أعاصير متتالية تجتاج الجزر اليابانية على مدار الساعات المقبلة الأمر الذي دفع السلطات المحلية لإعلان حالة الطوارئ القصوى، ويأتي ذلك بالتزامن مع سيول مدمرة اجتاجت منطقة تهالة في مدينة غات جنوب ليبيا، وتسببت في وفاة 3 أطفال على الأقل، وأعادت للأذهان فاجعة درنة التي وقعت في سبتمبر الماضي عندما جرفت الفيضانات والسيول العارمة مدينة درنة الليبية بالكامل، وجرفت المدينة بالكامل تقريبا إلى شواطئ المتوسط بعدما تسببت في دمار نحو ثلث المنازل وتضرر الثلثين بشكل كبير، وظلت المدينة لأسابيع بل وشهور تبحث عن المفقودين جراء الواقعة المروعة التي تسببت في مقتل 4100 شخص على الأقل نتيجة الفيضانات فيما عدت السلطات المحلية أكثر من 8500 شخص في عداد المفقودين.
وتشهد العديد من الدول العربية أيضًا هطول أمطار غزيرة ورعدية وبخاصة في السعودية والسودان، حيث تساقطت كميات كبيرة من الأمطار على العديد من المناطق في البلدين.
إعصار "أمبيل".. طوارئ في اليابان
وصباح الجمعة، قررت السلطات اليابانية إلغاء جميع الرحلات الجوية ورحلات القطارات في منطقة طوكيو، وأعلنت تحذيرات شديدة اللهجة من ظهور أمطارغزيرة ورياح وفيضانات، مع انحراف إعصار متوقع حدوثه في طريقه نحو الشمال في المحيط الهادئ، حيث يصل الإعصار أمبيل إلى المياه من طوكيو ليلا وصولا إلى الشمال، مما يحدث ظروف عاصفة إلى منطقتي كانتو وتوهوكو الشمالية في وقت مبكر من صباح، السبت، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.
وفي تقريرها حول الطقس لعاصف، قالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن الرياح وصلت سرعتها 162 كيلومترا في الساعة مع تحرك أعلى صباح، الجمعة، وكان يتحرك شمالا بسرعة 15 كيلومترا في الساعة.، فيما توقع خبراء الأرصاد ارتفاع حدة الرياح والأمواج العاتية.
ومن المتوقع أن يجتاح إعصار أمبيل جذر اليابان والعاصمة طوكيو وسيتحول إلى عاصفة استوائية يوم الأحد، الأمر الذي دفع المسؤولين في ديزني لاند طوكيو إلى الإغلاق بسبب الإعصار، في الوقت الذي توقفت العديد من الشركات عن تقديم خدمات الرحلات الجوية والمطارات، وكذلك خدمات التوصيل في طوكيو في الأماكن المهددة بالإعصار يومي الجمعة والسبت.
قطارات الرصاصة تتوقف بسبب الإعصار
في السياق ذاته، ألغيت جميع رحلات قطارات الرصاصة "شينكانسن" التي تعمل بين طوكيو وناغويا طوال اليوم، وقالت سلطات سكك حديد وسط اليابان، إن القرار يأتي استجابة للأعاصير التي متوقع حدوثها، وبعض القطارات المحلية في طوكيو مؤقتا أو تم تحويلها إلى جدول زمني أبطأ، كما جرى توقف عشرات الرحلات المغادرة والقادمة في مطاري طوكيو، هانيدا وناريتا، وكذلك في مطارات كانساي وأوساكا وتشوبو، وحذر المسؤولون الناس من الاقتراب من الأنهار والشواطئ والحذر من الرياح القوية بما يكفي لتطاير الأجسام.
وتؤثر عمليات إلغاء الرحلات الجوية حوالي 90 ألف شخص على الأقل في اليابان بحسب الإحصائيات الرسمية التي نقلتها تقارير وسائل الإعلام اليابانية .
سيول ليبيا تعصف بحياة 3 أطفال
ومن اليابان إلى ليبيا، وفي أحد أشكال التطرف المناخي، أعلنت غرفة عمليات جهاز الإسعاف والطوارئ بالمنطقة الجنوبية في ليبيا، صباح اليوم، وفاة 3 أطفال جراء سيول اجتاحت منطقة تهالة في مدينة غات جنوب البلاد.
وأكدت الغرفة أن المحاولات جارية لإخلاء المنطقة من الأطفال وكبار السن، في ظل استمرار انقطاع الاتصالات عن المدينة، وأفادت مؤسسة "رؤية" لعلوم الفضاء بأن مياه الأمطار والسيول غمرت منطقة تهالة، مما أجبر السكان على الخروج من منازلهم إلى الشوارع.
وأضافت المؤسسة أن الاتصالات لا تزال منقطعة عن المدينة، مشيرة إلى أن ذلك يزيد من صعوبة عمليات الإنقاذ.
هل تشهد مصر ظواهر مناخية متطرفة؟
وفي مصر طمأنت هيئة الأرصاد الجوية المواطنين من عدم تأثر مصر بموجة السيول التي تضرب الشقيقة ليبيا، وأكدت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن درجات الحرارة في مصر ستكون عند المعدلات الطبيعية خلال الأيام المقبلة.
وأكد خبراء الأرصاد أن الارتفاع الكبير في نسبة الرطوبة يكون له العامل الأكبر في الإحساس بدرجات الحرارة أعلى من معدلاتها الطبيعية، كما تزيد من إحساس المواطنين بحرارة الطقس.
وأفادت "غانم" بأن استمرار تأثر مصر بمنخفض الهند الموسمي يزيد من الإحساس بحرارة الجو، إلا أن ارتفاع نشاط الرياح يحسن نسبيا من حالة الجو وبخاصة في الفترة المسائية، إلا أن الرياح القوية ستؤثر على رتفاع الأمواج وبخاصة على شواطئ البحر المتوسط بداية من يوم غد السبت.
ودعت إلى ضرورة الحذر من قبل المواطنين المتواجدين في مناطق السواحل الشمالية نظرًا لارتفاع الأمواج من 1.5 لـ 2 متر اليوم الجمعة، ووصولها إلى 2.5 متر، كما حذرت المواطنين من الشبورة المائية في الساعات الصباحية، وبخاصة السائقين وقائدي السيارات على الطرق القريبة من المسطحات المائية يجب تجنب السير بسرعات عالية للحد من حوادث الطرق.
خبراء يجددون المطالبات بالحد من مسببات التغيرات المناخية المتطرفة
وفي هذا الشأن، يرى الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة، أن ما يشهده العالم من تقلبات متطرفة في الطقس وارتفاع درجات الحرارة وظواهر مناخية غريبة يرجع إلى التمادي في إهمال مخاطر التغيرات المناخية.
وأضاف "فهيم" أن التطرف المناخي أصبح أمرًا واقعيا، والتغيرات المناخية التي يشهدها العالم أصبحت شرسة أكثر من أي وقت مضى، وأصبح التحرك لمواجهة حقيقية لمخاطر التغير المناخي ضرورة حتمية قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
ولفت "رئيس معلومات المناخ" في تصريحات تليفزيونية، إلى أن التغيرات المناخية أصبحت خطر يهدد العالم أجمع، والتحرك من أجل خفض حرارة الأرض لم يعد خيارًا بعد الوصول إلى قيم قياسية لم تسجل من قبل، وهو ما جعلنا نشهد حدوث ظواهر غريبة مثل ظاهرة النيو نتيجة لارتفاع الانبعاثات الكربونية بشكل ملحوظ من الدول الصناعية الكبرى.
من جهته، قال الدكتور السيد صبري، خبير التغيرات المناخية، إن حالة عدم التوازن في المناخ، والمعروف عالمي بالتطرف المناخي المتمثل في ارتفاع شديد في درجات الحرارة وظواهر مناخية في غير اوقاتها الطبيعية.
ودعا "صبري" إلى ضرورة التكاتف من قبل الدول الفاعلة وبخاصة الدول الصناعية إلى العمل على تحفيز جهود الحد من التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، وتخفيض الانبعاثات الكربونية التي تعد أحد الأسباب الرئيسية للتغيرات المناخية العنيفة.