السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

صحيفة أمريكية: العنف والاستيطان تسببا في تدمير الدعم واسع النطاق لحل الدولتين

الحرب في غزة
الحرب في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية اليوم /الاثنين/ أن حالة العنف المستمرة منذ عشرة شهور في قطاع غزة والاستيطان الإسرائيلي تسبب في تدمير الدعم الواسع النطاق لمقترح حل الدولتين الذي قد ينهي الصراع بين إسرائيل وفلسطين، والذي دفع المنطقة الآن إلى شفا حرب إقليمية من شأنها أن تجر الولايات المتحدة بكل تأكيد.


وأوضحت الصحيفة - في مقال تحليلي لها - أن الولايات المتحدة وأوروبا والعديد من الحكومات العربية تصر على أن الحل الأمثل هو حل الدولتين والذي بموجبه تتعايش إسرائيل والدولة الفلسطينية جنبًا إلى جنب لكن المشكلة هنا تكمن في أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يعودوا يؤمنون بهذا الحل..لافتة إلى أن الأشهر العشرة الماضية كانت بمثابة أكبر انتكاسة منذ عقود لفرص التوصل إلى سلام بالتفاوض حيث أكدت الهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر الماضي لمدة يوم واحد على جنوب إسرائيل والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص والرد الإسرائيلي المدمر الذي خلف أكثر من 40 ألف قتيل في غزة لكلا الجانبين أن جارهم غير المرغوب فيه لا يبالي بحياتهم.
وقالت (وول ستريت جورنال): إنه في الواقع كان الدعم لدولتين متجاورتين يتضاءل منذ أكثر من عقد من الزمان في حين أظهرت استطلاعات الرأي من أواخر التسعينيات وحتى عام 2010، أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين والفلسطينيين يؤيدون حل الدولتين، إلا أن هذا الحل بدأ يتراجع منذ ذلك الحين. 
وأفادت الصحيفة بأنه الآن، لا يؤمن سوى 32% من الفلسطينيين بهذه الصيغة، وفقًا لاستطلاع رأى نُشر في يونيو الماضي، ومن بين الإسرائيليين، انهار الإيمان بالسلام القائم على حل الدولتين إلى 19% مقابل 32% قبل وقت قصير من السابع من أكتوبر الماضي.. وفقًا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث ونُشر في مايو الماضي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن معظم الإسرائيليين والفلسطينيين يدركون أنهم بحاجة إلى إيجاد طريقة لتقاسم الأرض لكنهم لم يعد بإمكانهم رؤية شريك على الجانب الآخر.
وبالنسبة للعديد من الإسرائيليين، أدى هجوم السابع من أكتوبر الماضي إلى تعميق الخوف من وقوع الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة تحت سيطرة حركات مثل حماس ولهذا أصبح بنيامين نتنياهو أطول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل من خلال إضفاء الشرعية على مخاوف الناخبين من التخلي عن السيطرة على الأرض كما يقول المنتقدون.
ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله في خطاب مصور في وقت سابق من هذا العام: "يعلم الجميع أنني الشخص الذي منع لعقود من الزمان إنشاء دولة فلسطينية من شأنها أن تعرض وجودنا للخطر"..لافتة إلى أنه على الرغم من أن هجوم السابع من أكتوبر، وهو أسوأ فشل أمني لإسرائيل على الإطلاق، أثر على شعبية نتنياهو الشخصية، لكنه عزز روايته حول الصراع.
وتُظهر استطلاعات رئيس المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله خليل الشقاقي أن دعم الفلسطينيين لحل الدولتين انخفض منذ عام 2010 بالتزامن مع الاعتقاد المتزايد بأنه لم يعد قابلًا للتنفيذ، حيث قال الشقاقي إن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي المستمر والتحول القومي المؤيد للمستوطنين في السياسة الإسرائيلية جعل الفلسطينيين يكافحون من أجل رؤية أي مجال للتسوية كما ارتفع الدعم للنضال المسلح ضد إسرائيل في نفس الفترة.
وأشارت الصحيفة إلى مخيم جنين للاجئين، وهو متاهة من الأسمنت والكتل الخرسانية، والذي يغطي أحد التلال بالقرب من الحافة الشمالية للضفة الغربية ويطل على الأراضي الزراعية الإسرائيلية الأنيقة، حيث اعتاد أجداد بعض سكان جنين العيش حتى طردوا أو فروا خلال حرب 1948، وعندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية في 1967 بدأت احتلالًا طويلًا.
وقالت: إن الجداريات في المخيم تظهر أطفالًا يحملون مفتاحًا كبيرًا، رمزًا لحلم العودة بينما يلعب المراهقون ببنادق لعبة في شوارع ضيقة مليئة بثقوب إطلاق النار الحقيقية بين القوات الإسرائيلية والمسلحين المحليين، كما تم تجريف الطرق بواسطة الجرافات الإسرائيلية بحثًا عن القنابل المخفية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أحد السكان المحليين قوله:" إذا وافقت إسرائيل على دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة، فإنها ستدعم السلام بكل إخلاص لكن المشكلة ليست فيما أريده، المشكلة في ما ستقدمه إسرائيل، لن يعطونا حدود 1967، ولن يعطونا حتى حدود جنين".
ولفتت الصحيفة إلى أنه قبل فترة ليست بالبعيدة، اقترب الإسرائيليون والفلسطينيون من التوصل إلى اتفاق حيث كانت اتفاقيات أوسلو تحظى بشعبية واسعة النطاق عندما بدأت في عام 1993 عندما اعترفت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، بقيادة فتح، ببعضهما البعض حيث تم إنشاء سلطة فلسطينية لإدارة أجزاء من الضفة الغربية وغزة والتعاون مع إسرائيل، وكان الهدف بناء الثقة وتمهيد الطريق لاتفاق تقسيم نهائي فيما فاز الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وقتذاك بجائزة نوبل للسلام.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) عامي أيالون قوله إنه " في الواقع، لم يكن القادة الإسرائيليون مستعدين بعد لإقامة دولة فلسطينية وكان ذلك بعد الانتفاضة، لقد كنا نكرههم، كل ما كنا نريده هو الأمن".
وقال أحد المسئولين الفلسطينيين "لقد رأى عرفات في الأمر فرصة سياسية، شيئًا من شأنه أن يقودنا إلى دولة لكن إسرائيل نظرت إليه باعتباره ترتيبًا أمنيًا".
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد المستوطنين الإسرائيليين تضاعف في الضفة الغربية خلال سنوات أوسلو، حيث قال أيالون إن توسيع المستوطنات جلب المزيد من الجنود وحواجز الطرق ونقاط التفتيش وعمليات التفتيش العاري والإذلال اليومي للفلسطينيين.. مضيفا: "إن ما أرادوه هو إنهاء الاحتلال، لذا فقد شعر الفلسطينيون بالخيانة".
وقال عيسى عمرو وهو ناشط فلسطيني معروف باحتجاجاته السلمية واعتقالاته المتكررة من قبل الجيش الإسرائيلي: "إنكم تجلسون على الطاولة من أجل التوصل إلى السلام معنا وفي الوقت نفسه تقومون ببناء المزيد والمزيد من المستوطنات، هل هذا يدل على حسن نواياكم؟"..مضيفا:"كانت أوسلو مزيفة منذ البداية، لقد كانت تتعلق بالسيطرة، وليس بالسلام".
وفي النهاية، أدت سلسلة من الحروب القصيرة في غزة بين إسرائيل وحماس إلى تصلب المواقف العامة، ومع تمتع اقتصاد إسرائيل بطفرة مدفوعة بالتكنولوجيا، شعر العديد من الإسرائيليين أنهم بخير، وفقا للصحيفة.