ثم اتفق البلدان في عام 1995 علي جدارة ترقية العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى سفارة.

-  في عام 1996، قامت جمهورية كوريا بتعيين ملحق عسكري لها في القاهرة في عام 1996 بينما قامت مصر من جانبها في العام 2005 بتعيين ملحق تابع لوزارة الدفاع في جمهورية كوريا.

-  تشكلت لجان من البلدين لصياغة اطار مؤسسي للتعاون الثنائي مثل  لجنة المشاورات السياسية: والتي أنشأت في العام 1996‘ وعقدت آخر دوراتها – السادسة – في سول في نوفمبر 2009 اللجنة المشتركة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا: والتي أنشأت بموجب مذكرة تفاهم وقعت بين الجانبين في العام 2004 وتغطي مجالات متنوعة من الحكومة الالكترونية، تطوير خدمات البريد المصري، مجلس الأعمال المشترك.

 وأنشأ هذا المجلس إبان زيارة الرئيس السابق مبارك الي سول في ابريل 1999، ويضم المجلس أعضاء بارزين من الجانبين ( جمعية رجال الاعمال المصريين، رابطة الصناعات الكورية ) ويلعب المجلس دورا في تقوية التعاون الاقتصادي والتجاري بين مجتمعي رجال الاعمال علي كلا الجانبين، وكذا جذب الاستثمار الكوري الي مصر.

وجهة استثمارية جذابة للشركات الكورية

حقق الاقتصاد الكوري الجنوبي طفرات كبيرة حيث وصل للمرتبة رقم 13 بين الاقتصاديات القوية في العالم ومصر بدورها تحاول الاستفادة من الخبرات الكورية في مجال التعليم واستيراد احتياجاتها من المركبات والاجهزة الكهربائية والتكنولوجية التي حققت منافسة قوية مع نظيرتها المتقدمة الاخري مثل اليابان والمانيا والولايات المتحدة.

عقب توليه منصب السفر الكوري في مصر في نهاية يناير الماضي، أوضح «هيون» أن مصر تتمتع بإمكانات كبيرة لتصبح وجهة استثمارية جذابة للشركات الكورية، بسبب الأهمية الإستراتيجية لموقعها الجغرافى بالإضافة إلى ذلك، تمتلك شبكة واسعة من اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول المجاورة والموارد البشرية الشابة والمؤهلة، وستكون حوافز الاستثمار المختلفة التى تقدمها الحكومة المصرية، مثل التراخيص الذهبية والإعفاء الضريبى ودعم الصادرات، بمنزلة مميزات إضافية لجذب المزيد من الاستثمارات من كوريا الجنوبية، خاصة فى ظل نجاح الاستثمارات القائمة بالفعل فى مجال الإلكترونيات ومحطات الطاقة النووية والنقل، وهو ما سيعزز المنفعة المتبادلة للجانبين.

أشار السفير الكورى الجنوبى إلى مجال التعاون التنموى، حيث منحت كوريا الجنوبية مصر حتى الآن 344 مليون دولار فى شكل مساعدات إنمائية رسمية، كما أن اختيار مصر كشريك تعاون تنموى ذى أولوية فى عام 2021، أسهم فى أن يصبح التعاون التنموى بين البلدين أكثر نشاطًا مع التركيز على 5 مجالات أساسية، وهى النقل والبيئة والطاقة والتعليم والاتصالات والإدارة العامة.

عشر سنوات على المركز الثقافي الكوري 

وقدم السفير كيم موجزًا عن أنشطة المركز الثقافي الكوري (KCC)، الذي يحتفل بذكرى تأسيسه العاشرة هذا العام، حيث تعلم 5135 طالبًا مصريًا اللغة الكورية في معهد الملك سيجونغ، الذي يديره المركز، من 2021 إلى 2023.