الأحد 16 فبراير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

من «صرخة فرج فودة» إلى « المفكر.. الإنسان.. الصديق».. أحدث قراءات في تاريخ شهيد الفكر

فرج فودة
فرج فودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فرج فودة المفكر الذي قتلته مؤلفاته، مازال صدى كلماته يدور في الأفق الواسع ما استدعى قيام الكُتاب والأدباء إلى إصدار مؤلفات عنه وعن معاركه الفكرية والكتب التي أثارت غضب الأصوليين.

مئات بل الآلاف الكلمات عبرت عن شهيد الفكر فرج فودة، وأحيا الكثير من الكُتاب ذكرى الراحل بتخليد اسمه بمؤلفات حملت أغلبها ما كتبه وما كان يؤمن به.

وخطت الأقلام الكثير من الكتب عن فرج فودة إلا أن البعض منها كان الأكثر دقة في تناول معركة شهيد الفكر، ويأتي أبرزها «فرج فودة.. المفكر.. الإنسان.. الصديق» للكاتب جمال صلاح الدين

في مقدمة الكتاب، يروي الكاتب جمال صلاح الدين تفاصيل علاقته الوثيقة مع شهيد الرأي الدكتور فرج فودة، التي بدأت في شتاء عام 1985 واستمرت حتى استشهاده في 8 يونيو 1992، عن عمر لم يتجاوز الخمسين عامًا. 

ويشير الكاتب إلى أن علاقته بفودة بدأت عندما كان شابًا حديث التخرج من كلية التجارة بجامعة عين شمس. حدثه صديق مشترك عن فرج فودة، وجرى بينهما حديث هاتفي على الفور، حيث جاءه صوت فودة قويًا ومرحًا وواثقًا.

أعقب تلك المكالمة لقاء في مكتب فودة بمصر الجديدة، حيث يروي المؤلف تفاصيل استقباله هناك. وصل إلى المكتب عبر مترو الميرغني، وكان اللقاء الأول مليئًا بالود والاحترام. 

ويصف فودة بأنه كان رجلًا مهيبًا، يميل للسمنة ولكنه رشيق الحركة، أصلع الرأس إلا قليلًا، وبه وسامة، مع أناقة ملحوظة في الملبس. تبادل الاثنان الحديث حول أوهام بعض الجماعات الإسلامية التي تسعى لإعادة عصر الخلفاء الراشدين وإقامة جنات على الأرض، وكيف أن هؤلاء الواهمين يتجاهلون متغيرات الحياة وتاريخ حكم المسلمين في سبيل تحقيق أهدافهم السياسية.

 

وتحت عنوان ـ"المناظرات" وثق الكاتب جمال صلاح الدين التفاصيل المناظرات التي دارت بين شهيد الفكر الأصوليين ومنها المناظرة التي كانت السبب الرئيس لاغتيال فرج فودة بعد خمسة أشهر.

وتحت عنوان « الاغتيال» جاء الفصل الثالث تناول خلاله الكاتب جمال صلاح الدين التفاصيل الدقيقة لاغتيال المفكر فرج فودة، مقدما سردا للحادث.

كانت "المحاكمة" التي حملت عنوان الفصل الرابع ونهاية المسيرة والعلاقة التي ربط الكاتب بالمفكر فرج فودة.

وتناول خلال صفحات الفصل الرابع تفاصيل المحاكمة الشهيرة لقتلة فرج فودة وقدم سردا لجلسات المحاكمة مع وصف للمكان والمتهمين.

وخلال الخاتمة قال الكاتب جمال صلاح الدين "صديقي وأستاذي د. فرج فودة.. كنت ترى المستقبل، واستشعرت الخطر القادم، قاومت بكل قوة وثبات وشرف واستنارة، ودفعت حياتك فداء لمصر. سوف تظل في وجدان كل المصريين المخلصين، لروحك السلام. 

 

صرخة فرج فودة

وضمن الأعمال الأدبية التي تناولت مسيرة وأفكار الراحل يأتي كتاب «صرخة فرج فودة»، ويستعيد الشاعر والناقد شعبان يوسف والدكتورة عزة كامل مسيرة فرج فودة وأفكاره التي ناضل من أجلها، وتعرضت حياته للخطر بسببها، حتى رحل شهيداً في ساحة الحق والتقدم، بعد مرور ما يقارب 32 عاما على رحيله، تظل صرخته تبحث عن آذان تصغي لها، لعلها تعيد بعضاً من الجمال الذي غاب في تفاصيل القبح المنتشر.

يتضمن الكتاب تحليلًا مستفيضًا لمسيرة فرج فودة وأفكاره المختلفة، ويقدم قراءة معمقة لأفكاره التي واجهت التطرف والهجمات العنيفة.

يضم الكتاب أيضًا قصائد غير معروفة لفرج فودة، بالإضافة إلى وثائق نادرة وضرورية ترصد انحيازه التام للحرية.

في مقدمة الكتاب، يوضح المؤلفان أن كلما أصدر فرج فودة كتاباً، كانت تلاحقه الإشاعات والأكاذيب، ورغم ذلك، كانت شعبيته تتسع. 

ويُبرز الكتاب أهمية تلك الأفكار الجريئة، التي لم تقتصر على مواجهته للتطرف بل تجاوزت ذلك إلى الدفاع عن حرية الفكر والبحث عن مجتمع أكثر إنسانية وتقدماً.

«صرخة فرج فودة» هو عمل توثيقي يروي تفاصيل حياة وأفكار المفكر الراحل فرج فودة، مقدماً صورة شاملة عن تأثيره وآرائه الجريئة التي أثارت الجدل حتى بعد رحيله.

يتناول الكاتب مراحل حياة فودة الدراسية في كلية التجارة بجامعة عين شمس، ويبرز كيف ساهم تعليمه في تشكيل أفكاره المتميزة.

 

ويتناول الكتاب أفكار فودة النقدية وتحدياته للفكر الديني والسياسي السائد في مصر. يشير إلى كتب فودة الهامة مثل "الوفد والمستقبل" و"قبل السقوط"، موضحاً كيف ساهمت في تحفيز النقاش حول الدين والدولة العلمانية.

يلقي الكتاب الضوء على ندوة معرض القاهرة للكتاب التي عقدت في يناير 1992، والتي كانت بمثابة النقطة الفاصلة في حياة فودة. 

يصف الكاتب تفاصيل الحضور الجماهيري الهائل وأجواء النقاش الحامية، مشيراً إلى الأثر الكبير لهذه الندوة في تسليط الضوء على أفكار فودة وتهديدات التطرف التي واجهها.

يقدم الكتاب تفاصيل مؤثرة حول حادثة اغتيال فودة في يونيو 1992، ويعرض كيف أسهمت هذه الحادثة في تأجيج النقاش حول حرية الفكر وحقوق الإنسان في المنطقة.

ينقل الكتاب المشاعر العامة والتأثير الذي أحدثه فقدان فودة في المجتمع الفكري والسياسي.

ينهي الكتاب بالتركيز على إرث فودة وكيفية استمرار تأثيره في الأوساط الثقافية والفكرية، يشدد على أهمية الأفكار التي طرحها فودة كدعوة للتفكير النقدي والعقلاني في مواجهة التطرف.