حصد الفيلم الفلسطيني القصير ما بعد للمخرجة مها حاج جائزتي Pardino d’Oro Swiss Life (جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير) وهذا في عرضه العالمي الأول بالمسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي بسويسرا، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الشباب المستقلة وتسلمت المخرجة الجائزتين في حفل الختام الذي أقيم اليوم السبت.
واستقبل الجمهور الفيلم بحفاوة شديدة وتلقى إشادات نقدية هائلة، منها وصف الناقد محمد رُضا للفيلم بأنه أحد أفضل الأفلام التي شاهدها هذا العام وأشاد بالأداء التمثيلي في الفيلم "تمثيل عرين عمري ومحمد بكري مثل عزفٍ موسيقي ثنائي متجانس".
وأضاف: "كل شيء في مكانه والإيقاع متنقلٌ، لكنه غير مستعجل للوصول إلى تلك المفاجأة التي كان يمكن لها أن تُهدر فيما لو أن المعالجة الإجمالية لم تكن واحدة منذ البداية".
وفي حديثها عن الفيلم، تقول مها حاج: "أحداث فيلم ما بعد تأتي على خلفية الصراع الدائم في غزة، وهو رثاء وشهادة على قوة الروح الإنسانية التي لا تُقهر. في عالم تحدده المعاناة، تعد رحلة سليمان ولبنى بمثابة تذكير مؤثر بالقوة السحرية والقدرة غير المحدودة للخيال البشري".
وتابعت: "من خلال قصة تدور أحداثها في المستقبل، يواجه هذا الفيلم الواقع الصارخ لأمة مزقتها عقود من الصراع. لا توجد إجابات سهلة، ولا حلول سياسية لتخفيف معاناة الآباء الذين فقدوا كل شيء. وهكذا، فإنه ينكشف في عالم غير مقيد بالزمان أو المكان - وهو انعكاس مؤثر للخسارة التي لا يمكن تعويضها والتي تتحدى الحدود الدنيوية".
تدور أحداث الفيلم حول سليمان ولبنى، زوجان منعزلان، يتعرض خيالهما المصون بعناية للتهديد عندما يستحضر شخص غريب غير مدعو حقيقة مؤلمة. يعيش سليمان ولبنى في مزرعة منعزلة. يهتمون بالأشجار، ويُجرون مناقشات ساخنة ومستمرة حول خيارات حياة أطفالهما الخمسة. وفي أحد الأيام يصل شخص غريب إلى منزلهما ليكشف حقيقة مروعة.
الفيلم من تأليف وإخراج مها حاج وبطولة محمد بكري الذي حصل على العديد من الجوائز عن أعماله، منها جائزة الإنجاز الإبداعي في مهرجان الجونة السينمائي، ويشاركه البطولة عرين العمري وعامر حليحل ومدير تصوير أوغستين بونيه ومونتاج فيرونيك لانج ومهندس الديكور ساهر دويري وموسيقى منذر عودة وصوت محمد أبو حمد.
الفيلم من إنتاج شركة أوغست للأفلام وهو إنتاج مشترك بين فلسطين وإيطاليا وفرنسا للمنتجين حنا عطالله و رونزا كامل ويعتبر فيلم ما بعد ثاني انتاجاتهم السينمائية بعد فيلم " شكرًا لانك تحلم معنا" والذي ما زال في مرحلة ما بعد الإنتاج. تتولى MAD Distribution مهام التوزيع والمبيعات في العالم العربي، بينما تتولى MAD World المبيعات في باقي أنحاء العالم.