انتشرت فى الفترة الأخيرة العديد من جرائم الدهس التي يتسبب فيها أطفال أحداث دون سن الـ ١٨ عاما.. الأمر الذى يُسفر عن وفاة العديد من الأبرياء بسبب تهور الأطفال في قيادة السيارات بسرعات زائدة .
وبعد انتشار تلك الوقائع حدثت موجة غضب كبيرة فى الشارع المصرى بسبب الرعونة والتهور من قيادة السيارات لمن هم دون الـ ١٨ عاما، الأمر الذى دفع النيابة العامة للتصدى بقوة وحزم لتلك الظاهرة البغيضة التى أصبحت تمثل خطرا حقيقيا على الشعب المصري.
فى البداية؛ قال صلاح الطحاوى الفقيه القانونى وأستاذ القانون الدولى إن التهور الكبير الذى يرتكبه الأطفال الصغار دون سن الـ ١٨ يقودنا إلى ظاهرة خطيرة تمثل قنبلة موقوتة فى الشارع المصرى وخاصة بعد تكرار الوقائع فى الفترة الأخيرة.
وأكد الطحاوى خلال تصريحات خاصة لـ''البوابة'' أن العقوبات المقررة هنا تخص الأطفال دون الـ ١٨، ولهذا يتم نظر كل الجرائم المرتكبة من خلال محكمة جنح الأحداث التى يتولاها قاض ينظر فى المخالفات والجنح والذى يتولى حماية الأطفال المعرضين للخطر، أو محكمة جنايات الأحداث، وهى غرفة ابتدائية تتكون من رئيس وعضوين وتنظر القضايا الجنائية المعروضة على محكمة الأحداث.
وتابع: لذلك يعاقبون طبقا لقانون الطفل والذى حدد تعريفه فى مادته رقم ٢ من قانون الطفل رقم ١٢ لسنة ١٩٩٦ والمعدل بالقانون رقم ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ : يقصد بالطفل فى مجال الرعاية المنصوص عليها فى هذا القانون كل من لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة سنة ميلادية كاملة.
وأضاف الفقيه القانونى أن العقوبات فى قانون الطفل طبقا لنص المادة ١٢٢ فقرة ٢: أن تختص محكمة الطفل دون غيرها بالنظر فى أمر الطفل عند اتهامه فى إحدى الجرائم أو تعرضه للانحراف، كما تختص بالفصل فى الجرائم المنصوص عليها فى المواد من ١١٣ إلى ١١٦ والمادة ١١٩ من هذا القانون.
وتابع: المادة ١١١ من قانون الطفل : لا يحكم بالإعدام ولا بالسجن المؤبد ولا بالسجن المشدد على المتهم الذى لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة ميلادية كاملة وقت ارتكاب الجريمة"، ومع عدم الإخلال بحكم المادة "١٧" من قانون العقوبات، إذا ارتكب الطفل الذى تجاوزت سنه خمس عشرة سنة جريمة عقوبتها الإعدام أو السجن المؤبد أو السجن المشدد يحكم عليه بالسجن، وإذا كانت الجريمة عقوبتها السجن يحكم عليه بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.
استثناء وحيد
وتحدث الدكتور صلاح الطحاوى عن استثناء وحيد للأطفال دون ١٨ عاما ويضعهم فى نفس العقوبة المقررة مع الكبار، وهو فى حالة اشتراك الطفل مع متهمين بالغين بقضية واحدة.. وفى هذه الحالة يحاكم الطفل طبقا لنص الماده ٢٣٨ و٢٤٠ من قانون العقوبات ويشترط للاستثناء هذا وفاة ٣ أشخاص على الأقل.
وتنص المادة ٢٣٨، من قانون العقوبات والتى تنص على أنه : من تسبب خطأ فى موت شخص بأن كان ذلك ناشئًا عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تتجاوز مائتى جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين".
وتكون العقوبة هى الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ٥ سنوات وغرامة لا تقل عن مائة ولا تجاوز ٥٠٠ جنيه، أو بإحدى العقوبتين إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجانى إخلالاً جسيمًا بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطيًا مسكرًا أو مخدرًا عند ارتكابه الخطأ الذى نجم عنه الحادث، أو امتنع وقت الحادث عن مساعدة من وقعت عليه الجريمة أو عن طلب المساعدة له مع تمكنه من ذلك.
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ٧ سنوات إذا نشأ عن الفعل وفاة أكثر من ثلاثة أشخاص، فإذا توافر ظرف آخر من الظروف الواردة فى الفقرة السابقة كانت العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على عشر سنوات.
وفى حالة الأطفال الصغار تختص محكمة الأسرة وحدها بمحاكمة الطفل وتحكم عليه بتدابير منها اللوم أو التسليم للأهل مع التعهد برعايته أو العمل أو الايداع بإحدى مؤسسات الرعاية حتى يبلغ سن ١٥ سنة، وبعد ذلك يحاكم حسب نصوص القانون للبالغين والتى تتوافق مع نص الماده ١١١ من قانون الطفل والذى وضع أقصى عقوبة قانونية للطفل البالغ عمره ١٥ سنة.
وناشد الطحاوى أولياء الأمور بالحرص على عدم ترك السيارات لأطفالهم إلا بعد إتمام السن القانونية للقيادة بعد استخراج رخصة قيادة، منعا للمشاركة فى دهس الأبرياء بسبب السرعات الزائدة والتهور فى قيادة السيارات
ومن أبرز وقائع الدهس فى الفترة الأخيرة
حادث نجل الفنان أحمد رزق
تلقت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن الجيزة ، بمايو الماضي، بلاغاً يفيد بوقوع حادث مرورى ووجود مصابين بمدينة السادس من أكتوبر وعلى الفور انتقلت الخدمات الأمنية وتبين اصطدام دراجة سكوتر يستقلها عمر أحمد رزق ١٥ عاما، طالب، نجل الفنان أحمد رزق مصاب، عمر محمد ١٥ عاما، طالب مصاب.
وتبين انه أثناء سير الأول بدراجة كهربائية سكوتر وبصحبته الثانى عكس الاتجاه بكمبوند فى أكتوبر اصطدم بدراجة نارية يقودها علاء عماد ٢٠ عاما، مصابا .
ونقل المصابون إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتوفى عامل الدليفرى بعد عدة أشهر متأثراً بالإصابات التى لحقت به، وصرحت النيابة بدفن الجثة.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن نجل الفنان أحمد رزق، كان يقود دراجة نارية بصحبة صديقه وانحرف عن مساره، وسار عكس الاتجاه وتصادف سير دراجة نارية يستقلها عامل دليفري، ما أسفر عن حادث تصادم.
حادث دهس طفل بالمقطم
كانت النيابة العامة قد تلقت إخطارًا بوقوع حادث سير حال قيادة المتهم الطفل ١٥ سنة، لمركبة ويسير بها عكس اتجاه السير بدائرة قسم شرطة المقطم؛ نتج عنه إصابة طفل ٩ سنوات، بإصابات بالغة أثناء عبوره للطريق.
وباشرت النيابة العامة التحقيقات، واستجوبت المتهم الطفل فأقر بارتكابه للحادث، وأضاف أن والده هو من مكنه من قيادة السيارة.
وباستجواب والد الطفل، أقر بصحة قيادة نجله للمركبة محل الحادث، وبمطالعة النيابة العامة لمقطع مصور- قُدم من أهلية المجنى عليه، تبين قيادة الطفل المتهم للمركبة عكس اتجاه السير ودهسه للطفل المجنى عليه، وقد أسفرت تحريات الشرطة عن صحة ارتكاب المتهم الطفل للواقعة وتمكين والده له من قيادة السيارة.
وأمرت النيابة العامة بحبس الطفل ووالده احتياطيًا، وجارٍ استكمال التحقيقات.
