الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

فيلم الملحد| رفض وانقسام قبل العرض السينمائي.. هل الرقابة الفنية حائط صد لحماية المجتمع أم صخرة لتحطيم أحلام المبدعين؟

الملحد
الملحد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طارق الشناوي: الرقابة الفنية متشددة في مجتمعنا العربي وتحديد الشريحة العمرية أحد أهم حلول أزمات الرقابة 

ماجدة موريس: كيف يرفض المجتمع عمل فني ويحكم عليه دون مشاهدته؟

أيمن سلامة: أنا ضد المنع والأزمة في النظرة للفن مازالت بها مشكلة لدى البعض

 

منذ الإعلان عن فيلم "الملحد"، وبمجرد طرح الاسم الفني للعمل، انتفض المجتمع بحالة جدل كبير، وأشبه بالرفض خاصةً وأن مؤلف العمل هو الكاتب إبراهيم عيسى، والذى يثير موجات الغضب المعتاد حول بعض الآراء الدينية.

وبمجرد "تكوين" أركان اسم المؤلف واسم الفيلم، نتأكد من إثارة موجات الجدل والغضب المجتمعي، وهو ما تحقق للدرجة التي جعلت الفيلم المنتظر عرضه ١٣ أغسطس الماضي لم يفتتح عرضه الخاص.

وتم تأجيل طرحه بدور العرض السينمائي، لتزداد الانقسامات داخل المجتمع الفني بين النقاد والكتاب والجماهير، وينضم فيلم "الملحد" إلى طابور الأعمال المثيرة للجدل.

وتطرح "البوابة" التساؤل حول دور الرقابة الفنية على الأعمال، وهل تعتبر حائط صد لحماية المجتمع، أم صخرة تتحطم عليها أحلام المبدعين؟.. 

أكد الناقد الفني طارق الشناوي أن فيلم "الملحد" تم الهجوم والرفض قبل مشاهدة العمل، وهو ما يمثل مشكلة كبيرة في التقييم وبناء الآراء على المنطق، وكيف نرفض منتجا فنيًا لم نشاهده.

وأضاف الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات خاصة لـ"البوابة" أننا جميعًا على يقين أنه لا يوجد عمل فني في عالمنا العربي يروج للإلحاد، ولكن أقصى ما يمكن أن تقبله الرقابة تقديم شخصية الملحد فقط لا غير، وأنا على يقين أن هناك أصواتا عاقلة ستساعد في عرض الفيلم خلال أيام، خاصةً وأن صناع العمل أبدوا مرونة كبيرة في تغيير بعض المشاهد.

واستطرد الشناوي حديثه أن هناك العديد من الرقابات في عالمنا العربي على قدر من التشدد، والحل المثالي والذى تم تطبيقه هو تحديد الشريحة العمرية في بداية العمل، وهو ما يسمح بعرض الإبداع والأفكار طبقا للفئة العمرية المناسبة وفى هذه الحالة تكون العصمة في يد المتلقي.

واختتم الناقد الفني طارق الشناوي، أن الأهم والأكثر فائدة من المنع هو تثقيف الشعب، وهنا لن تخشي من أي أفكار يتم عرضها لأن قوام الفكر لدى المتلقي أصبح قويا، ولن يهتز أو يتأثر بأى فكرة.

فى سياق متصل؛ استنكرت الناقدة الفنية ماجدة موريس حالة الجدل المفرغ حول فيلم "الملحد"، حيث وصفت أن الجدال السليم يأتى بعد المشاهدة وتكوين الآراء، أما حالة الرفض المسبق فهي تمثل مؤشرا خطيرا على حرية التعبير الفنى.

وأضافت الناقدة الفنية ماجدة موريس في تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن الجميع أعلن الرفض دون رؤية المنتج النهائي، وهو مؤشر قد يصيب البعض بالذعر من الابتكار الفني والإبداعي، وهو ما يحرمنا من تباين الأفكار التي تساهم في تقدم المجتمعات.

وأكدت موريس أن هناك العديد من النماذج لأعمال فنية التي أثارت الجدل، وجاءت مصاحبة بهجوم شديد، ولكن في الأخير تم عرضها واكتشف الكثير أن الأمر لم يظهر كما كان يظن، وأبرز تلك الأعمال فيلم بحب السيما، جنة الشياطين، ناجى العلى والذى دفع فيه الفنان نور الشريف ثمنًا باهظًا من الهجوم.

واختتمت الناقدة الفنية ماجدة موريس أنه لابد من عرض الفيلم والسماح بتقديم رؤي فنية مختلفة، والفن أحد أهم منافذ الرسائل المجتمعية، وترقى وتتقدم به الشعوب، وعلينا تقبل الأفكار والاعتراض والاختلاف حق، ولكن بتحضر ودون منع.

من جهته؛ أكد الكاتب أيمن سلامة أن ما يحدث من منع أو ضغوط على أي عمل فنى هو شيء مرفوض رفضًا تامًا، ويمثل خطورة شديدة على الفن ويهدد الإبداع، ولا يبني المجتمع بشكل سليم، لأن الفن هو أحد أهم منابع الأفكار والبناء الثقافي للمجتمعات.

وشدد الكاتب والسيناريست أيمن سلامة في تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن دور الرقابة هو مجرد استرشادي لا حجب أو منع أي عمل فني، وهي فقط للفصل فيما يمثل فتنة طائفية، أو ما يخالف الآداب والأعراف والتقاليد المجتمعية، خلاف ذلك هناك حالات من الرفض المجتمعي لبعض الأعمال الفنية قبل رؤيتها، وهو ما يؤكد أن الأفكار تحارب حتى قبل عرضها.

وأكمل سلامة أن المشكلة الأساسية تكمن في نظرة المجتمع للفن، وعدم وضعه في مكانه ومكانته الصحيحة، وهذا عامل هام جدًا في الكثير من الأزمات التي تثار حول الرقابة وأفكار المنع، وهو ما أدى إلى تأخرنا فنيًا، على عكس ستجد أن الجميع سبقونا لتقديرهم لقدرة الفن على تغيير الثقافة المجتمعية، ومعالجة ومناقشة القضايا الهامة، إلى جانب الترفيه بلا شك.

وأضاف الكاتب والسيناريست أيمن سلامة أن المنع ليس حلًا، بل على العكس في بعض الأحيان يمثل حالة من الشغف والفضول لدى الجمهور لرؤية العمل، بما يعني أنه في كل الأحوال لن تجد من المنع فائدة.

تعليق الكاتب إبراهيم عيسى مؤلف العمل 

علق الكاتب إبراهيم عيسى مؤلف فيلم "الملحد" على مطالبات منع طرح الفيلم بدور العرض السينمائي، وعن تأجيله عن ميعاد عرضه، بتشبيه تلك الصدامات بما حدث سابقا.

وأكد عيسي في رسالته “‏ماذا فعل العظيم نجيب محفوظ حين منعوا روايته ”أولاد حارتنا"؟ كتب رواية جديدة، وماذا فعل العظيم عبدالرحمن الشرقاوي حين منعوا عرض مسرحيته "الحسين ثائرا"، كتب مسرحية جديدة.

وتابع الكاتب إبراهيم عيسى رسالته "واستمرت أولاد حارتنا والحسين ثائرا يقرأها جيل وراء جيل وعاشت كلماتهم خالدة في الوجدان والعقل، الفن أقوى من المنع ومن الرصاص بل ومن الموت، يموت المفكر وتخلد الفكرة، يموت الفنان ويخلد فنه".

الراحل مصطفى درويش يبرأ فيلم "الملحد" رغم انسحابه من العمل

أعلن الفنان الراحل مصطفي درويش انسحابه من بطولة فيلم “الملحد”، وأعلن ذلك بعد تصوير أربعة أيام من التحضيرات الخاصة بالعمل.

وفاجأ الراحل مصطفى درويش الجميع بمنشور على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يعلن فيه انسحابه من العمل، وأنه لن يكون أداة لهدم دينه، وأنه يري أن الكاتب إبراهيم عيسى يمارس خطة ممنهجة  ضد الدين".

واختتم الراحل مصطفى درويش منشوره أن فيلم “الملحد” قصة لا يوجد بها أي شيء يشجع على الإلحاد، وتلك الشهادة في حق الصناع وأبطاله.