قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الحزب الديمقراطي يستعد لبدء مؤتمره الترشيحي المقرر بعد غد الاثنين في شيكاغو، حيث يعكف على إبراز صعود كامالا هاريس في ظل التغيرات الكبيرة التي شهدها السباق الانتخابي لعام 2024.
وذكرت الصحيفة -على موقعها الإلكتروني، السبت- أنه قبل شهر، شاهد الديمقراطيون بحسد واستياء كيف أظهر الجمهوريون حماستهم ووحدتهم خلال مؤتمرهم الحزبي الذي سلط الضوء على هيمنة دونالد ترامب في السباق ضد الرئيس جو بايدن.
وتابعت قائلة" "الآن وبعد حدوث تحول كبير في الأجواء السياسية، يشعر الديمقراطيون بالتفاؤل مع ظهور مرشح جديد. سيتحدث بايدن في اليوم الأول من المؤتمر قبل مغادرته، وهو تغيير رمزي يبرز كيف أثر قراره بإنهاء حملته الانتخابية بشكل مفاجئ على السباق.. وستختتم هاريس البرنامج يوم الخميس بخطاب يهدف إلى تقديم نفسها للأمة وتسليط الضوء على الطابع التاريخي لترشحها المفاجئ. وهذا التحول غير المسبوق زاد من عدم التنبؤ الذي يميز الانتخابات التي شهدت مناظرة غير مسبوقة، وإدانة أحد المرشحين، ومحاولة اغتيال خلال تجمع سياسي".
بدوره.. قال جوليان زليزر، المؤرخ الرئاسي بجامعة برينستون: "إنه لأمر رائع. انتخابات مهمة للغاية، جعلت المؤتمر الديمقراطي مثيرا من البداية، والآن أصبح مختلفا تماما".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من التغيرات الكبيرة في المؤتمر، سيستمر التركيز على انتقادات ترامب، الذي شهدت حملته اضطرابات منذ أن نجا من محاولة اغتيال الشهر الماضي. وفي الأيام الأخيرة، أظهر ترامب ضعفا في خطاباته، حيث أظهرت الاستطلاعات تراجعه في السباق أمام هاريس.
ويأمل الديمقراطيون أن يساعد المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام في تعزيز زخمهم، متوازنين بين هجومهم على ترامب ودعم هاريس وزميلها في الترشح، حاكم مينيسوتا تيم والز، في أذهان الناخبين المتأرجحين.
ومع ذلك، فإن التظاهرات خارج قاعة المؤتمر ستبرز بعض الانقسامات المستمرة. فقد وعد المتظاهرون بجلب عشرات الآلاف إلى شيكاغو للاحتجاج على الحرب في غزة ودعم إدارة بايدن لإسرائيل.
ويعتزم مساعدو هاريس استخدام المؤتمر لتقديمها للجمهور ولإظهار تباينها مع ترامب، وفقا لما قاله مايكل تايلر، مدير الاتصالات لحملتها.
وسيشهد المؤتمر حضور قادة ديمقراطيين بارزين، بما في ذلك الرؤساء السابقون باراك أوباما وبيل كلينتون، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. كما يُتوقع حضور العديد من المشاهير، مما يشير إلى أن هاريس قد تتمكن من خلق حركة ثقافية مشابهة لتلك التي فشل بايدن في تحقيقها.
ورغم أن الديمقراطيين يخططون للاحتفال بتحسن وضعهم السياسي تحت قيادة هاريس، يأمل المسؤولون في توصيل الرسالة بأن المنافسة ضد ترامب لا تزال متقاربة.
وقال تايلر: "نحن نعلم أن هذه الانتخابات ستعتمد على آلاف الأصوات في عدد قليل من الولايات".
وستواجه هاريس في شيكاغو مهمة حساسة تتمثل في الاحتفال بإنجازات بايدن مع محاولة التباعد عن المؤشرات المنخفضة التي حصل عليها من الناخبين بشأن التضخم والهجرة وقضايا أخرى.
وسعى الجمهوريون لربط هاريس ببايدن وتصويرها كمرشحة أكثر ليبرالية، مشيرين إلى المواقف التي تبنتها خلال حملتها الرئاسية غير الناجحة قبل خمس سنوات. وقد تبرأت هاريس منذ ذلك الحين من العديد من تلك المواقف.