أعلن رئيس وزراء سنغافورة، لورانس وونج، منح امتيازات جديدة للمواطنين، تشمل دعم العاطلين عن العمل، ومنح للإسكان والتدريب، وإجازة الأبوة الإلزامية، وذلك قبل أشهر من الانتخابات التي ستختبر قدرة الحزب الحاكم على الاستمرار.
وتعهد وونج أيضاً بتوفير بيئة ملائمة للأعمال التجارية، وأكد التزامه بتقليل الأعباء التنظيمية إلى أدنى حد ممكن، في أول خطاب رئيسي له منذ توليه المنصب خلفاً للي هسين لونج في مايو الماضي، وفق "بلومبرج".
ومن المقرر أن تجري الدولة المدينة الانتخابات العامة بحلول نوفمبر المقبل.
وفي خطابه بمناسبة اليوم الوطني، قال وونج إن سنغافورة ستقدم دعماً مؤقتاً للعاطلين عن العمل يصل إلى 6 آلاف دولار سنغافوري (4563 دولاراً أمريكياً) لفترة تصل إلى 6 أشهر.
وقالت "بلومبرج" إن قرارات وونج تمثل تحولاً عن الموقف الحكومي القائم منذ فترة طويلة، والرافض لتقديم إعانات البطالة، إذ كانت تركز بدلاً من ذلك على الحوافز التي تبقي المواطنين في سوق العمل، وبلغت نسبة البطالة بين السكان نحو 2.7% في الربع الثاني من العام الجاري.
وقال وونج: "رأينا ما يحدث في الدول الأخرى عندما تتخلف الطبقة المتوسطة الكبيرة؛ عندها يبدأ المجتمع في التفكك والانهيار".
كما أعلن رئيس الوزراء، تقديم بدل تدريب يصل إلى 3 آلاف دولار سنغافوري شهرياً، وزيادة منح الإسكان للأسر ذات الدخل المنخفض، وإجازة الأبوة الإلزامية اعتباراً من أبريل 2025.
وفي تعليق على الخطاب، قال أوجين تان، أستاذ القانون بجامعة إدارة سنغافورة، لـ"بلومبرج": "الرسالة الضمنية كانت أن هذا مجتمع يمكن للجميع أن يزدهر فيه".
وأضاف: "هذا أول وآخر خطاب له في اليوم الوطني قبل الانتخابات العامة، لذا كان الهدف الرئيسي هو تعزيز سمعة حكومة حزب العمل الشعبي".
وكان الحزب الحاكم قد قرر سابقاً أن يخوض وونج، البالغ من العمر 51 عاماً، الانتخابات المقبلة، في سعيه للحصول على تفويض يمدد فترة الحكم غير المنقطعة منذ استقلال سنغافورة في عام 1965.
وسجّل حزب العمل الشعبي أسوأ أداء في تاريخه في انتخابات 2020، رغم فوزه بنسبة 89% من مقاعد البرلمان، حسبما ذكرت "بلومبرج".
عرض عسكري
وتطرق وونج بإيجاز إلى القضايا الجيوسياسية التي تواجه المنطقة، مؤكداً التزام الحذر بشأن تصاعد التنافس بين الولايات المتحدة والصين.
وقال: "نحن نكتب الفصل التالي من قصة سنغافورة وسط حالة من الغموض الشديد حولنا"، مضيفاً أنه "من الواضح أن موقف أميركا تجاه الصين يزداد تشدداً"، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر.
وأكد وونج أن سنغافورة بحاجة إلى حكومة "حكيمة وجريئة" للبقاء، مشيراً إلى إرث أول رئيس وزراء للبلاد، لي كوان يو، والذي يعد الأب المؤسس للدولة.
والأسبوع الماضي، نظمت سنغافورة عرضاً عسكرياً، في إطار احتفالاتها السنوية بعيدها الوطني، استعرضت فيه الأصول العسكرية لدولة احتلت المرتبة الثالثة عالمياً في نصيب الفرد من الإنفاق العسكري عام 2023، بعد أن كانت في المرتبة الخامسة عام 2021، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن هذا العرض العسكري، وهو الأول في عهد رئيس الوزراء الجديد لورانس وونج، جاء في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، وظهور تهديدات سيبرانية جديدة، ما يدفع الدولة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، وإعادة النظر في موقفها التقليدي القائم على الاستعداد والردع.
