الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

فضائيات

داليا عبدالرحيم: حكام إيران يستخدمون القضية الفلسطينية ورقة ضغط في صراعهم الإقليمي

الإعلامية داليا عبدالرحيم
الإعلامية داليا عبدالرحيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنفوجرافًا بعنوان “الضحايا من الشهداء والمصابين ودمار البنية التحتية.. وتأثيرها على الأوضاع الإنسانية في غزة”.

وقالت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، إنه ما أكثر التقارير والبلاغات التي صدرت عن منظمات وهيئات دولية تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان، وما أكثر الشهادات والمتابعات التي سجلها شهود عيان من الإعلاميين والمراقبين الأجانب التي تصف ما جرى ويجري في غزة بأنه حرب إبادة وحرب تطهير عرقي، وأن غزة تعيش في كارثة إنسانية، وأن جيش الاحتلال يرتكب جرائم حرب وفقًا للمواثيق والقوانين الدولية.

وكشفت عن الموقف الإيراني من الحرب على غزة، واستراتيجية طهران في إطالة أمد الحرب على غزة، واستخدامها لحلفائها في المنطقة لتدير من خلالهم ما يُسمى الحرب بالوكالة، وتحريض حكام إيران للشعوب العربية واستغلال غضب الشارع العربي بسبب ما يجري من عدوان ضد أهل غزة للتصعيد ضد الحكومات العربية وتقديم نفسها كقائدة لتيار تحرير فلسطين من خلال تأسيس جبهة ما أسمته "وحدة الساحات"، وأنها البديل عن الدور العربي في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني، ونتوقف أمام تلك الرؤى والمزاعم الإيرانية لنبحث عن حقيقتها ودوافعها، ولنطرح السؤال: ماذا قدمت إيران لنصرة القضية الفلسطنية؟، وما هو الدعم الذي قدمته وتقدمه لأهل غزة الآن؟، وهل خطت خطوات جادة في "القضاء على المشروع الصهيوني" كما تعهد آية الله الخميني منذ أكثر من 45 سنة، وهل غيرت فعليا موازين القوى في الصراع مع إسرائيل؟، ولماذا عدلت شعار الخميني الشهير "تصدير الثورة" إلى شعار "نهج الفوضى الممتدة؟.

واستعرضت ما أسمته إيران "محور المقاومة" والذي تقصد به الجماعات والأحزاب والمليشيات التي تدور في فلكها وتُدار بواسطة قيادات الحرس الثوري الإيراني، موضحة أن واقع الحال يؤكد أن حكام إيران يستخدمون ورقة القضية الفلسطينية كورقة ضغط في صراعهم الإقليمي لتحقيق حلمهم في النفوذ والهيمنة والتمدد وفي مواجهتهم مع الولايات المتحدة وحلفائها على خلفية الطموح النووي الإيراني، ومن ناحية أخرى يستخدمون شعار تحرير فلسطين والقضاء على الصهيونية للاستهلاك المحلي وللتغطية على الأوضاع والأزمات الاقتصادية مع زيادة معدلات البطالة والتضخم وارتفاع مؤشرات الفقر وفي قمع المعارضة، ويكفي هنا أن نُشير إلى أنه مع انشغال العالم بالحرب التي اندلعت في غزة في أكتوبرالماضي أنه تم في الشهر التالي مباشرة (شهر نوفمبر) إعدام أكثر من مائة معارض، ولقد أورد التقرير السنوي الصادر عن منظمة العفو الدولية في إبريل الماضي أن إيران أعدمت خلال عام 2023 وحده 853 شخصًا وهو أعلى معدل إعدامات شهدته إيران منذ انتفاضة "المرأة.. الحياة.. الحرية" في 2015، ومما يجدر الإشارة له أنه بعد كل هذه الشهور من العدوان المستمر على غزة وشحوب وهزالة صورة إيران كداعمة للقضية الفلسطينية، وبعد أن تلقت في الأيام الأولى لاندلاع الحرب تحذيرًا وتهديدًا شديد اللهجة من واشنطون: “إن أمريكا لن تتساهل مع أي تهديد لأمن إسرائيل” لجأت طهران لوكلائها في المنطقة مع حرصها الشديد والواضح في إعلان عدم مسؤليتها عن أي عملية عسكرية تستهدف إسرائيل؛ كما أعلنت وتُعلن عقب الهجمات التي يشنها الحوثيون، ويذهب بعض المختصين بالشأن الإيراني أن رغبة أمريكا والغرب في عدم خوض مواجهة مباشرة مع إيران قد شجعت على تزايد مطامع طهران في التمدد والهيمنة بشكل مباشر أو من خلال أذرعها وحلفائها؛ لكن عندما تغيرت وتشددت اللهجة الأمريكية الغربية عندما تعلق الأمر بأمن إسرائيل ارتدعت إيران وتملصت من دعم المقاومة الفلسطينية خلافًا لرسائل ووعود سابقة أكدت عليها ونشرتها وسائل إعلام إيرانية قبل أيام من انطلاق الحرب، وأمام التحذيرات والتهديدات الأمريكية سارعت إيران وحسن نصرالله زعيم حزب الله بنفي أي علم مسبق أو مسؤلية عن هجمات "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي.

وتابعت: وتلك التصريحات الصادرة عن إيران وحزب الله اللبناني تُناقض تصريحات نُشرت في الإعلام الرسمي الإيراني تتعهد فيها إيران وحزب الله "بالمشاركة في مشروع التحرير العظيم " كما أسماه قيادي بارز في حماس، وهو نفس المعنى الذي أكد عليه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في رسالة إلى قائد كتائب عز الدين القسام نُشرت في الإعلام الرسمي الإيراني قبل أيام  من عملية "طوفان الأقصى"؛ حيث أكد المسؤل الإيراني وفق نص الرسالة "إن إيران وحلفائها سينخرطون في المعركة ضد إسرائيل"، ويبقى أمر جدير بالرصد أن الشارع الإيراني والذي شهد حراكًا وتظاهرات حاشدة عديدة خلال العام الماضي على خلفية مطالب اجتماعية وسياسية خاصة بالداخل الإيراني ومطالبة بالتغيير وتحسين الأوضاع المعيشية لم يشهد تظاهرات على ذات القدر داعمة لغزة، ولم يسع حكام إيران من جانبهم لتسيير أو دعوة الشعب الإيراني للخروج في مسيرات مؤيدة للفلسطينيين.