التقى الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري مع عدد من مسئولي الجانب الهولندي في مصر لبحث سُبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال إدارة المياه مشروعات الري الحديث و جرى الإعداد خلال الاجتماع لتمديد مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين للسنوات الخمس المقبلة، ويري الخبراء بأهمية الشراكة بين البلدين واعتبروا أنها فرصة لتطوير بحوث المياه وتدريب وبناء قدرات العاملين بالمياه، وطالبوا بوضع خطة محددة الملامح قبل التحول لأنظمة الري الحديثة .
تعاون مثمر
بدوره أشار الدكتور سويلم إلى الشراكة الاستراتيجية والتعاون المثمر بين البلدين في هذا المجال منذ بدء أعمال المجلس الاستشاري المصري الهولندي فى السبعينيات والذى أثمر عن العديد من النجاحات وتبادل الخبرات في مجال إدارة المياه .
وذكر "سويلم": تم إعداد قائمة بأولويات المشروعات والدراسات البحثية ودراسات الجدوى التى يمكن التعاون في تنفيذها مع شركاء التنمية والجهات المانحة ومنها الجانب الهولندي ، بحيث تعبر هذه الأولويات عن رؤية الوزارة واحتياجاتها المطلوبة على الأرض . وتضمن الاجتماع مناقشة مشروع "تحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر" والممول من حكومة هولندا ، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" كشريك منفذ.
شروط النجاح
بدوره يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، الشراكة المصرية الهولندية في في مجال بحوث المياه بدأت منذ سنوات طويلة ولها فوائد في تطوير بحوث المياه حول تعظيم استخدامها وتقليل عوامل الهدر التي تزيد بفعل استخدام المزراعين للطرق الأولية في الزراعة في مساحات الدلتا والأراضي القديمة التي تزيد عن 7.5 مليون فدان التي تروي زراعتها بالغمر.
كما ذكر "سويلم": علينا إدارة المشروع بالشكل الذى يضمن قبول المزارعين في منطقة المشروع للتحول لأنظمة الري الحديث ، وهو ما يتطلب التواصل المباشر مع المزارعين للتعرف على وجهة نظرهم تجاه هذا التحول وتعريفهم بالنماذج الناجحة للري الحديث وما حققه هذا التحول من ترشيد في استخدام المياه وزيادة الإنتاجية وتقليل تكاليف الطاقة والأسمدة .
يضيف "صيام": قبل التحول لأنظمة الري الحديثة علينا وضع بعض النقاط في الاعتبار، وهي كلفة التحول الرقمي واستخدام أنظمة الري أو التنقيط وعمل مواسير للمياه وترشيح شركات للتنفيذ مع توفير التكلفة المالية عبر منح أو قروض بدون فوائد علاوة عن تحديد التركيب المحصولى قبل وضع شبكات الري.
أكد الدكتور سويلم على أهمية قيام المؤسسات البحثية الهولندية بدعم "مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري" و "المركز الافريقي للمياه والتكيف المناخي" PACWA لتقديم دورات تدريبية متميزة للمتخصصين من المصريين والأفارقة في مجالات المياه والمناخ .
تدريب أكاديمي وعملي
وهنا يقول خبير الإرشاد الزراعي، المهندس حسام رضا، التدريب مع المؤسسات الإقليمية والدولية من الأمور الهامة للجهات البحثية المصرية وصولا للمزارع خاصة تتصاعد أهمية الحفاظ على قطرة المياه مع تزايد تأثيرات التغيرات المناخية وانتشار الجفاف في كثير من البلدان حول العالم وفي افريقيا على وجه الخصوص.
ويضيف "رضا": يجب الوضع في الاعتبار أن تركيبة المحاصيل لها علاقة بنظم الري بحيث استخدام شبكات الري بطرق معينة مع توفير التدريب اللازم للمزارعين للتكيف مع أنظمة الري الحديثة، مع ضرورة توفير التمويلات الكافية لدعم المشروعات لأن المزارعين هم الرهان الحقيقى لنجاح أي مشروعات.
وأشار الدكتور سويلم لأهمية مشاركة الجانب الهولندي في فعاليات "إسبوع القاهرة السابع للمياه" والمزمع عقده في شهر أكتوبر المقبل بالتزامن مع عقد "إسبوع المياه الإفريقى" لإثراء المناقشات بالجلسات المختلفة وتبادل الخبرات والأفكار خاصة فى ظل وجود العديد من الخبرات الهامة في مجال المياه لدى الجانب الهولندي والتى يمكن لمصر والعديد من دول العالم الاستفادة منها ، مؤكداً أن مصر ستواصل مجهوداتها خلال أسبوع القاهرة للتأكيد على وضع المياه وعلاقتها بالمناخ على رأس أولويات المجتمع الدول .