الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ولنا في أرحامنا وصل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

واقع  نحياه، يحمل ما يحمله من متناقضات، من متغيرات، بات الحق فيه باطلا، والباطل أضحى حقا.
واقع أصبح فيه الإنسان ذئب لأخيه الإنسان يتحين عليه الفرص لينقض عليه وينهشه - إلا ما رحم ربي -
حياة نحياها أصبح فيها الإنسان في غربة غريبة، عن ذاته، عن قيمه، عن أخلاقه، عن دينه، طغت المادية وتوحشت داخله، أصبح لا يرى، لا يسمع لا يتكلم.
لا يرى إلا رؤية واحدة، وسمع واحد، وكلام واحد، أنا فقط.
أنانية مفرطة لا يهمه شيئ اللهم إلا مصلحته فقط، يفعل أي شيئ أيا كان هذا الشيئ حتى لو باع نفسه وباع خلقه وتخلى عن مبادئه وقيمه، وتخلى عن أهله وذويه وكل أقاربه، المهم يحقق مأربه.
نعم واقع شرعن  للقوة، لعصر الذئاب، فسوق وفجور وسفور، كاسيات عاريات يملأن الشوارع عيانا بيانا في وضح النهار لا رقيب.
غلاء وبلاء وسئ الأسقام والأوجاع والأمراض.
فقدنا الاحترام المتبادل بيننا، لا كبير يعطف على صغيرة، ولا صغير يوقر ويحترم كبير، الأبناء في واد، والآباء في واد آخر، حدثت شروخات في جدار الأسر، رب الأسرة مطحون كالثور الذي يجر ساقية من أجل توفير لقمة العيش.
دوامة هي حياتنا التي نحياها.
هذا واقع نعيشه لا يأس وجودي وإنما أعبر عن كل ما يجيش في خلد الكل.
والمحصلة صفر+صفر=لا شيئ، صفر المعادلة الصفرية، نحيا كالأموات، بل أتى الوقت الذي سمعنا فيه الناس تتمنى الموت، بل وتحسد الأموات، أى اغتراب هذا، لماذا وصلنا إلى هذا الحال ؟!.
الجواب واضح بذاته والجميع يعلمه، لكن يتجاهله، الإعراض عن ذكر الله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)عيش كد، ضنك، هذا في الدنيا.
أما في الآخرة (ونحشره يوم القيامة أعمى)، لماذا؟!(قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا)، (قال أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)، (نسوا الله فأنساهم أنفسهم).
والآيات كثيرة والأحاديث كثيرة والوعاظ كثر.
ألم يذكر الله تعالى في غير ذات موضع من القرآن الكريم آيات تحدثت جملة وتفصيلا عن صلة الأرحام (واتقوا الله الذين تسائلون به والأرحام )
(ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل)
(والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)
(فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله)
انظروا عقوبة قاطع الرحم، حاله حال المفسد فى الأرض، ليس هذا وحسب بل عليه لعنة الله، والملعون مطرود من رحمة الله.
إذا قطيعة الأرحام جريمة عقوبتها تقع على قاطعها مرتين فى الدنيا والآخرة.
في الدنيا ودليلي حديث النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي بكر رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة فى الدنيا مع ما يدخر له فى الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)
وأحاديث النبي كثيرة في هذا الموضوع أذكر منها:(ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، وأيضا أن رجلا قال: (يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئوون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال صلى الله عليه وسلم، إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)
وكذلك حديث أنس بن مالك عن النبي:(من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه.)
وحديث عائشة رضى الله عنها عن النبي:(الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)
فصلة الأرحام واجبة فى الجملة، وقطيعتها كبيرة من الكبائر يقول تعالى (قل تعالوا أتلو ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى).
أما صلة الرحم في اللغة والاصطلاح، ففي اللغة الرحم: فهو موضع استقرار الجنين في بطن الأم، ويقصد بالرحم أيضا القرابة وأسبابها، وإن قيل ذو رحم، أي ذو قرابة.
أما في الاصطلاح الشرعي، فصلة الرحم تطلق على من تجمع بينهم القرابة، ويحرم النكاح فيما بينهم (قرابة من الدرجة الأولى)، وبناء على ما سبق، فإن أبناء الأعمام والأخوال لا يدخلون في مسمى الأرحام، وقيل إن الرحم لفظ يطلق على من بينهم ميراث، وقيل بل على كل من تجمع بينهم قرابة سواء كان أحدهم يرث الآخر أم لا يرثه.
وعليه فإن من يجب وصلهم على ثلاثة أصناف من الناس.
الأول: الرحم المحرم
الثاني: الرحم من ذوي الميراث.
الثالث: الأقارب من النسب سواء يرثون أم لا.
إذا أقارب من الدرجة الأولى، والثانية والثالثة يتشعب منها إلى ما لا نهاية في صلة القرابة، يجب وصلهم وودهم متى علمنا بهم وبوجودهم وتعرفنا على أماكنهم، حتى لو عاشر جد.
ويمكننا أن نحدد الأسباب التي تؤدي إلى قطيعة الرحم، وكيفية التخلص من هذه الرذيلة.
١-بعد المسافات بين الأهل والأقارب وهذا سبب واه ومردود عليه، فالوصل ليس شرط فيه الرؤية وإن كانت الرؤية متاحة حسب التقنيات الحديثة، فممكن التغلب على ذلك بالاتصالات صوتا وصورة، كذلك عن طريق إرسال الحوالات البريدية كدعم مادي أو عن طريق المحافظ الإليكترونية.
٢- الاختلافات حول المواريث التي قد تصل إلى المقاضاة والمحاكم بين الإخوة خصوصا إنتشار ما يسمى (بالرضوة) وأن البنات لا ترث وإنما يتنازلن عن إرثهن مقابل مبلغ مالي يؤدى إليهن.
وهذا الأمر حسمه الله تعالى من فوق سبع سموات في آيات المواريث في سورة النساء، فلم الجشع والطمع وأكل حقوق الناس بالباطل.
كل ذلك يشحن النفوس ويحدث التعارك والنفور بين الأهل.
٣-الحقد والغيرة والحسد فقد يكون هناك داخل الأسرة الواحدة أغنياء وفقراء، الفقير إذا أعطاه الغني يشعر أنه يمن عليه، والغني إذا أعطى تباهى وعير، وهذا يحدث حقد وضغينة فى النفوس، فتجد كل فريق يولي من الآخر وتحدث القطيعة، وعلاجها معروف العودة إلى الله تعالى، والرجوع إلى كتابه وسنة نبيه وتذكر أن الناس سواسية لا فرق بين غني وفقير، هذا بالنسبة للناس جميعا، فما بالكم من الأقارب والأهل.
٤-نزعة التعالي عند بعض الأقارب من منحهم الله المناصب والجاه والسلطان يتعالون على ذويهم الذين لم ينالوا حظهم من التعليم والمناصب المرموقة، فتحدث القطيعة.
وعلاجها طرح الكبر والعجب والتعالي، لأن الله تعالى هو الكبير المتعال والكل سيقف أمام الله تعالى، والكل سيدفن في مقبرة عائلة واحدة، فلماذا التعالي والتكبر.