من حقل ألغام إلى مدينة عالمية.. تلك هي الحقيقة التي تجسدت على أرض الواقع في العلمين الجديدة، فبجهود جبارة تحولت المدينة إلى مقصد سياحي مرموق ضمن أفضل المدن في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث جذبت أعدادًا كبيرة من السياح داخليًا وخارجيًا، واليوم تستكمل خطوات التنمية بتسليم الوحدات السكنية للمواطنين.
وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، احتفالية تسليم وحدات سكنية في العلمين الجديدة، أمس السبت.
وشدد «مدبولي» خلال كلمته على هامش الاحتفالية على أن العلمين لم تعد مدينة صيفية فقط او مقصد للمصطافين، بل أصبحت مدينة متكاملة تعمل على مدار العام، بعد ربط المدينة بشبكة نقل إقليمية ووطنية من خلال محطة قطار الكهرباء السريع، ولدينا مطار يخدم هذه المدينة بحيث تكون هذه المدينة مقصدًا عالميًا للسياحة.
وخلال الاحتفالية تم تسليم عقود عدد من الوحدات السكنية بمدينة العلمين الجديدة، في عدد من المشروعات الكبيرة التي بدأت بمدينة العلمين الجديدة، مثل مشروع الأبراج، والداون تاون، ومشروع مزارين، بالإضافة إلى الحي اللاتيني، ومشروع "سكن لكل المصريين".
ولفت رئيس الوزراء إلى أن أهمية مدينة العلمين الجديدة، التي تعد إنجاز تحقق نتيجة 6 أو 7 سنوات من العمل، وتحولت فيها هذه المنطقة من صحراء قاحلة تعاني من مشكلة وجود الألغام بها نتيجة أنها كانت مسرحا لعمليات الحرب العالمية الثانية، إلى مدينة تغيرت ملامحها بالكامل بفضل التنمية التي شهدتها، وهو ما يؤكد أن الإنسان المصري قادر على فعل كل شئ مهما كان صعبا، وهذا ليس قولا مرسلا، بل نتيجة عمل شاق خلال بضع سنوات قليلة.
وأكد رئيس الوزراء أننا لا نبني مدينة موسمية، بل كما قال وزير الإسكان مدينة متكاملة، ولدينا رغبة قوية في عدم تكرار ما سبق على مدار عقود طويلة، من تخطيط الشريط الساحليّ ليكون منطقة منتجعات صيفية وقرى سياحية لفئات محددة، بل نحن نبني مدينة تتوافر بها جميع المناطق الخدمية، مثل المناطق: الصناعية، والإدارية، والتعليمية، والصحية، وغيرها من الخدمات المتوافرة التي تجعل هذه المدينة تعمل على مدار العام مثلها مثل أي مدينة أخرى، وهو ما بدأنا بالفعل في تحقيقه.
وتابع: “قمنا بربط هذه المدينة بشبكة نقل إقليمي ووطني، من خلال محطة القطار الكهربائي السريع، بالإضافة إلى مطار يخدم المدينة، وهو ما يجعل المدينة مقصدا عالميا للسياحة، وقد لوحظ ذلك من خلال عدد من الفعاليات التي تتم على أرض هذه المدينة الساحرة، كما أن هناك عددا كبيرا من الجنسيات الأجنبية يتوافد على منطقة الساحل الشمالي الغربي، ولاسيما مدينة العلمين الجديدة، وهو أمر يغمرنا بالسعادة”.
ليست مدينة للأثرياء
وشدد مدبولي على أن المدينة لم تبنى للأثرياء فقط، حيث يتوافر بها جميع أنماط الإسكان لمختلف شرائح المجتمع، مثل الإسكان الاجتماعي الذي تبلغ مساحة الوحدة السكنية به 90 مترا، وأقامتها الدولة لشبابها في كل مكان، و" سكن لكل المصريين"، والذي تتراوح فيه المساحات بين 100 و120 مترا.
وأشار إلى أنه أثناء جولته خلال الأسبوعين الماضيين، صادف أحد المواطنين الذي وجه الشكر على تحقيق الدولة حلمه بتوفير وحدة سكنية كاملة بالمدينة في منطقة يتوافر بها جميع الخدمات المطلوبة، بعد أن كان يحلم بغرفة واحدة فقط في مدينة العلمين الجديدة، كأسرة متوسطة، حيث أشاد المواطن بحصوله على هذه الوحدة بجودة عالية، وهذا نموذج لمواطن بسيط، بعد أن كانت منطقة الساحل الشمالي، بداية من منطقة سيدي كرير، وغيرها من المناطق حتى هنا كانت حكرا على فئات معينة، حيث لم يكن أحد يستطيع أن يقترب من الشاطئ، بخلاف ساكني هذه القرى فقط.
وتابع: "في مدينة العلمين الجديدة هناك كورنيش عالمي متاح لجميع المواطنين، كما أنه هناك شاطئا عاما تم تجهيزه لخدمة المواطنين؛ سواء المقيمين بالعلمين، أو المترددين عليها، وهو ما يؤكد أن هذه المدينة متاحة لكل المصريين.
خبراء: مصر نجحت في تحويل أنظار العالم إلى العلمين
وفي هذا الشأن، علق الخبير الاقتصادي، الدكتور هشام إبراهيم، قائلا: "إن المدينة بالفعل تعد إنجازًا على أرض الواقع بعدما ظلت لسنوات من كونها منطقة صحراوية مليئة بالألغام".
وأضاف الخبير الاقتصادي أن توجه الدولة نحو تعمير الساحل الشمالي وبناء العديد من المدن الجديدة خطوة مهمة تنهي حقبة طويلة أهدرت خلالها مقومات هذه البقعة الساحرة من أرض مصر، حيث اقتصرت على مجموعات صغيرة من الوحدات المصيفية والشاليهات، لتتحول إلى متنزه مفتوح طوال العام للمصريين والعرب والأجانب.
وتابع: «الطفرة التنموية التي بدأتها الدولة المصرية دفعت المستثمرين للإسراع في ضخ المزيد من الأموال على سواحل المتوسط وتحويلها على منافس كبير للشواطئ الأوروبية، وأبرز مثال على ذلك مشروع رأس الحكمة».
من جهته، قال الدكتور حسام هزاع، الخبير السياحي، إن العلمين الجديدة تحولت إلى مقصد سياحي مرموق ومعروف في منطقة الشرق الأوسط، بعدما ظلت مجرد منطقة خطرة مليئة بالألغام.
وأضاف "هزاع"، «ما بذلته مصر من جهود متتالية خلال السنوات الأخيرة نجح في تحويل ولفت أنظار سياح العالم إلى العلمين، التي أضحت بلا شك إحدى البقاع والوجهات السياحية المميزة ليس في مصر فقط بل في الشرق الأوسط وسواحل البحر المتوسط، عبر دعم المدينة بالعديد من المقومات الأساسية الهامة مثل الخدمات والتكنولوجيا ومطار العلمين».