ارتفع الذهب العالمي بشكل قياسي خلال الأسبوع الماضي ليسجل أعلى مستوى تاريخي جديد بدعم من تراجع مستويات الدولار وتوقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى تزايد الإقبال على الذهب قبل عطلة نهاية الأسبوع تحسبًا لأي تطورات جيوسياسية.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.2% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2509 دولار للأونصة ويغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2508 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة الأسبوع عند 2428 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
في المقابل تراجع الدولار الأمريكي للأسبوع الرابع على التوالي ليسجل انخفاض خلال الأسبوع بنسبة 0.7% وفقاً لمؤشر الدولار، وذلك في ظل استمرار توقعات الأسواق باقتراب البنك الفيدرالي الأمريكي من خفض أسعار الفائدة.
يذكر أن البيانات الاقتصادية التي صدرت خلال الأسبوع الماضي عن الولايات المتحدة كان من شأنها أن تحد من مكاسب الذهب، فقد أظهر مؤشر أسعار المستهلكين الذي يعد مقياس التضخم ارتفاع معتدل خلال شهر يوليو ليعمل على تقليل توقعات الأسواق بخفض كبير في الفائدة خلال شهر سبتمبر يصل إلى 50 نقطة أساس دفعة واحدة.
كما أن بيانات مبيعات التجزئة وإعانات البطالة الأسبوعية وأداء القطاع الصناعي جاءت جميعها أفضل من المتوقع، وساعدت بالفعل على تهدئة توقعات الأسواق بشأن خفض الفائدة لتصل رهانات الأسواق حاليًا إلى احتمال بنسبة 75% لخفض الفائدة 25 نقطة أساس، واحتمال بنسبة 25% لخفض الفائدة 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر القادم.
ونجح الذهب في الحفاظ على مكاسبه خلال معظم تداولات الأسبوع، ومع نهاية الأسبوع ارتفع بنسبة 2.1% وهو أكبر ارتفاع يومي منذ 13 ديسمبر 2023.
ويرجع السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع في الذهب أمس الجمعة بالرغم من غياب البيانات الاقتصادية، هو زيادة الطلب بشكل كبير على الذهب كملاذ آمن قبل عطلة نهاية الأسبوع في الأسواق المالية العالمية، وذلك تحسبًا لأي هجمات إيرانية انتقامية على الكيان الصهيوني خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كما أن أحد أهم الأسباب وراء تماسك الذهب العالمي خلال الفترة الأخيرة هي التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تدفع المحافظ المالية حول العالم إلى إبقاء جزء من المحفظة مستثمر في الذهب تحسبًا لأي تطورات، واتضح هذا أثناء فترة البيع المفتوح للأسواق العالمية الفترة الأخيرة والتي استطاع الذهب أن يعبرها بشكل آمن دون انهيار مستوياته مثل باقي السلع المالية.
وينتقل الاهتمام الآن إلى محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الأخير الذي عُقد في يوليو الماضي ويصدر الأسبوع القادم، والذي قد يزود الأسواق لمزيد من الوضوح بشأن توجه أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي، هذا بالإضافة إلى حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول نهاية الأسبوع القادم، حيث يتحدث باول عن التوقعات الاقتصادية والسياسة النقدية المتوقعة للبنك الفيدرالي الأمريكي.