ترجم الفنان عادل إمام حبه الكبير للمفكر الشهيد فرج فودة بالتعبير عن شخصيته بفيلم الإرهابي، وكان اسمه أولا “ في بيتنا إرهابي“ للمبدع لينين الرملي وإخراج نادر جلال.
كانت أجواء السواد مازالت حالة على مصر في عام 1994، وعرض الفيلم في قاعات السينما تحت حراسة الشرطة.
وجسد الفنان الكبير محمد الدفراوي دور المفكر “ فواد مسعود “ معادلا موضوعيا لفرج فودة؛ حيث أدى الدور بحالة من السلاسة الممتعة، وعبر عن شجاعة شخصية المفكر الذى لا يهاب التهديد ولا يخاف الموت وهو لا يملك في يده سوى “ قلم “ يثير سخرية الإرهابي، لكنه يقتل غروره.
قد روى الكاتب الصحفي الراحل محمود صلاح الذى كان رئيسا لتحرير صحيفة "أخبار الحوادث" أنه فور سماعه بخبر إطلاق النار على المفكر المصرى الراحل، سارع بالذهاب لمكتب فودة، وهناك أبلغوه بنقله لأحد المستشفيات القريبة، فذهب إليها ليجد الفنان الكبير عادل إمام والكاتب الصحفي عادل حمودة يقفان بجوار غرفة العمليات التي يتواجد بها المفكر الراحل.
كان فودة مصابا بإصابات خطيرة في الكبد والأمعاء، وظل ينزف لفترة طويلة وطلب الأطباء كميات كبيرة من الدم له، وعلى الفور أبدى عادل إمام وعادل حمودة استعدادهم للتبرع وشاركتهما نفس الاستعداد، وبعد تحليل فصيلة الدم كانت المفاجأة أن فصيلة دمنا نحن الثلاثة هي نفس فصيلة المفكر الراحل".
وقال لقد تبرعنا بكميات مناسبة، وكان لدينا أمل أن تساهم في إنقاذه وجلسنا نترقب، وندعو الله أن ينجح الأطباء في إنقاذ حياته، حتى خرج الطبيب المعالج وأعلن أمامنا وفاة المفكر الكبير وبعدها فوجئنا بعادل إمام ينهار باكيا وبحرقة ويسقط على الأرض من شدة تأثره وبكائه".
وكشف "محمود صلاح" أن "عادل إمام كان من الأصدقاء المقربين للمفكر الراحل، وكان يزوره كثيرا ويلتقيان معا في مناسبات عدة، فقد توافقا واتفقا فكريا على مواجهة العنف والإرهاب والتطرف، المفكر الراحل بقلمه، وعادل إمام بفنه، وكان فودة داعما لإمام في مواجهته للتطرف والإرهاب بالفن، ومساندا للزعيم عندما عرض مسرحيته الشهيرة "الواد سيد الشغال" 1988 فى أسيوط وقت أن كانت المحافظة تئن جراء عمليات الإرهاب.
وأضاف أن الفنان عادل إمام كان من المتلقين لعزاء الكاتب الراحل بجانب أسرته.
وقال إن فودة نجح في كشف وفضح التيارات الأصولية المتطرفة ودعاة الانغلاق والرجعية وكان سابقا لعصره. وتوقع ما يمكن أن تفعله بمصر والمنطقة، ولذلك قتلوه بعدما رأوا أنه سيكون خطرا عليهم وعلى أفكارهم.
ليس ذلك فقط، فقد رسخت السينما شخصية فرج فودة من خلال فيلم "الإرهابي" الذي تم إنتاجه عام 1994 وكان من تأليف لينين الرملي وإخراج نادر جلال، وبطولة عادل إمام.
وتدور أحداثه حول شاب ينضم لإحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة، وبعد تنفيذه لإحدى العمليات الهجومية الإرهابية، يتم إصابته نتيجة حادث سير، وتضطره الظروف للإقامة مع أسرة وسطية، وبعد العيش معهم والاحتكاك بهم يكتشف أنه كان يتعامل مع المجتمع بمعتقدات خاطئة.
ويتطرق الفيلم فى دقائق معدودة لحادثة اغتيال المفكر فرج فودة الذى كان يؤدى محمد الدفراوي، دوره.
الكاتب الصحفي والروائي إبراهيم عيسي عكف سنتين على كتابة سيناريو فيلم “ فرج فودة “ حيث قرأ كل كتبه ومقالاته وقدم رؤية درامية لسيرة حياة المفكر الشهيد ورشح الفنان محمد ممدوح للقيام بدور فرج فودة للتشابه الكبير بينهما وقد خصنا الكاتب الكبير بنشر مشاهد من سيناريو الفيلم
سيناريو فرج فودة
مشهد ١٤
قاعة نادي هيئة التدريس
نهار داخلي
حشد كبير في قاعة صغيرة نسبيا ، الكراسي مدرجات ، الغالبية من الحضور ملتحية وجزء صغير في الركن لبنات محجبات ، واحدة فقط بينهن غير محجبة وهي الصحفية الشابة فاطمة ، التي تتجه نظراتها للزميل أسامة الصحفي الملتحي لحية خفيفة صاحب الملامح الريفية الجالس أمامها ، الحشد مستغرق في الاستماع المنتبه للشيخ أبو إسماعيل الذي يخطب في ميكرفون وراء مائدة صغيرة متحمسا في الحشد ، بينما يبدو من بعيد دكتور فرج جالسا وسط أثنين واحد
ملتحي والثاني محمود صديق فرج
صلاح : والله كنت أظن أن الدكتور فرج فودة من غير المسلمين لفرط تفلته من الإسلام وعدائه للشريعة حتى علمت أنه فرج على فودة وهو الذي يهاجم من يريد تطبيق الشريعة الإسلامية ويقول لا للسيف والحكم
وهو الذي يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض
وهو الذي يرفض ويهاجم ويتهجم على قول الله تعالى: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون .
بل هذا الرجل يرى الزنا مباحا فليس له مكان في مجتمعنا الإسلامي الحنيف.
تتابع فاطمة بنظراتها ملامح دكتور فرج المبتسم لما يسمع والهادئ تماما كالثلج بينما يهلل الحشد ويزوم
أصوات :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
كافر
الدولة ساكتة عليه الراجل ده
تري أسامة من المتحمسين مع هؤلاء الرافضين بينما يرفع فرج يده طالبا الكلمة وسط تعجبات وهمهمات واستنكار أنه موجود هنا أساسا
. منظم المحاضرة يستفهم بعيونه من الشيخ فيوافق على مضض .
صلاح :
خلينا نسمع
أتحداه أن يرد
يذهب أحدهم بالميكرفون ناحية فرج فيزووم الجموع ضده
أصوات
يوووه
يمسك فرج الميكرفون بينما محمود قلق تماما ، يومى فرج مبتسما
يتكلم لا ينطق الميكرفون .
يتدخل الرجل فيشغل الميكرفون
فرج :
كنت أظن أنني جئت إلى مجلس علم خصوصا أن الندوة منعقدة في محراب نادي هيئة تدريس جامعة القاهرة وأظنها لازالت تشتغل بالعلم لا بالخطابة والرطانة
وليسمح لي الشيخ الفاضل صلاح أبو إسماعيل
وهو ممن يطلق علي نفسه وتطلقون معه صفة العالم أن أخاطبه بكل أدب وتهذيب
ردا على كل هذه الأكاذيب
أصوات :
عندك
انت اللي كداب
التزم حدودك
لا يلتفت لهم فرج بينما يمضي قائلا ببرود وهو يحدق في صلاح أبو إسماعيل الذي لا يخفي توتره وغضبه
فرج :
عن أي شريعة تتحدث يا شيخ عن شريعة إيران أم شريعة النميري والسودان أم عن شريعة أفغانستان، أم عن برنامجك الانتخابي الإسلامي الذي كتبت فيه أن حلولك للزراعة هي نبأ أصحاب الجنة في سورة القلم..
أصوات
إسكت
إنت ح تسخر من القرآن كمان
فرج :
أنتم لا تطيقون نقاشا وتطلبون تصفيقا ،
أنتم لا تتحملون اختلافا وتهرعون سبابا ،
تصفيق من البعض ومنهم فاطمة وغلوشة من الكثيرين والرجل يسحب
الميكرفون من فرج
مشهد ٢٦
قاعة اجتماعات جريدة النور ( جريدة الإسلاميين )
نهار داخلي
قاعة اجتماعات ليس واسعة والأثاث متوسط والذوق ردئ واللوحات الدينية تملأ الجدران ، حمزة رئيس التحرير ملتحي ويرتدي زيا باكستانيا وطاقية باكستاني بينما الصحفيون كلهم شباب ذكور ملتحون لحي متفاوتة الطول والكثافة ، يسمعون بإنصات الرئيس التحرير الذي يتحول فيهم خطيبا
حمزة :
احنا صحافة إسلامية يعني تخدم الإسلام دين الحق ، تعمل الصالح الدعوة ،
لنا رسالة وعقيدة أسمي من رسالة الصحافة اللي درستوها في الكلية ولا بيتكلموا عنها في النقابة ،
يعني عندي خبر مش متحقق من صحته لكن نشره ح يضرب أعداء الله ، يبقي أنشره ومش مهم صحته
فاهمين ،
أه أنا وأنتم نبقي عارفين إنه مش صحيح جايز لكن مش مهم ، مثلا الأخ أسامة جايلي قبل الاجتماع بيقولي نناقش أفكار المدعو فرج فودة،
لا أناقش إيه يا أخ أسامة
ده أنا أنسفه، أفضحه ، أعريه قدام المسلمين ،
نقاشه كأنه ما يقوله يستحق النقاش ،
لا أنا أهينه وأحقره وأفضحه عشان ينفض الناس عن كلامه ، تقولي له حقوق اقولك يروح ياخدها من المحكمة . انما هنا لا حقوق لأعداء الدعوة والإسلام .
ده علماني ملحد كافر محارب للدين يبقي أكيد خمورجي بتاع نسوان وعميل وصهيوني وصليبي ، دي عايزه كلام
مشهد ۲۷
مقر جمعية تضامن
نهار داخلي
قاعة صغيرة تضم العشرات من المثقفين من الجنسين ، من ملابسهم وهيئاتهم جامعيون وطبقة متوسطة وغير ملتحين وغير محجبات ويجلسون في صفوف على مقاعد خشبية بينما المنصة يجلس عليها دكتور فرج ومعه دكتورة نوال السعدواي بشعرها الأبيض وبشرتها السمراء ، يحاضر دكتور فرج بينما نري أسامة وفاطمة يجلسان سويا ضمن الجمهور وتمسك فاطمة بكاسيت صغير تسجل بينما أسامة يمسك دفترا ورقيا يدون فيه
فرج :
يتنادي شباب الجماعات الإسلامية بهدم نظام الدولة بالعنف لأنه في رأيهم فساد وإفساد وجهل وجاهلية وكفر والحاد
ويبتسم المعارضون للنظام مرددين في دواخلهم دعوهم يلقنون النظام درسا ويا حبذا لو أسقطوه
ويبتسم المؤيدون للنظام مرددين في كبرياء هذا شباب طائش لا يعرف حقيقة الايمان ونحن قادرون علي إقناعه ويتناسي المعارضون أن السفينة إن غرقت فبالجميع ويتجاهل المؤيدون أن الكلمة لا تصمد أمام
الخنجر
يتبادل أسامة وفاطمة النظرات ، ونلمح في فاطمة التأثر والموافقة بينما
أسامة يغلي ويتهكم بنظراته.