تسعى مصر بقوة نحو التحول إلى مركز عالمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر كجزء من استراتيجيتها الوطنية للطاقة النظيفة، حيث أعلنت الحكومة مؤخرًا عن إطلاق هذه الاستراتيجية الطموحة التي تهدف إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية، تماشيًا مع رؤية مصر 2030.
وتعد هذه الاستراتيجية خطوة هامة في إطار التزام مصر بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بتغير المناخ، وخاصة اتفاقية باريس للمناخ، والتي تهدف إلى الحفاظ على زيادة درجة الحرارة العالمية ضمن حد آمن.
أهداف الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون
تتطلع مصر إلى تحقيق عدة أهداف من خلال هذه الاستراتيجية، أبرزها تعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كمصدر رئيسي لإنتاج الهيدروجين. كما تسعى إلى تخفيض الاعتماد على الوقود الأحفوري والحد من الانبعاثات الكربونية، بما يعزز من جهودها في مكافحة تغير المناخ، ومن المتوقع أن يسهم تنفيذ هذه الاستراتيجية في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مصر بشكل كبير، ما يجعلها رائدة في هذا المجال على المستوى الإقليمي والدولي.
التعاون الدولي ودور القطاع الخاص
تسعى مصر إلى جذب استثمارات ضخمة من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين والقطاع الخاص. وقد تم إعداد الاستراتيجية بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مما يعكس الثقة الدولية في جهود مصر لتحقيق تنمية مستدامة، بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء "المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر" في عام 2023 بهدف توحيد جهود الدولة وتنسيق السياسات المتعلقة بالهيدروجين الأخضر، ما يعزز من كفاءة التنفيذ ويسرع من وتيرة تحقيق الأهداف المرجوة.
الموقع الاستراتيجي لمصر ومواردها الطبيعية
تعتمد الاستراتيجية على الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر ومواردها الطبيعية الوفيرة، حيث تتمتع مصر بظروف طبيعية مثالية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، خاصة مع توفر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بكميات كبيرة، مما يمكنها من أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الهيدروجين العالمي، علاوة على ان المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تعد محورا رئيسيًا لهذه الاستراتيجية، حيث تستحوذ على 85% من مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر، كما تهدف الاستراتيجية إلى تحويل هذه المنطقة إلى مركز عالمي لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى الأسواق الأوروبية والأسيوية، مستفيدة من القرب الجغرافي لهذه الأسواق والطلب المتزايد على مصادر الطاقة النظيفة.
ومن المتوقع أن تسهم الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون في زيادة الناتج المحلي الإجمالي لمصر بحوالي 18 مليار دولار بحلول عام 2040، وذلك بفضل المشاريع الاستثمارية الكبيرة المتوقعة في هذا القطاع. بالإضافة إلى ذلك، سيتم توفير أكثر من 100 ألف وظيفة جديدة في مختلف المجالات المرتبطة بإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، مما يسهم في تحسين مستويات المعيشة وتقليل معدلات البطالة.
الاستدامة وأمن الطاقة
تلعب الاستدامة دورًا محوريًا في هذه الاستراتيجية، حيث تهدف إلى تحقيق أمن الطاقة من خلال تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى ذلك، ستساعد الاستراتيجية في تعزيز قدرة مصر على مواجهة التحديات البيئية العالمية، مثل تغير المناخ والتلوث البيئي، يُتوقع أن تسهم هذه الجهود في تحسين جودة الهواء وتقليل التأثيرات الصحية السلبية على المواطنين، مما يعزز من مستوى المعيشة والصحة العامة.
أنواع الهيدروجين
"يعد الهيدروجين واحد من أكثر العناصر انتشارًا في الكون، وهو يلعب دورًا حيويًا في العديد من الصناعات والتطبيقات، على الرغم من أن الهيدروجين لا يمتلك لونًا بشكل طبيعي، إلا أن هناك رموزًا تُستخدم للتمييز بين أنواعه المختلفة،فعلى سبيل المثال، إذا كان الهيدروجين صافيًا، فإن لهبه لا يظهر بأي لون محدد، اما إذا كان لهبه يميل إلى الزرقة، فهذا يشير إلى وجود الكبريت، بينما يشير لهب أصفر اللون إلى وجود شوائب مختلفة، وفقا لما ذكره المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في ديسمبر 2023.