أعلنت شركة جوجل، المملوكة لشركة ألفابت (GOOGL.O)، يوم الخميس عن توسيع نطاق ميزة ملخصاتها التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي (AI Overviews) لتشمل ستة بلدان جديدة. تأتي هذه الخطوة بعد مرور شهرين فقط على تراجع الشركة عن بعض قدرات هذه الميزة نتيجة مشاكل ظهرت عند إطلاقها.
جوجل، التي قامت بإتاحة هذه الميزة لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة في شهر مايو بعد عام من التجارب على إصدار محدود، بدأت الآن بتوفيرها في البرازيل، الهند، إندونيسيا، اليابان، المكسيك، وبريطانيا. الميزة متاحة باللغات المحلية مثل البرتغالية والهندية.
تحديات ومراجعات للمحتوى
تعرضت ميزة AI Overviews لانتقادات واسعة بعد تداول لقطات شاشة لإجابات غير دقيقة عبر الإنترنت، تضمنت وصفات غير صحيحة وإجابات مغلوطة، مثل إدراج الغراء كمكون في وصفة بيتزا، وادعاء خاطئ بأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مسلم. أقرت جوجل بوجود "مراجعات عامة غريبة وخاطئة" وأجرت تحديثات للمنتج في أواخر شهر مايو، مما أدى إلى فرض قيود على الاستعلامات المعروضة والتحكم في المحتوى المستخدم من مواقع مثل Reddit.
تحسينات وتحديثات مستمرة
في مقابلة مع رويترز، قالت هيما بوداراجو، أحد كبار مديري المنتجات في جوجل: "لدي أدلة كافية لأقول إن الجودة تتحسن فقط". أشارت بوداراجو إلى بيانات داخلية من جوجل أظهرت أن المستخدمين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى هذه الميزة أبلغوا عن مستويات أعلى من الرضا، كما قاموا بإجراء استعلامات بحث أطول وأكثر تحديدًا مقارنة بالمستخدمين الذين لم يحصلوا على هذه الميزة.
إضافةً إلى ذلك، تعمل جوجل على إضافة المزيد من الروابط التشعبية إلى إجابات الذكاء الاصطناعي، حيث ستُعرض مواقع الويب ذات الصلة على الجانب الأيمن من الإجابة. كما تُختبر حاليًا تحديثات أخرى تهدف إلى إضافة روابط مباشرة داخل النص كجزء من جهود "إعطاء الأولوية للأساليب التي تدفع الزيارات إلى المواقع الإلكترونية ذات الصلة"، وفقًا لما ذكرته الشركة في منشور على مدونتها.
مخاوف الصناعة الإعلامية
تأتي هذه التحديثات في ظل مخاوف أعربت عنها صناعة الإعلام لأكثر من عام بشأن تأثير ميزة البحث التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على حركة المرور إلى مواقعها. يُخشى أن يؤدي الاستخدام المتزايد لهذه الميزة إلى تقليل الزيارات إلى مواقع الإعلام التقليدي، مما يضر بمصادر دخلها.
تحديات قانونية جديدة
في الأسبوع الماضي، قضى قاضٍ أمريكي بأن جوجل تحتفظ باحتكار غير قانوني للبحث، مما يمهد الطريق لمحاكمة قد تجبر شركة ألفابت على التفكك. ومع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي من منافسين مثل مايكروسوفت وOpenAI، تواجه جوجل ضغوطًا إضافية في السوق.
بينما تسعى جوجل إلى تعزيز تجربة المستخدم وتقديم إجابات أدق وأكثر تفاعلية، يبقى التوازن بين الابتكار وحماية حقوق الناشرين والإعلام التقليدي مسألة حاسمة في المستقبل.
